الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحةِ مَن يجرى هذا الأستفتاء ؟

شاكر الناصري

2010 / 4 / 3
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


على الرغم من عدم شرعية ودستورية وقانونية الأستفتاء الذي يجريه التيار الصدري لأختيار مرشح لرئاسة الوزراء في العراق ، الا إن ما يحدث يحظى بإهتمام أعلامي كبير داخل العراق من قبل الأعلام الحكومي الرسمي أو شبه الرسمي وكأنه لابد وأن يتمخض عن تحول كبير في العراق ووضع نهاية لما يحدث من صراعات ومساومات مقلقة وحل للأزمة السياسية التي تزايدة بعد أعلان نتائج الأنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي تتوجت بفوز القائمة العراقية .

وعلى الرغم أيضا من كل ما يصرح به قادة التيار الصدري بان الأستفتاء يخص أتباع التيار وحدهم وهو محاولة لأخلاء مسؤوليتها ، أي قيادة التيار، وأن تبتعد عن الضغوط التي تمارس عليها من قبل القوائم الفائزة في الأنتخابات الأخيرة من أجل أشراكها في الحكومة المقبلة أو لتحقيق أغلبية برلمانية وإن هذا المسعى هو لحلحلة أزمة أختيار رئيس الوزراء رغم ان نتائج الأنتخابات واضحة ولاتحتاج الى تعقيد دستوري أو قانوني أو حكم قضائي ،الا ان ثمة أشارات تصدر من هذا التيار بان من سيفوز في هذا الأستفتاء سوف يحظى بدعم الأئتلاف الوطني العراقي الذي يشكل التيار الصدري جزءا منه وبالتالي أخراج الأستفتاء من أطاره الداخلي المحصور في التيار الصدري الى منطقة أوسع مما يعني فرض أمر واقع آخر غير ما أفرزته الأنتخابات الأخيرة وتجاوزا لها.

حين نشاهد ما تنقله وكالات الأنباء والمحطات الفضائية من صور حية عن مجريات الأستفتاء فإننا نجد أن ثمة أمر ملفت يدار بحرفية ومخطط له بشكل جيد ولا يمكن أن يتم دون أتفاقات مسبقة وفي نفس الوقت فإن ما يقوم به التيار الصدري هو محاولة لأعادة توجيه أختيارات الناخب العراقي الذي أدلى بصوته من خلال تركيزه على خمسة مرشحين لمنصب رئيس الوزراء اربعة منهم ينتمون الى ذات التوجهات الفكرية والعقائدية والمذهبية التي ينحدر منها التيار الصدري .

لانريد أن نبالغ فيه قراءة أستفتاء التيار الصدري ولكن أبسط ما يقال عنه إنه أستفتاء شعبي يتم وفقا لمنطق التحشيد وأثارت الهمم وأبعد ما يكون عن قيم الأنتخابات أو الأستفتاءات التي يفترض إنها متوافرة في اية عملية أستفتاء . أستفتاء كهذا يعلق الكثير من الساسة الذين يتنافسون فيما بينهم ويحتاجون الى دعم حتى لو كان خارج الأطر الشرعية ،آمالهم عليه فلعله يكون جواز مرورهم نحو كرسي السلطة .

حين تقول أستفتاء فلابد من مراعاة الكثير من الضوابط ولعل أبرزها ،أن يتم الأستفتاء بسرية ودون تأثيرات جانبية وأن يشارك فيه من بلغوا السن القانونية حتى لو كان من أجل أبسط الأشياء فما بالك بأختيار رئيس للوزراء ..!! أطفال وشباب لم يبلغوا السن القانونية تبرزهم الكامرات وهم يملئون القسائم الانتخابية الخضراء بشكل جماعي ، لماذا قسائم الأستفتاء بلون أخضر ، من الذي أختار هذا اللون أو طبيعة ونوعية المعلومات التي تحتويها ..؟؟؟

