الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وددت لو أني لم أنتخب

سعد تركي

2010 / 4 / 4
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


كنت أظن،لغفلتي وسذاجتي،أني ومثلي الملايين ممن ذهبوا إلى صناديق الاقتراع قادرون على اختيار حكومتنا القادمة،قادرون على أن نصنع قدرنا ونشكل مستقبلاً نرجوه لنا ولأجيالنا المقبلة،وقبل هذا وذاك مستقبل الوطن..وليس علينا لنحقق ذلك سوى أن نختار الأصلح من بين الكتل والاسم الذي نراه الأجدر والأكفأ من بين آلاف الأسماء المرشحة.
كنت مقتنعاً بالديمقراطية،وبذلت جهدي لإقناع الآخرين ..سهرت الليالي أستعرض الكتل السياسية وأسماء مرشحيها،وأهدرت أياماً عديدة في بحثي المضني متصوراً أن علامة الـ(صح)حين أضعها في المكان الـ(الخطأ) فأنها قد تجلب كارثة على الوطن وأبنائه..لم أكن متشائماً إنما حاولت جهدي أن أكون واقعياً في خياراتي،حتى أنني حين لم أجد اسماً أستطيع أن أشير إليه بـ(ملء)اليد،اخترت أفضل السيئين!!
الدهشة والعجب،وقبلهما الصدمة،ليست-حين أعلنت النتائج- في خيارات غيري وتوجهاتهم فتلك هي الديمقراطية كما فهمناها،إنما الصدمة،كل الصدمة،في أن جميع الفائزين لم يكونوا مهتمين أو يحفلون بأصواتنا أو يحترموها إنما كانوا يبحثون ويلتمسون أصواتاً أخرى تصوت لهم وتزكيهم!!جميع الفائزين يتسابقون إلى دول الجوار وغيرها من بلاد الله للفوز بأصواتها في اقتراع سري وعلني..الصدمة أن أصواتنا لا قيمة حقيقية لها في حساباتهم حين يجدّ الجدّ..حين تتشكل حكومة تحكمنا ليس لأننا انتخبناها وصوتنا لها..لكن إرادة الآخرين شاءت فكان كما أرادت..الصدمة أنه لم يكن من بين المرشحين أفضلهم سوءاً أو أقلهم، لكنهم كانوا متساوين في السوء كأسنان المشط!!
عجبت من نفسي ومن سذاجتي وغفلتي إذ ظننت أننا يمكن أن نعيش جواً ديمقراطياً ونحن تحت الاحتلال،وتحت طائلة البند السابع،وأن حدودنا براً وبحراً وجواً مستباحة،وأن دماءنا وأرواح أبنائنا تهدر في صراعات لا علاقة لنا بها..وأن حاضرنا ومستقبلنا وشكل الوطن،لا نحدده نحن..إنما الآخرون.
لست متشائماً حين أقترح عليكم سادتي نقل مقر المفوضية المستقلة العليا للانتخابات ونشاطها إلى إحدى دول الجوار،إلى حيث يتم انتخاب الحكومة فعلاً،توفيراً للجهد والوقت والمال،ورأفة بأعصابنا..لست متشائماً،لكني أحاول أن أكون واقعياً حين أسألكم:
أكلّ هذا الليل لي؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو