الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فترة مظلمة من تاريخ العراق الديمقراطي

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 4 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما أن انتهينا من تسطير مأثرة الانتخابات في بلدنا معتقدين أن الوعي الشعبي في تزايد مستمر حتى إكتشفنا فشلنا الذريع،فالقاعدة لا تزال هشة،تتحكم فيها عقد الجهالة والخرافة والبطالة إضافة لثلة الردة الشنيعة لماوراء تاريخي جارح ودامي،أو غازي ،فالبداوة تشهد ترسيخا متعمدا ،وكذلك الطائفية،وما عودة نفوذ المتبطلين (الحقل الأكثر تخلفاــ العشائر وقرينه احزاب الإسلام السياسي ــ والرافضين للتغيير) ،وهي مضادات لدولة القانون والدستور والحرية ،كما عاد التعصب القومي مع نتائج الانتخابات ،وبعفوية لا نحسد عليها ،نرى تقسيمات جديدة للخارطة السياسية في العراق مع جديد المفاوضات السرية ،وتدخل مفضوح ومخزي للقوى الإقليمية في الشأن العراقي،والحجيج إلى أخطر نظامين استبدادين في المنطقة،لا يبشر إلا بظهور تهور سياسي ،وتكالب على تمزيق الجسد العراقي المنهك بفعل الدكتاتورية المقيتة،حين قتلت روح المواطنة والوطنية،فأصبحنا بلا هوية عراقية،حيث أنتسب الفرد إلى القبيلة والطائفة( ممثلة بميليشياتها،والأمر أن الأحزاب هي الأخرى بلا خجل او رادع عراقيتها،صارت سعودية وإيرانية بالعلن،بمعنى انها ترعى مصالح تلك الدول على حساب المصالح العليا للعراق (أرضا وشعبا)،وحقيقة الصراع على الغنائم في ولائم خفية للسادة النفعيين فيما يسمى مقترح (حكومة الشراكة)،هذه الحكومة المشلولة مقدما ،والتابعة والخاضعة لأهواء أجنبية لن تلد تقدما يذكر فالوليد مشوه حتماوهي معادية للعراق بالتأكيد،كما أنها تجرنا إلى مزيد من الويلات ،وخطاياها تكمن في مفرداتها ،مثلا ،لا تتشكل حكومة ليس فيها سنيا،ورئاسة الوزارة شيعية بحكم الأغلبية،ورئاسة الجمهورية للمكون الكردي،وقد إرتكبنا كناخبين فارغي الإرادة من ضمن خوائنا الفكري،ومعلوم أن العشيرة ليس لها أي جانب ثقافي،بل هي معادية وقاتلة في هذا المجال،ومعلوم أن احزاب الإسلام السياسي،هي في طبيعتها مشوهة وليس لديها أية برامج حديثة ،كونها ترتكز على إرث (إسلام الحكام الطغاة ،اوهوعلى مر العصور كان يرعاه فقهاء سدنة هياكل الوهم والتعصب الأعمى بجاهلية لم تنفرط في تاريخنا أجمعه)،ومثلا آخر ،الحزب الإسلامي جناح طارق الهاشمي،قد نجح بحجز مقاعد له في البرلمان،وهو جزء من العملية السياسية،وكذلك جزء من إئتلاف العراقية،في حين أعلن أياد السامرائي وهو رئيس الحزب الاسلامي بعد نجاحه في الانتخابات انه يؤيد ويدعم المالكي وائتلاف دولة القانون،ولا يخفا علينا أن الحزب الاسلامي (أخوان مسلمي العراق)،وهم جماعة تكفير المذاهب والعلمانيين والديمقراطين أينما كانوا على وجه المعمورة،وكذلك المسيحين والاشتراكيين وحتى الرأسماليين (أما معنا أو يحل قتل الناس جميعا)،إلى هذا المستوى أنحدرنا حين تشابكت أصابعنا مع الحبر البنفسجي،ألذين لا نجد له معنى ،سوى غياب الوعي التقدمي وهو الوحيد الذي يتبنى رفاهية وحرية الشعب العراقي،والمحذر من خطورة ما يجري من تصفية للمكتسبات العراقية الحضرية،وصياغة نظام حكم معاد للشعب ،متطابق وأهداف المفسدين والتابعين للإرادات ألأجنبية،كنا نحسب أننا صرنا إلى فوهة بركان التقدم،لكن أعداء الحرية (الحقول التي أشرنا إليها أعلاه) إستطاعوا أن يستغلوا الأمية ،وتفشي الفكر السطحي النفعي ( وهي عقول تجارية استهلاكية)،إذ أن انعدام الانتاج وهزال نظم وبرامج التربية بما فيها التعليم العالي ،وعزل النساء عن النشاط الاقتصادي،وقد لعب التمويل المالي الكبير (الايراني والسعودي للإئتلافات الفائزة) دورا خطيرا في رسم الخارطة السياسية لعراق ما بعد الانتخابات،وفي ظل ضعف القوى التقدمية (الأحزاب العلمانية والليبرالية)،التي عمدت تلك القوى على إبعادها بشتى الطرق والقوانين والذرائع متيقنة .
أن اللعبة السياسية والعراق حسب مزاعم مزارعي السياسة الجدد ،قد خلا لتتقاسمه وتقسيمه مستقبلا!! بموجب مشروع بايدن (نائب الرئيس الامريكي اوباما)،والجغرافيات جاهزة لا تحتاج عناء لتنفيذها،فهل تنفذها حكومة الشراكة ،ليصبح العراق في خبر كان وليختفي في ظل فترة مظلمة نهائية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نطقت بالحق لا فض فوك
موسى محمد ( 2010 / 4 / 5 - 20:51 )
لله ابوك ولا جف مداد قلمك ولا شلت يمناك ويسراك.وضعت اصبعك على الجرح الذي ينزف فكرا ونورا وشخصت مواطن العلة في تفكيرنا السطحي السقيم ولكن يبقى السوال هل من مجيب؟ياامة لا تتعلم من اخطائها.يا اجهل شعوب الارض بدرجة امتياز مع مرتبة اظلم الظلمات.اقول لا ابا لكم متى ستتعضون بل تستفيقون.والمضحك بل الذي يضحك الثكلى وما اكثرهم في بلدنا بفضل الاحزاب والميلشيات الدينية والعشائرية هو تشدق السياسيين العراقيين بان العراقيين من اذكى الشعوب (بليه حسد)( وانهم مفتحين بالبن).والله اخي الكاتب لا لبن ولا هم يحزنون بل مفتحين بالقير الاسود وضلمات الجهل اللتي يحمل شعارها الصعلوك المجرم ابا جهل بامتياز(حبيبي الطوبه حرام.انت شايف واحد بالغرب يلعب طوبه)اللهم اشهد باني لست عراقيا اذا كان المقياس هو الذكاء

اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل