الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليهود العراقيين ...وصواريخ صدام ..و الالوسي

سامي الحمداني

2010 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أثارني ما قرأته من ردود على مقالة الدكتور يونس حنون والمنشورة بتاريخ 29. 3 . المعنونة ((انتخبت مثال الالوسي وتوقعت هزيمتة ))
وعتقدة إنني في غرف ال (paltalk ) السياسية التي كرهتها وكرهت كمية الحقد الذي يعتمر قلوب بعض من
روادها ، وتمحور الرد على المقالة على زيارة الالوسي لإسرائيل مما أثار بعض الذكريات في مخيلتي و جعلني ابتسم في سري ، وسبب الابتسامة كان مرة خجلا و مرة أخرى مزاحا.
في المرة الاولى تذكرت قبل عشرة سنوات كنت على مقاعد الدراسة لمعادلة شهادتي الجامعية العراقية وكنت مع اثنين من زميلات الصف الدراسي في الكافتريا نأكل وكانتا جالستين أمامي .. سألتني أحداهن ، وهي الأقرب لي ولنا واجبات مشتركة : انت مسلم ام مسيحي ؟ فأجبتها .... سألت الأخرى موجهه الحديث الى التي سألتني : انتي يهودية اليس كذلك ؟؟... فما ان دخلت كلمة يهودية مسامعي حتى توسعت عيناي وشهقت شهقة كدت ارمي ما في فمي بوجهيهما ..تداركت الأمر ووضعت يدي على فمي ونهضت مسرعا الى الحمامات ولمحتها تنظر لي وكأنها تقرئ ما ارتسم على وجهي من انفعالات.
في الحمام وقفت أمام المرآة وأنا خجلا من ارتباكي ومر شريط حياتي سريعا في مخيلتي ... منذ ان كنا صغارا والحديث عن الغول اليهودي يملئ مسامعنا ، وأصبحنا شبابا ولم يكن أمامنا غير ثدي امنا بالرضاعة القومية فرضع البعض حتى الثمالة وشرب البعض الأخر وتقيئ ما شرب وفر آخرون بجلدهم ليرضعوا من ثدي الأممية فكفروا بالقومية ، انهينا الدراسة الجامعية ولم نكن نعرف ما الفرق بين اليهودي و الاسرائلي .....

بعد ايام نسيت ما حدث وأصبحنا اكثر صداقة ..وحاولت من باب الفضول ان أجرها إلى الحديث عن فلسطين لأعرف كيف يفكر اليهود بقضية فلسطين ولكنها لا تمتلك المعلومات الكافية لأنها من أصول بولونية.

في المرة الثانية وقبل سنة نويت السفر الى العراق وكنت ابحث عن حقيبة مناسبة فدخلت متجرا كبيرا لبيع الحقائب ولم يكن هناك زبائن فهتم صاحب المتجر بطلبي وحدثني طويلا عن الحقائب و السفر، وفي الأخير حصلت على ما اريد ودفعت .. وهنا سألني: من أي بلد أنت ؟ أجبت عراقي . ابتسم ابتسامة متميزة أحسست ان ورائها معنى ...وسألته : و أنت ؟ فقال يهودي اسرائلي....وكأنه قاصدا ان يكشف عن هويته بالكامل ...ومن حسن حظي في تلك اللحظة وقعت فاتورة الحساب على الأرض وانحنيت .. فسمعت الجواب... تبسمرت وتذكرت الحادثة الأولى وتمالكت نفسي بصعوبة وبابتسامة صفراء سألته لأخفي ارتباكي : هل كنت في إسرائيل عندما سقطت الصواريخ العراقية... وهنا ضحك بصوت عالي وقال : ان تلك الصواريخ كانت مثار للنكتة على العراقيين ...لم أكن هناك ولكن اهلي يسكنون مدينة مجاورة للمدينة التي سقطت عليها الصواريخ وعندما جاء الناس هربا من الصواريخ كانوا يقولون : حتى اهنا ما خلصنا من صدام ، عاف اليهود بكل إسرائيل وما يقصف الا العراقيين ( لان أهالي المدينة المقصوفة هم من يهود العراق)، يمعود أبو عدي احنه إخوانك العراقيين !!!! فضحكنا على حظ العراقيين العاثر أينما حلو .

هل غيير ما حدث لي مع اليهودية و اليهودي من قناعاتي بالسياسة الاسرائيلة العنصرية..هل يختلف اثنان منا من ان الحكومة الاسرائيلية استيطانية وتوسعية ... هل يختلف اثنان منا من ان الدين اليهودي دين سماوي حاله حال الدين الاسلامي والدين والمسيحي ... هل يختلف اثنان منا من ان هناك ديمقراطية حقيقية في اسرائيل ... هل يختلف اثنان منا من ان هناك حقوق للشعب الفلسطيني يجب ان يحصل عليها .
لنفترض حسن النية في ذهاب مثال الالوسي إلى إسرائيل وانه ذهب للجانب الخير فيها ولكن سياسيا هل كانت الزيارة موفقه ؟ ( انا هنا لا أتحدث عن المبدأ) طبعا لا.... ودفع الثمن مقعده في البرلمان والى الابد !!!
وهنا أتسال إذا كان هكذا الحال مع اليهود ( اقصد زميلتي وصاحب المتجر ) ، بمجرد لقاء بسيط وعبارات مجاملة زالت عقود من سوء الفهم والضنون ..... حتى لو ( على فرض) كانا يتبنيان وجهة الحكومة السرائيلية هل الواجب ان اكرههم وابصق في وجوههم وانهم ناس سيئين... ام ناس طيبين يحملون في رؤوسهم افكار لا تتوافق مع افكاري ..... فما بالنا نحن العراقيين لماذا كل هذا الحقد في السياسة والذي ينسحب على العلاقات الشخصية..
الى متى يبقى الحقد السياسي يأكل أفئدتنا ...انا اقترح على مؤسسة الحوار المتمدن بعد هذا التميز ان تتحمل المسؤولية تتبنى مشروع جدي بتهشيم ( مطارق الحقد ) التي نرفعها بوجوه بعضنا .
و للموضوع بقية .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وما كل يهودي بعرف الدين صهيوني
عبد الإله السباهي ( 2010 / 4 / 3 - 11:33 )
سيدي الكريم سامي الحمداني
قبل ستين عاما رفع هذا الشعار ولكن ما الفائدة ؟
هناك شعب يعيش هجرّ من وطنه ويسكن في مخيمات بائسة ودولة عنصرية تتوسع كل يوم وعالم ساكت يتفرج على معاناة أطفال فلسطين
وأنت عزيزي أبو وسام تناشد بالمحبة ونبذ الحقد
كيف يندمل الجرح ولا تزال شظية الحقد ترقد فيه
من السذاجة أن نطالب بنذ الأحقاد وأسباب الحقد شاخصة للعيان
الأنسان يقتل يوميا ومنذ الآف السنين باسم الدين
ألا تنتهي هذه الخرافة ونعيش بسلام؟
ألا يتصالح معنا إلاهنا ويعفو عن جريمة ارتكبها جدنا آدم؟


2 - اتمنى لو
موسى محمد ( 2010 / 4 / 3 - 20:56 )
اتمنى لو احصل على صديق يهودي نتجاذب هو و انا اطراف الحديث.بهذا ستقترب من الكمال باقة اصدقائي المنوعة من مسلمين سنه وشيعة وسلفيه ومسيحيين ايضا باطيافهم وايزدية و علمانيين وشيوعيين.ايها السيد الكاتب .....الصادق و الخالي من النفاق السياسيوالغيور البطل مثال الالوسي لم يخسر الانتخابات لانه زار اسرائيل بل خسرها لانه لم يزر ايران ولم يداهن البعثيين وكذلك لان اولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاكه وما اكثر اولاد الحرام من السياسيين في العراق.ايها البطل مثال مقعدك البرلماني في قلوبنا وعيوننا وضمائرنا يا اشرف واكثر وطنية من كل مدعي من العرب والمسلمين.ملاحظة-كاتب السطور مسلم متدين لم يذهب للانتخابات لانه كان على يقين ان مثال الشرفاء لن يفوز في برلمان يعوزه الكثير من الشرف

اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر