الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في موكب القيامة

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 4 / 3
الادب والفن


على جناح التيه ، في عتمة الليل ، وقف الشيطان مختالاً ..
يتأمل آخر كوكبة من الشهود ، تنساب في قتامه ، تاركة بحر الجلجثة .
كانت رياح الشر قد سكنت ، وأمواج الغدر قد همدت ،
بعد أن طرح يسوع من سفينة نوح ، وابتلعه حوت الموت .
وجد إبليس نفسه شامخاً ، فتنفس الصعداء ، وبقهقهة هستيرية أذاع إنتصاره :
لن يصل المصلوب إلى نينوى البشرية ، لقد دفن في جب النهاية وسر الخلاص معه !
،...،...،...
أحشاء الموت تعوي ، لهيب الحمل يذيب خلاياها ، تلفظه عن غصة أليمة على شاطئ الهاوية !
،...،...،...
في فجر القيامة ..
دَشّن السيد المسيح الطريق الضيق ، ويلتقي بأهل نينوى البشرية .
في عرسهم ، في عرس قانا القيامة ..
نضبت خمرة الموت الأبدي ، التي أسكرت البشرية حتى الثمالة ؛
وحتى سقطت إلى التراب الأدنى ، وتمرغت في العار ، واستسلمت للهلاك .
أخذ المخلص من نبع جراحه ، الذي فجّرته الحربة ،
أخذ الدم والماء ، وصنع خمراً حلوة ومباركة ،
وقدمها لهم ، قائلاً :
" أشربوا دمي ،
الذي سُفك من أجلكم ،
خذوا حياتي في كيانكم واتحدوا بي ؛
لتكون لكم حياة الله " ! ...
،...،...،...
ارتفع كأس الخلاص بين الناس بالخمرة الجديدة ، التي لونها ورائحتها من الجلجثة..
فأسكرت بمذاقها الرجال والنساء المؤمنين المسيحيين !
حينئذ عاينوا عذوبة الحياة الجديدة .
،...،...،...
يسقط لوسيفر عربون سقوطه الأخير ، ويحترق .
تتصاعد ذبيحة المحبة في مجد .
تتحد الأرض بالسماء عبر نسائم الرضى !...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح


.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة




.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال