الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيفية التعامل مع المصاببن بالايدز

عصام البغدادي

2004 / 7 / 23
الطب , والعلوم


بعد ان أنفض المؤتمر العالمي حول الايدز الذى عقد في بانكوك خلال هذا الشهر بالتصريحات الواضحة التى سوف ندعها جانبا ونتحدث عن التمييز الذى لا يزال شائعا في مواقع العمل التايلاندية.
تبلغ " سو" الخامسة والثلاثين من العمر ، سكرتيرة أقدم في احدى المؤسسات الحكومية التايلندية في بانكوك منذ عدة سنوات ، وقبل سنتين تلقت انباء سيئة غيرت مجرى حياتها حينما اخبرها الطبيب المختص في دائرتها ان نتائج فحص عينة من دمها اظهرت انها حاملة لفيروس الايدز الموجب ، عند حديثنا معها فانها تجزم ان المرض قد انتقل اليها من زوجها ، فقد تزوجت منذ سبعة عشر عاما واصبحت اما لطفلتين ، ولم تخرج علاقاتها الجسدية خارج اطار الزوجية الشرعية ، فالمعروف عن المرأة التايلندية بشكل عام عدم خيانتها الزوجية ولا تقيم علاقة اخرى الا بعد الانفصال بين الزوجين ، على عكس الرجل التايلندى المعروف بكثرة خيانته الزوجية .
زملائها في العمل توقفوا عن الحديث معها كما لو انهم وقعوا اتفاقا صامتا فيما بينهم على ذلك ، ولم يسمح لها باستخدام ادوات المكتب ومنعت حتى من استخدام الحمام ودورة المياه وطلب منها رئيسها المباشر ان تحضر فقط في الصباح للتوقيع في سجل اثبات الحضور ثم تغادر عائدة لمنزلها في الحال.تعتقد "سو" انها تلقت مفاضلة غير عادلة ابدا والحقيقة ان اعتبارها موظفة عاملة في الدولة على الورق فقط يعتبر تعزية لها .
بلغ عدد المصابين بمرض الايدز في تايلاند حوالى مليون شخض توفي 400000 منهم ولايزال العدد الباقي يتعامل مع حقائق المرض اليومية ولديهم الامل الوحيد بالشفاء بعد ان اظهرت الاحصائيات تراجع عدد المصابين الى 20 الف شخص في السنة الاخيرة 2003 فيما كان العدد 150 الف خلال عام 2000.
استنادا الى انتونى برامول راتنا المدير التنفيذى ل TBCA ( وهو مختصر لاسم جبهة الاعمال التايلندية على الايدز) Aids Thailand Business Collation يقدر نسبة الحاملين لفيروس الايدز الموجب في مواقع الاعمال التايلندية 1% الى 2% وحسب المسح الذى قدمته 510 من مراكز الاعمال المرتبطة بهذه الجبهة فان المراكز هذه قد اجبرت 12% على اعادة فحص الدم من المستخدمين السابقين بينما كانت هذه النسبة 27% خلال عام 2001. فيما انخفضت نسبة الشركات التى قالت بانها لن تنهى وظائف الحاملين للفيروس الى 41% بينما كانت 64% قبل 3 سنوات.
عادة يطلب من المتدربين على اشغال الوظائف الجديدة بالقيام بفحص الدم وتواصل الشركات والدوائر تقديم منتسبيها للفحص الدوري السنوي فيما لايزال سلوك التمييز ضد حاملين الفيروس يصل الى حد ارغامهم على تقديم الاستقالة .
ويقول ليس المشكلة تكمن في 2% المصابين بل في 98% الباقين وهل يمكن لهم التعايش بسلام ومبسعادة مع زملاءهم المصابين في العمل ؟ فان ان الجواب بالنفي فهذا يعني ان الادارة ستكون مضطربة من هذا التناقض مما يكون على حساب كفاءة الاداء.
مثل هذه الاجراءات تناقض الدستور التايلندي الذى ينص على ان الكرامة الانسانية مصانة ومتساوية ومحمية قانونيا . ان التميز الذى اساسه الاصل او الجنس او اللياقة الصحية ليس مسموحا به. كما ينص القانون على التعامل بسرية تامة بشأن المعلومات الصحية الشخصية ومن ضمنها في هذه القضية نتائج فحص الدم وان التصرف على ضوئها او تسريبها يعتبر عملا عدوانيا ضد حقوق المواطن الاساسية المضمونة دستوريا.
مهما يكن فالصحيح ان القانون لاينص صراحة على اجبار ارباب العمل على قبول طلبات العمل المقدمة من قبل الحاملين لفيروس الايدز وانهم لديهم الحق في رفض طلبات المتقدمين مع او بدون سبب واضح ولهم الحق كذلك في استخدام من يشاؤون في ظل شروط مسبوقة ، ولكن اذا قام رب عمل ما بانهاء وظيفة لمستخدم ما بسبب اصابته المرضية فسنكون امام قضية اخرى قانونية . لان انهاء مثل تلك الوظيفة يصبح امرا غير قانونيا يرتب على رب العمل دفع الضمانات والحقوق المستحقة للمستخدم في تلك الوظيفة. ووفقا لمواد قانون الخدمة المدنية لايوجد شرط يحث على اعتبار الاشخاص المصابين غير مؤهلين للعمل في الدوائر الحكومية.
لهذا فان في مثل هذه الحالة لايمكن رفض استخدام المواطنين بالعمل في الدوائر الحكومية ولا اكراههم على اجراء فحص الايدز مادام الايدز لايعتبر مرضا معديا خطيرا كحالات الوباء الاخرى وانه لا ينتقل الى الاخرين الا بالطرق المعروفة صحيا على النطاق العالمي.
قائمة الامراض الخطيرة التى اقرتها وزارة الصحة التايلندية تعتبر الامراض التالية امراضا وبائية تستدعى عدم السماح للمصاب باحدها من العمل وهي : الكوليرا ، الحمى الصفراء، الجدرى ، السارس والطاعون ، ولم تتضمن الايدز لعم امكانية انتشاره عن طريق التلامس.
وفي حالة ثبوت ان المستخدم في وظيفة ما ليس له الامكانية لاداء واجباته فيكون بمقدور الدائرة التى يعمل فيها من انهاء عمله بعد تقديم مايثبت عجزه صحيا.
لهذا قامت بعض المؤسسات بتبنى برامج تدريبية على كيفية التعامل بين زملاء العمل ابتداءا من اعلى هرم في المؤسسة الى المستوى الاقل وبدا ان التجاوب كان عاليا وان الذين انضموا للتدريب على هذ البرنامج تفهموا الكثير عن المرض لدرجة تقبل العمل مع المصابين بجو ودى وتفهم عالى لمعاناتهم وللمساهمة في التخفيف من تلك المعاناة وهذه نتائج ايجابية جيدة حققتها جبهة العمل ضد الايدز .
Standard Chartered Bank كان الاول في استخدام تلك البرامج منذ عام 1999 وكذلك UK-based Bank والذى نفذ تلك البرامج كذلك في الصين والهند وافريقيا.
قالت السيدة انا ماري ديوربن رئيسة القسم التنفيذى في البنك انها من وجهة النظر الفلسفية ترفض سياسة التمييز بين العاملين على اساس العامل الصحى ولا تطبق اية اجراءات بشأن منتسبيها ولاتطالب المتقدمين للعمل لديها باية فحوصات للايدز ، وحتى اذا اخبرهم المتقدم بذلك فان هذه المعلومات يتم المحافظة عليها ويعرض الفحص على كافة العاملين ، نحن لا نفعل كل شىء ولكن نسال الناس ان يكون ذوى عقول متفهمة .
مجموعة الاسواق المركزية بدات برامج التثقيف التربوى لمنتسبيها في 1410 مصنع والذى شمل 3800 منتسب وينص برنامج التوعية على كيفية منع انتشار المرض وعلى كيفية التعايش مع المصابين وبهذه الطريقة سيكون بمقدورهم المحافظة على انفسهم وعلى رعاية عوائلهم ، ذلك ماقاله نائب رئيس دائرة القوى العاملة في المجموعة التجارية الضخمة التى لها انتشار واسع في تايلند.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئاسة السورية تعلن إصابة السيدة الأولى أسماء الأسد بسرطان


.. الطواقم الطبية عاجزة عن انتشال جثامين فلسطينيين سقطوا خلال ا




.. تسلل البكتيريا الضارة إلى جسم الإنسان يصيبه بالأمراض والأوبئ


.. من مصر.. صالونات الحلاقة.. بيئة خصبة لنقل البكتيريا إذا أهمل




.. الهواتف الذكية أحدثت تحولا كبيرا في مجال الكوارث والإسعاف