من دون شك فإن النتائج التي أفرزتها الأنتخابات البرلمانية الأخيرة تعد صفعة قوية لبعض قوى الأسلام السياسي في العراق وخصوصا المجلس الاسلامي الأعلى الذي فقد الكثير من مقاعده البرلمانية وحصل الكثير من رموزه القيادية ، الذين كانوا وما زالوا رموزا للتصعيد والأنقسام الطائفي ويتهم الكثير منهم بارتكاب جرائم التطهير والتهجير الطائفي ،على أصوات تعد على أصابع اليدين ، فيما تمكنت قوى أخرى من أزاحته وأحتلال مكانته في قيادة توجهات سياسية داخل العراق ولعل خسارته لقيادة الأئتلاف الوطني وتحولها الى التيار الصدري واحدة من أشد وأقسى هذه الصفعات وإن ما يقوم به التيار الصدري حاليا ونقصد الاستفتاء الذي يجريه في العراق يعد أعلان أولي على نزع قيادة الأئتلاف الوطني من المجلس الاسلامي الأعلى .

ما يسعى اليه التيار الصدري في العراق هو أن يتحول الى قطب أساسي في صناعة التوجهات والمعادلات السياسية في العراق ويبدو أن قيادات هذا التيار باتت مقتنعة بأنها تجيد القيام بدور صانع الملوك وفقا لما يردده الكثير من المحللين والمعلقين السياسيين . غير أن هذا الدور يجب أن يكون وفقا لما تحقق بفعل الأستحقاق الأنتخابي وأن يعي الجميع أن ما يقومون به من مساومات من أجل تشكيل الحكومة المقبلة في العراق ما هو الا تلاعب بنتائج الأنتخابات التي أقسم الجميع على نزاهتها ودقتها وأستغفال للعراقيين الذين منحوا أصواتهم لمن يجدون أنهم يمثلونهم . وإن اية محاولة تهدف الى الالتفاف على نتائج الأنتخابات ، إن كانت تحت ذريعة التوافقات السياسية أو المحصصات الطائفية والقومية أو بذريعة الكتلة البرلمانية الأكبر ، تعد نسفا سافرا وصريحا لكل الأدعاءات التي طالما أتحفتنا بها القوى المتصارعة الان ، أدعاءات الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وأحترام توجهات وأختيارات الناخب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهزلة الإستفتاء
أمير أمين ( 2010 / 4 / 3 - 21:46 )
يعتبر هذا الإستفتاء من ناحية قانونية تبويش للإنتخابات وعدم الإعتراف بنتائجها وخصوصاً عدم الإعتراف بشرعية تكليف رئيس الوزراء الذي فازت كتلته بأعلى الأصوات ( سواء إتفقنا معه أم لم نتفق ) وهذا بحد ذاته يعتبر خلل في البناء الديمقراطي الوليد , أما الأسماء التي تضمنتها اللائحة الخضراء فهي حسب وجهة نظري تتضمن إسم واحد فقط مدعوم بقوة من التيار الصدري هو السيد قصي عبد الوهاب السهلي والذي برز نجمه باللمعان في الآونة الأخيرة وكان ولا زال يدير المفاوضات مع كتلة المالكي برئاسة علي الأديب ولو يلاحظ أي متابع يرى أن أسماء المرشحين توجد في السطر الأول وهناك في اللائحة سطر حقله فارغ من أي إسم يقوم الشخص بملئه بإسم قصي عبد الوهاب ( إذا لم يقتنع بكل هذه الأسماء !! ) وأنا شاهدت عدد منهم يضع إسم قصي كمرشح مفضل لديه !! وهذه مسرحية معدة مسبقاً علماً أنها يمكن أن يستخدمها جماعة أياد علاوي لو رغبوا بذلك ووضعوا هذه الأسماء وغيرها مع إسم علاوي وجرى الإستفتاء ضمن مناطق نفوذهم مثلاً في نينوى أو ديالى لفاز علاوي بشكل ملفت وأهمل البقية وهذا الشيء يثبت من ضمن أمور عدة هشاشة الحكومة والرئاسة والبرلمان وكان على رئيس


2 - تتمة مهزلة الإستفتاء
أمير أمين ( 2010 / 4 / 3 - 22:00 )
رئيس الجمهورية أن يكلف أياد علاوي بتشكل الوزارة ولمدة شهر حسب الدستور وإن عجز بإيجاد حلفاء له من 162 عضو زائداً واحد حينذاك يقوم الرئيس بتكليف كتلتين أو أكثر إذا إندمجتا في كتلة برلمانية واحدة ويمنحها نفس المدة القانونية لتسمية الوزراء من أجل المصادقة عليهم وهذه المسألة معمول بها في الكثير من البلدان وآخرها كان في إسرائيل حينما فازت وزيرة الخارجية بأكبر عدد من الأصوات في حزبها كاديما وكلفها شمعون بيرس بتشكيل وزارة ولأنها أخفقت في إيجاد شركاء من الكتل والأحزاب الأخرى أخذ منها المبادرة نتنياهو ويأتي حزبه بعدها في حصوله على المقاعد وقام بالتحالف مع حزب العمل وأحزاب أخرى صغيرة وشكل منها الوزارة ولم يبرز عندهم رئيس حزب أو كتلة يقوم بإستفتاء أو أن يصار التحريض والتشويه للفائز الأول كما جرى عندنا في العراق ربما لعدم وجود رجال دين مهيمنين على الوضع السياسي عندهم !!! يبقى هذا الإستفتاء وصمة عار في جبين السياسة العراقية الحديثة ونحن نسير قدماً في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين الذي نأمل فيه أن يرى علماء العالم الحر كيفية تشكل هذا الكون العجيب الغريب لا سيما وقد حققوا أولى الخطوات الناجحة


3 - لماذا العجب
عبد الكريم البدري ( 2010 / 4 / 3 - 22:22 )
لاتتعجب يا سيدي من هذا الذي يجري وحتما سيجري مستقبلا. السنا نعيش في بلد -الف ليلة وليلة- ورحم الله عزيز علي عندما يقول: عشنه وشفنة وبعد نشوف قرينه الممحي والمكشوف.... عيش وشوف


4 - مقتدى ليس من الدين او السياسة فى شىء
احمد ناجى ( 2010 / 4 / 5 - 06:54 )
مقتدى الصدر او ( السيد القائد ) كما يحلو له ان يلقب نفسه شخص جاهل مضطرب الشخصيه صبيانى الطباع وجد نفسه فى غفله من الزمان فى اعقاب سقوط الدكتاتوريه محط انظار الطبقه المسحوقه الجاهله من ابناء القرى والارياف وضواحى المدن من سذج مهووسين بخطب الجمعه النارية التى كان يلقيها والده وفى الوقت عينه احاطت به زمر من الكذبه والدجالين الوصوليين والقتلة الذين ارادوا من خلاله الهيمنة والتسلط وفرض انفسهم بالقوة المسلحة على الناس كراديكاليين اسلاميين يمثلون ماعرف فيما بعد بالتيار الصدرى ولقد ساهم الاعلام العربى الطائفى المغرض فى تضخيم الصورة واعطاء مجامعيه المسلحه بعدا وطنيا جهاديا بادىء الامر ومن ثم بعد ذلك التغيير والانقلاب عليه مئة وثمانين درجه حين اصطدم مسلحوه بمسلحى القاعدة فى بغداد ولان مقتدى الصدر لايملك اى خلفيه علميه او ثقافيه تؤهله للعب اى دور حقيقى على الساحه العراقيه والاقليميه فقد وجدت فيه دول الجوار العراقى معولا لهدم اى بناء سياسى ديمقراطى فى العراق محركة فيه النوازع المريضة فكان ولا يزال سبب ازمه واضطراب من خلال شطحات مجنونه لاتصدر عن شخص مدرك مسؤول سياسيا كان ام رجل دين

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر