الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات حول الانتخابات السودانية

اسامة على عبد الحليم

2010 / 4 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لم يكن انسحاب مرشحى الرئاسة السودانية مفاجئا رغم الدوى الكبير الذى احدثه على مستوى الميديا
بهذا الانسحاب تكون المعارضة قد قدمت خدمة جليلة للرئيس البشير لتتواصل سلسلة الاخفاقات الدائمة للدولة السودانية المنكوبة بهذا النظام لما يتجاوز العشرين عاما
اسباب الانسحاب المعلنة كانت بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات لعدم ملائمة الظروف الامنية في دارفور ، اضافة إلى تشكك المعارضة من نية الحكومة المسبقة لتزوير الانتخابات
مالم يقله المراقبون أن انسحاب المعارضة او بقائها لن يؤثر كثيرا على مجريات الانتخابات، المعارضة التي تجاوز التاريخ منطلقاتها وطروحاتها، تعتمد على مرجعيات شخصيية، وعلى شرعيات تاريخية لا علاقة لها بالديمقراطية باى شكل من الاشكال، هذه القيادات هي واحدة من اسباب فشل مشروع الدولة السودانية منذ استقلالها وحتى الان، واعتقد انهم جميعا طلائع تركها الاستعمار لتواصل مسيرتها في تأخير مسيرة التقدم الطبيعى التي لاشك أن الانسان السودانى يستحقها
الخسارة الكبيرة في هذا الانسحاب الكبير كانت هي خسارة انسحاب ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية، ياسر عرمان الذى طرح فكرة الامل والتغيير معيدا للاذهان اسطورة اوباما في نسختها السودانية،
انسحاب مرشح الحركة الشعبية سيعزز من فرص انفصال السودان إلى دولتين ، حيث أن هذا الانسحاب جعل الانتخابات شأنا شماليا، وكأن رسالة الحركة هنا أن تقول أن الشمال لايهمنا في شىء، وبذلك تكون الحركة الشعبية قد فقدت رصيدها الكبير في تأييد حركات الهامش وجماهيرها العريضة ،و تيار ممتد من القوى الحديثة التي ظهرت بعد انتفاضة ابريل 1985اضافة لجيل جديد من الشباب يمارس انتباهاته الأولى للعالم لاول مرة عبر افكار الحركة الشعبية ماقبل الانسحاب حول السودان الجديد
انسحاب عرمان الذى بدأ لى ليس موافقا على قرار المكتب السياسى للحركة،يتم في اطار صفقة بين الحركة وحزب البشير،الذى اعلن بذكاء أن الانتخابات مثل تقرير المصير كلاهما استحقاق مرتبط باتفاقية السلام بين الجنوب والشمال، فاذا انسحبت الحركة سيرد مباشرة برفض مسألة تقرير المصير، ملامح الصفقة ستكون كالاتى، ينسحب مرشح الحركة القوى والذى يمثل تهديدا ا قويا للبشير في مقابل اجراء تقرير المصير بينما تستمر الحركة في المشاركة بالانتخابات البرلمانية

المدهش فى كل هذا هو ان يتأمل الانسان كل هذا القدر من الخداع واللامبدئية فى ممارسة القوى السياسية السودانية وتعاملها بهذا القدر من الاستخفاف بالانسان السودانى ، اذ لاشىء يهم الا مصالح القيادات وليذهب الاخرون الى الجحيم
فبأنسحاب ياسر عرمان تكون الحركة الشعبية قد ادارت ظهرها لكل ماتشدقت به حول المهمشين ، شرقا وغربا وشمالا لتسيطر على الجنوب فقط
مباركة امريكا لاجراء الانتخابات ولمجمل ترتيبات المؤتمر الوطنى الحاكم فيما يتعلق بالاتخابات المنقوصة المعيبةيكشف بجلا ء رغبة امريكية فى فصل الجنوب خصما على مصالح السودا ن، رغما عن ارداة افريقيا، ،وفى هذا تهديد لمصالح الجوار العربى الحيوية وخصوصا مصرالغائبة دائما بشكل مثير للتساؤل
بانسحاب عرمان والصادق المهدى ، و كلاهما صاحب وزن مقدر، وزعيم الحزب الشيوعى نقد، ومبارك الفاضل، وكلاهما يبدو لى وكأنه وجدا متنفسا لحفظ ماء الوجه بهذا الانسحاب ، فالزعيم الشيوعى العجوز لايحظى بتأييد جماهيرى كبيرى، والفاضل لايحظى بأحترام القوى الوطنية لمواقفه المخزية الكثيرة، يتبقى عبد العزيز خالد وهو عسكرى محترف وغاضب من النظام لاسباب لااحد يعرف عنها شيئا، وتتبقى فاطمة عبد المحمود اول امرأة مرشحة للرئاسة في العالم العربى كله، وهى سابقة جيدة، وكذلك يتبقى مرشحين مستقلين سأتحدث عنهما لاحقا ولا اعتقد في تقديرى أن احد منهم لديه فرصة في منافسة البشير
السؤال المهم الذى يقفز إلى ذهن المتابع الان ، ما الذى حدث لاتفاق تم في جوبا بين الاحزاب السودانية بالدخول باكثر من مرشح لتشتيت الاصوات على الرئيس البشير؟،
ولى عودة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتخابات السودان
إقبال حسين ( 2010 / 4 / 4 - 19:10 )
رغم حزني الشديد واحباطي من موقف الحركة الشعبيه الاخير وسحبها لمرشحها للرئاسه حيث انني حلمت مثل كثيرون غيري بسودان جديد ودولة مواطنه مدنيه..الا انني وجدت العذر لهم فما يحدث بالشمال لايبشر بخير بالاضافة لعدم ثقة الجنوبيين باخوانهم الشماليين وذلك نتيجة تجارب مريره

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من