الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنان الخوف

أياد أحمد هاشم السماوي

2010 / 4 / 3
الادب والفن



على عَقـِبِ الأيـامِ،، ما كنتُ مَنْ رَمى
وما عـُدْتُ بالأعـْذارِ أو رحْتُ مُـتـْهَما
وما قـُمْتُ إلاّ بينَ نـَفسي وعودِها
قـَيامَ الغصونِ البكْرِ بالزهْرِ إذْ نــَمــا
وما نـَضَحَتْ إلاّ بما كانَ ملؤها مِزاجاً ،
ونفسُ الحـُرِّ لمْ تُخفِ عـَلقـَما
فما لامَـني قلبي ولا رُحتُ آسِفاً على عصبةٍ
ما شئتُ أنْ أتـَكَلَّمــا
رَبَتْ أرضُهُم بالملحِ واهتزَّ بطنـُها
فظنـّوا بأن الأرضَ أعلى من السَّما
ومن ذا إذا شـَحَّتْ به الناسُ مسكناً ؟
أقـامَ على أضلاعهِ القـُفـْرِ مأتـَما
نمَتْ كفـُّهُ تحتَ الرداء فلمْ يـَجِدْ ثياباً
فـَألقـــاهُ العراءُ مـُكَــدَّما
مشَتْ خـَلفـَهُ الأبواب فارتابَ راجِعاً
ونادى إذ الجدران ردّتْ فأقـْدما
على حبله المشنوق علـَّقَ روحَه سراباً
فأضحى للخرافات مرسما
يرافقُ صمتَ الأرضِ ما ثرثرَتْ لهُ شفاهٌ
إذِ الدنيا أشارتْ همـا، همـا
تلوّنُهُ الأنواء يمطرُ مرَّة ً
وأخرى يزفُّ الريحَ بالرملِ مُرغـَما
وأخرى يحطُّ الكفرُ تحتَ خبائهِ ضراراً
فألقى بالعصيِّ فأسلـَما
تآكلَ فيه الحرفُ قبلَ قصيدهِ
فإنْ رامَ إنشاداً هوى وتـَحَطَّما
أتى يوقِدُ الأفلاكَ بعدَ انطفائها
إذ اغتـَسَلَتْ عيناه بالدمعِ والدِّمــا
وقيلَ انبعاثُ الضوء يحجبُ صوتـَهُ
فقامَ لهُ البدرُ القديمُ مـُكَلـِّمـا
وباعتـْهُ أركانُ المدينةِ فيئها
ونامَ على بردِ الرصيفِ فأزكـَما
أتى حيثُ ليس الدربُ دربا ولا المدى مداهُ
وليس العـِشقُ إلاّ توَهـُما
فما حاجة المسكون بالنجمِ أن يرى ؟
عيون الضواري ترتدي الليلَ أنجما
ترجـَّلَ منه الفـجرُ فانـسابَ خاشعاً
وراحَ يباريهِ الظلامُ فأضرَمــا
تباعدَ عنهُ العاشقونَ تمرداً
فما زرعُهُ الأحوى ولا ماؤهُ الظـَّما
أنا مُذْ أنا أعـْلَنـْتُ أنَّ احتضاره بقاءٌ ،،
فمن رامَ الخلودَ تيَتـَّما
أنا من حقول المسكِ لـَمـْلَمْتُ لونَهُ
ومن لغةِ العصفورِ أعطيتُهُ فـَمـا
على شفةِ الجوريِّ مرَّ لـِسانُهُ
من الصمتِ حتّى كادَ أن يتَكَلـَّما
وضـَعتُ بنانَ الخوفِ فوقَ جراحهِ
وكم زدتُ إيلامــاً وزادَ تألـُّما
فما غرَّني فيه السرابُ على الثرى
وما وَسَنَت عينُ الغراب ليحلُما
تركتُ سؤالي والجـَوابَ تغرباً
فلم يكفِهِمْ قولي وكم قيلَ ،، أعجـَما !
أيا واقفاً لم تكترثْ بعدَهُ الخطـى
وكم حمـَّلـَتْهُ الريحُ قومـاً بهِمْ ســَمـا
يسائلني كيفَ اهتدَيتُ لحمــلِهِ
أجبتُ ،
الذي قلبي ، فعيني لها العمى
أنـا ما حملتُ النارَ إلاّ لحاجةٍ
فما أثقـَلَتْ حملاً
ولستُ الذي رمــى
تـُفتشُ في جنبَيَّ
هل أنتَ فيهما ؟
أما أخبرتكَ الشمسُ ؟
إنْ شئتَ سلْهُما
فما أنتَ إلاّ من قلاعٍ نعدُّها من الثلجِ ،
ما زالـَتْ وما زلتَ مضرَما
أنا عبدُكَ المملوك ما دمتُ راكعاً
وما كنتُ فوقَ التلِّ ! أو رُمـْتُ مغنـَما
وكمْ قبلـَتْ نفسي هواكَ معذباً وآلـَيْتُ إلاّ أنْ أكونَ ،،
فكنتمـــــــا

أياد أحمد هاشم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
محمد تركي حجازي ( 2010 / 4 / 3 - 21:36 )
على حبله المشنوق علـَّقَ روحَه سراباً
فأضحى للخرافات مرسما

عرفناك شاعرا رائعا وهأنت تجود علينا بروائعك فهنيئا لك بهذا البداع
دمت متألقا......

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا