الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد أسئلة

بهيجة حسين

2004 / 7 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هل ستتغير حياتنا مع التغيير الوزاري؟ وهل تحاول الحكومة الجديدة رفع أحمال الهم والمعاناة التي تضعها علي أكتافنا كل لحظة سياسات حكومات الحزب الوطني؟

وسؤالنا هنا ليس من قبيل البلاهة أو الغفلة، فنحن نعرف أن المسألة ليست تغيير أشخاص ولكنها سياسات، ومع ذلك ولأننا سنعيش فترة مع الحكومة الجديدة، فمن حقنا نحن مواطني هذا الوطن أن نطرح أسئلتنا، خاصة أنها طرحت من قبل آلاف المرات علي نفس الوزراء الذين حكمونا لسنوات، وسوف يحكموننا لا نعرف إلي متي!

فالحكومة السابقة مازالت باقية باحتلال وزرائها لأكثر من ثلاثة أرباع مقاعد الوزارة الجديدة، وهم يعرفون أن في مصر 48 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً لتقرير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة، ويعرفون أن بها 12 مليون مصري يعيشون في المقابر والعشش والجراجات، وفقاً لذات التقرير.

كما يعرفون أن بها مليونين من الأطفال يعيشون في الشارع.. هؤلاء الذين يشكلون ظاهرة ما يعرف بأطفال الشوارع، وأن في بلادنا 3 ملايين طفل يعملون في أخطر وأصعب الأعمال، من الزراعة إلي الورش، إلي السخرة، رغم أنف جميع اتفاقيات حقوق الطفولة التي وقعت عليها مصر، ويشكلون ظاهرة عمالة الأطفال.

وفي مصر 6 ملايين عاطل، اغتيلت أعمارهم وسنوات عطائهم وأحلامهم دونما أدني أمل في الخروج من هذا النفق المظلم. وقد تابعنا معاً محاولات المئات للهرب من جحيم البطالة عبر البحار، فلاقوا الموت غرقاً، أو استقبلتهم زنازين البلاد، التي فروا إليها، ومنهم من فر إلي الموت انتحاراً.

هل ستجيبنا الحكومة الجديدة بوزرائها الجدد والقدامي عن حقنا في معرفة أين ذهبت أموال بيع القطاع العام التي وصلت إلي 17 مليار جنيه، وهو رقم يسمي «تراب الفلوس» مقارنة بالقيمة الحقيقية لمصانع بلادنا؟

وهل سنعرف أين ذهبت الـ 4 مليارات و900 مليون جنيه أنفقتها الحكومة السابقة والحالية نظراً لبقاء معظم وزرائها والتي لم تقدم عنها مستندات صرف، وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات؟

ثم هل سيظل الإنفاق الحكومي ـ وزراء ومحافظين ـ ومخصصات السيارات والبنزين وقد وصلت إلي 7 مليارات في السنة والبدلات والمستشارين كما هي، وللعلم ووفقاً لتقرير الاتحاد الأوربي، فإن ما يتقاضاه المستشارون من مكافآت يصل إلي مليار و200 مليون جنيه في السنة.

وهم يعرفون أيضاً أننا اقتطعنا من أقواتنا لنوفر لأولادنا الدروس الخصوصية، وأننا وأولادنا نتخبط في سياسات تعليمية دمرت حياتهم وحياتنا، ويعرفون ــ لأنهم عاشوا معنا طويلاً ومازالوا باقين ـ أن ارتفاع الأسعار من مكالمة التليفون، وتذكرة القطار حتي «حتة» اللحمة حوّل حياتنا إلي جحيم.. فهل ومع هذا التغيير الذي لن نصفه الآن، تتغير الحياة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها