الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة الجديدة باسم - الوطنية -

عزيز العراقي

2010 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت الانتخابات ومعها التزوير والسرقات , ولا تزال المزايدات , والاتهامات , وباقي مفردات الصراع في الكذب والادعاء تسيطر على أجواء المشهد الذي ينتظر انبثاق الحكومة العتيدة . وتأكدت القائمتان الرئيسيتان , جماعة علاوي وجماعة المالكي , من عدم تمكن أيا منهما , حتى بالاتفاق مع القائمتين الأصغر الائتلاف الوطني والكردستانية , من استكمال شروط بناء الحكومة الجديدة , وابرز هذه الشروط ومفتاح الحل في جمع الثلثين من أعضاء البرلمان الجديد للتوافق على من سيكون رئيس الجمهورية أولا, وثانيا أي الكتلتين ستكلف من الرئيس بتشكيل الحكومة , وتستطيع أحدى الكتلتين الكبيرتين بمجرد عدم حضور أعضائها إلى الجلسة الافتتاحية ان تبطل إكمال النصاب. وأمام هذا الإشكال, تراجعت جميع الكتل عن شروطها التعجيزية , ليس لرغبة الراعي الأمريكي فقط , بل لتأكد الكتلتين الكبيرتين من عدم تماسكهما , ويمكن ان تتمزقا , ويذهب جزء من أي منهما إلى الكتلة الأخرى لاستكمال النصاب , والفوز بجزء من كعكة السلطة كما جرت العادة في تسميتها .

الأمريكان يريدون حكومة ائتلافية من جميع القوائم , او كما تسمى حكومة وحدة وطنية , ليس لإنهاء الاحتقان الداخلي , وتامين انسحاب آمن لباقي قواتهم في العراق كما يعتقد البعض , بل ان إشراك جميع القوائم الفائزة في الحكومة هو لمنع قيام معارضة برلمانية حقيقية من احد هذه القوائم الكبيرة , والتي يمكن ان تصبح فعلا قائمة وطنية وتنتزع نفسها من المواصفات الطائفية والقومية , وتتحمل شرف مسئولية مراقبة الحكومة طالما هي لم تشترك باقتسام الغنيمة , وهي البداية الفعالة لتنشيط المشروع الوطني العراقي , وهذا ما لا تريده سلطة الاحتلال , وهو الأهم بالنسبة لها أكثر من الانسحاب (الآمن ) .

والسؤال : من من هذه القوائم يستطيع ان يتجرد عن حصته في اقتسام مغانم الحكومة القادمة ؟! والجواب لايحتاج الى جهد ذهني او مراقب واعي : لا يوجد . والتنازع الذي يقوم حاليا بين هذه القوائم , هو لاستنفاذ حدود الممكن في الحصول على ما يمكن الحصول عليه , والجميع على قناعة تامة باشتراكهم في الحكومة , وسيشركون القوائم الصغيرة أيضا , كي لا يبقى أي صوت يمكن ان يؤثر على استثمارهم الموعود , ولكن بعد ان تتوزع الحصص .

حكومة ائتلافية من جميع القوائم , لا تعني غير حكومة محاصصة جديدة , مهما اسبغ عليها من تسميات وطنية , ولا تختلف عن سابقتها ان لم تكن أسوء , نتيجة اكتساب الخبرة في كيفية ممارسة الفساد والتهرب من المسئولية , ولن ينفع برنامجها السياسي ( الوطني ) الذي ستعلنه عند تشكيلها , ولا برقيات التهنئة التي ستحصل عليها من الأمريكان والأمم المتحدة ودول الإقليم , الا لزيادة التستر على استمرار نهب أموال العراقيين . ولن يشفع للمشروع الوطني للعراقيين بعد ان خدعوا وأعادوا انتخاب ذات التوجهات الطائفية والقومية مرة اخرى, تحت لافتة الصراع المزيف بين عودة البعثيين , وبين من يقف ضد هذه العودة , الا بتمزق إحدى القائمتين الكبيرتين , وتذهب مجموعة منها لإكمال النصاب للقائمة الأخرى , والذين سيبعدون من القائمة الممزقة سيجبرون على المعارضة , وتبني المراقبة , بل والمزايدة على باقي المستثمرين الحكوميين , والتأكيد على ضرورة الإخلاص للمصلحة الوطنية . وحبذا لو يكون التمزق في جماعة المالكي , لأنهم الأكثر خبرة في فساد الوزارات , وستكون مراقبتهم اشد دقة للسرّاق الجدد . ومن دونها لن يرجى من هذه الطبقة السياسية إلا الاستمرار في ضياع المصلحة الوطنية العراقية لأربعة سنوات جديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة