الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توحّد اليسار.. طلابياً...فأنتج!

هاشم البدارين

2010 / 4 / 3
القضية الفلسطينية


لم يأتلف في جامعة الخليل فحصد الفشل
(قراءة سريعة في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت)
م. هاشم البدارين
ترددت كثيرا قبل أن ابدأ في كتابة هذه السطور.. حتى قررت الكتابة خشية من احباط ينتظر اليسار مساء الخميس عند الاعلان عن نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل، فربما شاءت الصدفة ان تفصل اربع وعشرون ساعة انتخابات مجلس اتحاد طلبة بيرزيت عن اقرانهم في جامعة الخليل، ليتنفس اليسار الصعداء ليلة ويوم غير مكتمل ...ليعيش نشوة الانتصار التي خاصمته سنين عدة منذ ان خرج اليسار عن مفاهيم يساريته وادبياته ليدخل في دهاليز الحسابات الرقمية لتقاسم المقاعد والمراكز التمثيلية في هذه الانتخابات او تلك ..متجها بذلك ، بوعي او لا وعي، تفتيت ذاته لجزيئات صغيرة غالبا ما تنصهر تحت عتبة نسبة الحسم.
لا يختلف اثنان داخل أيٍ من فصائل اليسار حول اهمية توحده ضمن قائمة ائتلافية انتخابية، ولا يكاد يخلو تصريح مسؤول يساري عن اهمية ذلك، وما بذله حزبه من جهود مضنية في هذا الاتجاه، الا أن هذه التصريحات تذهب ادراجها، عند النقطة الحاسمة لتشكيل القائمة الموحدة الممثلة لقوى اليسار في المحطات الانتخابية المختلفة، ليبدأ كل طرف بكيل الاتهامات للطرف الاخر، حول مسؤوليته عن افشال الاتفاق الذي يتبين ان جوهره لا يتعدى حسابات الربح والخسارة لهذا التنظيم او ذاك!
جامعة بيرزيت..حيث متجه الانظار ومحطة الوزن التي تقيس بها التنظيمات حجمها وتمثيلها السياسي، او على الاقل هكذا يراها المراقبون؛ هنا قرر اليسار ان يبتعد للحظة عن كل ما من شأنه ان يفشل قوته، فقررت كتله الاتحاد في قائمة ائتلافية حملت اسمًا ومضمونًا طال انتظاره " اليسار الموحد" ( تحالف الأطر الطلابية للجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب) ليثبت على الارض بكل اللغات والارقام ان وحدة اليسار هي المخرج الحقيقي لاعادة الاعتبار لقواه واحزابه، و تعزيز حضور هذا التيار في اوساط الجماهير بنسبة تليق بتاريخ فصائله الممتد لعقود من النضال، وها هي الوقائع على الارض تعطي اليسار الموحد حوالي ثلث مقاعد المؤتمر العام لمجلس الطلبة ( 16 مقعد من اصل 51 ) في انتخابات وصلت نسبة المشاركة فيها 58% من اصحاب حق الاقتراع، بحسب النتائج الرسمية التي جاءت على لسان عميد شؤون الطلبة في الجامعة الاستاذ محمد الاحمد، في ظل غياب الاسلاميين (الكتلة الاسلامية الممثلة لحماس، والرابطة الاسلامية الممثلة لحركة الجهاد الاسلامي) الذي بدوره خفض نسبة المشاركة في الانتخابات الى 26% فقط، مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت نسبة التصويت حوالي 84% .
اليسار الذي تم تمثيله في انتخابات العام المنصرم بثلاث قوائم حصلت على خمس مقاعد مجتمعة، وها هو تمثيله يتضاعف لاكثر من ثلاثة اضعاف، والسبب مغادرة الحسابات المقيته والانصهار في بوتقة العمل الوحدوي الذي يمكن اليسار من استقطاب الاصوات المهمشة والصامتة والرافضة للتجاذب المؤذي والاستقطاب المقيت ما بين حماس وفتح الذي بات يشكل حالة نافرة ستلفظها الجماهير يوما ليس ببعيد.
الى جانب هذا المشهد المشرق لليسار، ينتظر مشهدا اخر سوداويا في جامعة الخليل، حيث انه لا قائمة موحدة لليسار ستخوض انتخابات مجلس طلبة الجامعة هنا...فاليسار انقسم على ذاته مجددا، واخفق في التوحد وسقط فريسة حسابات قريبة من الصفر، تمترس خلفها بعض ممثليه الذين غابت عن اجندتهم ادنى مفاهيم النفس الوحدوي المفترض ان يكون سمةً لليسار، الى جانب اعتبارذلك ضرورة ملحة في هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيش تفاصيله الاليمة في كل لحظة، نتيجة الانقسام بين شطري ما تبقى من الوطن في غزة والضفة الفلسطينية ضاربين عرض الحائط بحالة الحراك القائمة نحو إئتلاف اليسار التي تنسجم مع توجهات اقطابه.
نتائج انتخابات جامعة الخليل، أكدت الاخفاق عندما لا يتحد اليسار، كنت اتمنى ان يتحقق الاخفاق لتوقعاتي لنتيجة الانتخابات بدلا من ان يتحقق هذا الاخفاق لليساريين المشاركين في هذه الانتخابات بعدة قوائم انتخابية. نزلت الكتل الطلابية "اليسارية" منفردة، حصدت الهزيمة، 4 مقاعد فقط من 41 مقعداً.
إن وحدة اليسار لم تعد مطلب اليساريين والتقدميين فحسب، بل باتت تلك الوحدة مطلبا شعبيا وفصائليا لكسر حالة الشد والاستقطاب الثنائي في الساحة الفلسطينية، التي يجمع الجميع على انها حالة مدمرة للشعب وقضيته العادلة.
على فصائل اليسار الفلسطيني استخلاص العبر من النجاح والاخفاق لتجربة اليسار، واعتبار الجامعات محطة تقييمية مهمة للبناء عليها، من اجل دخول معترك الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والبلديات وغيرها، كقوة حقيقية تعكس تمثيلا للجماهير الفلسطينية وليس تمثيلا نخبويا لشريحة محددة من المثقفين المنغلقين على ذاتهم، بعيدا عن اوساط العاديين من الناس الذين يمثلون جوهر المجتمع الفلسطيني والسواد الاعظم فيه.
ان الآوان لأن يقول اليسار كلمة موحدة: كفى لحالة التجاذب السلبي ما بين قواه، ان الآوان لأن تتشابك الأيادي موحدة لدحر الانقساميين عن صنع القرار وكسر التفرد فيه...حينها ستمحى آثار حزيران اللعين وتعود للقضية مكانتها، وستقطع الطريق على كل الذين يختبؤون وراء عباءة الانقسام، الذين بنوا لانفسهم امتيازات على حساب أنّات المحاصرين في غزة والمضطهدين في الضفة.

3/4/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30