الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضمائر انسانية حية مقابل ضمائر ماتت متهالكة على التطبيع (1)

ابراهيم حجازين

2010 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إيلان بابي أو بابيه هو مؤرخ ولد لأبوين يهوديين في فلسطين المحتلة منذ عام 1948 ينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد الذين قاموا بإعادة كتابة التاريخ الإسرائيلي وتاريخ الصهيونية. درّس بجامعة حيفا وهو يدرّس حاليا بجامعة إكسيتر. وهو يعتبر من أبرز دعاة حل الدولة الواحدة (للقضية الفلسطينية)، كما طالب بمقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية لدعمها لسياسات الحكومات الصهيونية في الاراضي الفسطينية المحتلة. وتعرض إيلان بابيه نتيجة لذلك للكثير من النقد في إسرائيل بسبب تأييده للحقوق الفلسطينية في عودة اللاجئين وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال .
عمل د. ايلان بابيه محاضرا في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا واحتل موقع رئيس مجلس إدارة معهد إميل توما للدراسات الإسرائيلية والفلسطينية في حيفا، ويعد من أكثر "المؤرخين الجدد" راديكالية، ويدل على ذلك كتابه "صنع الصراع العربي ـ الإسرائيلي، 1947 ـ 1951". وقد أدت مواقفه الفكرية إلى التصادم مع سياسة الصهيونية الرسمية وسياسة جامعته، وظهر ذلك خصوصاً بعد إشرافه على رسالة جامعية قدمها المؤرخ تيدي كاتس عن مجزرة ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية الطنطورة قرب حيفا عام 1948. وهي مجزرة بقيت مجهولة في تاريخ المجازر الصهيوينة ضد الشعب الفلسطيني، انخرط بابي في جدل واسع بسبب الموضوع. وأعلن عن دعمه علنيا لتادي كاتز. في ديسمبر من سنة 2000 سحب كاتز روايته للأحداث فيما بعد تحت الضغط، وتم إلغاء مشروع بحث كاتز من قبل جامعة حيفا بعد ان تحصلت على درجة 97 %، واتخذت إدارة الجامعة قرارا بفصل بابيه، وأجبرت كاتس على الاعتذار، ولكن حملة عالمية للتضامن معه (خصوصا قرار جمعية اساتذة الجامعات البريطانية بمقاطعة جامعة حيفا) أجبرت الجامعة على التراجع عن قرارها
وشارك بابيه في مسيرة النكبة التي نظمتها لجان فاعلة في أوساط فلسطينيي عام 1948 إلى قرية "أم الزينات" المهجرة على جبل الكرمل وهي واحدة القرى التي تعرضت لعمليات التطهير العرقي التي قامت بها العصابات الصهيوينة عام 1948 ، وخطب في المتظاهرين مطالبا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ومنازلهم مما أثار غضب الصهاينة الذين كانوا يتربصون به .
انتمى للجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة وكان المرشح السابع في قائمتها لانتخابات الكنيست عام 1999. وفي سنة 2005 دعم بابيه مقاطعة إسرائيل بما في ذلك المقاطعة الأكاديمية ويفسر بابي دعمه للمقاطعة بأنه يجب الضغط على إسرائيل من الخارج كأحسن وسيلة لأنهاء أفظع احتلال عرفه التاريخ الحديث. نتيجة لذلك دعى رئيس جامعة حيفا ايلان بابي للإستقالة ولكنه قال يجب على بابي أن يذهب بمحض إرادته. في نفس السنة اعلن بابي المؤتمر الإسرائيلي لحق العودة والذي يدعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم سنة 1948.
لكنه لاحقا اعلن ألى أنه ينوي النزوح عن الدولة اليهودية يأسا من الاوضاع التي وصلت إليها الدولة العبرية من غطرسة وعنصرية. في سنة 2007 حقق بابيه قناعته فغادر جامعة حيفا بعد ان وصل الى الاستنتاج بصعوبة العيش في إسرائيل مع وجهات نظره ومعتقداته غير المرحب بها وانضم إلى قسم التاريخ في جامعة اكستير ومن الضروري الإشارة الى ان العديد من الإسرائيليين قد غادروا بلادنا بعد ان وصلوا لقناعة بعدم إمكانية تحقيق العيش المشترك بين العرب الفسطينيين والإسرائيليين بسبب السياسات المبيته للحركة الصهيوينة ومخططاتها في المنطقة وسنتناول في مقالات لاحقة مواقف الدكتور إيلان بابيه وغيره ممن بقيت ضمائرهم حية. بينما نجد بين ظهرنينا من يدعو الى العيش الطبيعي مع هذا الكيان ويتعامل معه مساعدا إياه بذلك على البقاء ولو فسحة اخرى من الزمن. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا يا مصباح
ابراهيم حجازين ( 2010 / 4 / 3 - 12:11 )
قرأت تعليقك ولم اجد فيه ما يمنع نشره بالعكس فهو تعليق يصب في جوهر ما اردت طرحه شكرا لهذا الموقف الانساني وستكون مقالاتي القادمة حول من يملك ضمير حي ويرفض فضائع الصهيوينة وذلك الموقف الذي لا يرى فيها الا كل الخير والنفوذ ومفتاح الطريق لقلب واشنطن

اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال