الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البانتوميم ( pantomim )

رفعت نافع الكناني

2010 / 4 / 5
الادب والفن


فن التمثيل الايمائي او التمثيل الصامت ، انة الفن الذي يستخدم الايماء والحركة والاشارة ولغة الجسد، لايصال ما يراد بة من افكار ومواقف . عرفتة العصور القديمة بحضاراتها المختلفة ، وتعرض هذا الفن للاضطهاد والتحريم من قبل السلطات الدينية والمدنية في تلك العصور لاسباب شتى . ويتخذ هذا النوع من الفن اشكال متعددة لغرض تجسيد ادوار ومشاهد من خلال الحركة الصامتة والايماءة ، بالرغم من ان البانتوميم لة خصائصة واسلوبة الذي يميزة عن باقي الفنون التي تحسب علية ضمن اطار الحركة والاشارة والصمت ، كفن البالية والفن الاستعراضي والعاب السيرك والحركات البهلوانية وحركات الرياضة المائية . اذن هذا النوع من الفنون انطلق من فكرة الابداع الذي يرتكز على التعبير والالهام ، على اعتبار ان حقيقة الفن هي قدرتة على اظهار حقيقة ما في الوجود ، اي ان وظيفتة كما عبر عنها بعض المختصين ، هي انة يقتلع الاشياء من اوضاعها الثابتة ويضعها في اوضاع واشكال جديدة . كما انة يستطيع ان يوقظ الشعور والاحساس العميق عند الجمهور المشاهد مهما كانت درجة ثقافتة ومستوى اعمارة ، والا كيف يستطيع هذا التمثيل الصامت بالحركات من افهام طفل في الخامسة من عمرة معنى ( البانتوميم ) وفهم خصائصة التعبيرية .

ان التمثيل الصامت الايمائي يستطيع ان يسحر خيال المشاهدين بفعل حركات الجسم المختلفة ، وبمقدورة ان يحول الجسم الصامت الى حياة جديدة ، فتصور ان الممثل يستطيع ان يوحي اليك على انة يتناول الطعام وبدون استعمال الملعقة ، من خلال ان يعمل من يدية اي شكل او هيئة وكانة ساحر حقيقي، ويتكلم ويحاور شخصا بدون وجود اي شخص امامة، ويترأى لك بانة يقفز على ادراج السلم العالي من دون وجود سلم اصلا. او ان تشاهد الممثل ياكل قطعة من الكيك او الخبز وتظهر على حاجبية وتقاطيع وجهة علامات الفرح والاستلذاذ بهذة القطعة ويوحي لك بان جميع اجزاء الجسم تأكل ، ويعمل على اغراء الجمهور الحاضر امامة في المسرح لتناول الكيك او الخبز بالرغم من عدم وجودة اصلا . انة يحول جسم الانسان او اجزاء منة الى طاقة حركية تعبيرية بعيدة عن لغة المحاورة ، اذن ان هذا النوع الصامت من التمثيل يجد الواسطة التي يستطيع فيها من ايصال افكارة بطريفة مهذبة ورقيقة وممتعة ، بحيث ترى ان هناك عملية ابداعية وتفاعلية مشتركة تتم بين من يقف صامتا على خشبة المسرح من الممثلين وبين جمهور المشاهدين الحاضرين .

سبق وان اشرنا بان هذا النوع من المسرح قد عرف منذ ازمان بعيدة ، وطرقتة العديد من الشعوب التي عرفت المسرح والتمثيل بانواعة لغايات دينية وسياسية وترفيهية ... ولكن البانتوميم بدأ بداية جديدة وهادفة من خلال الفنان الفرنسي الشهير ( مارسيل مارسو 1923- 2007 ) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والذي لقب بشاعر الحركات الصامتة ، حيث بدا مشوارة الفني عام 1945 وادى ما معدلة اكثر من 200 عرض مسرحي في العام الواحد، اغلبها خارج فرنسا حيث لاقت القبول والاستجابة اكثر من موطنة . كان تفكيرة ياخذ البعد الانساني خلال عملة متجاوزا الافق المحلي ، وان بصمات موريس مارسو واضحة الان على هذا النوع من التمثيل الصامت في كل من فرنسا وروسيا وبولندا وبلدان عديدة اخرى . كان مارسيل ممثلا ومخرجا وشاعرا، يقوم باختيار الموسيقى التعبيرية لكافة اعمالة . كان لا يعتقد بالعمر بل ان اعتقادة بالقوة والابداع هو الهاجس واعطى مثلا وقال، ان الفنان العالمي بيكاسو ظل طوال حياتة وهو في الثمانين يعتبر نفسة في قمة الشباب . لقد كان مارسو في العقد الخامس من عمرة ويستطيع ان يمثل دور الشباب فيتحول وكأنة في الثلاثين.

اما تاريخ هذا النوع من الفن في العراق ، فيعتقد البعض ان ظهور ملامحة قد بدأ في عام 1976 على يد الفنان المبدع ( منعم سعيد ) عندما وقعت عينة على مشهد تلفزيوني للفنان الفرنسي مارسيل مارسو من خلال برنامج عدسة الفن ، التي كانت تقدمة السيدة خيرية حبيب من تلفزيون بغداد . ولهذا جاء الرأي بان (جماعة الديوانية للتمثيل الصامت ) هي الفرقة الميمية الاولى في العراق ، وهناك شواهد تؤرخ لابداع الفنان منعم سعيد من خلال عرض مسرحي قدمة على مسرح الرشيد في الثمانينات من القرن الماضي وحضرة الفنان العالمي مارسيل مارسو رائد الفن الايمائي الحديث عندما كان في زيارة لبغداد ومصافحتة للفنان المذكور بعد اداء مقاطع مسرحية من هذا الفن ، حيث افصح مارسو للفنان الكبير يوسف العاني باشادة طيبة لهذا الفنان ما معناة ، ان منعم سعيد هو مارسيل مارسو العراق* . وتوجد حاليا فرقة مسرحية واعدة تسمى ( لغة الجسد ) متخصصة بفن البانتوميم تضم مجموعة من المسرحيين الاكاديميين الشباب تقدم عروضها الرائعة على مسارح بغداد وبعض المحافظات ، خاصة خلال اقامة المهرجانات الثقافية والمسرحية والامسيات والندوات التي تتمحور انشطتها حول الأدب والفنون ، وسبق لي ان شاهدت عروضها الجملية خلال انعقاد مهرجان مؤسسة النور الرابع للابداع ( كانون الاول 2009 )على قاعة المسرح الوطني ، واخر على قاعة المسرح في منتجع بابل السياحي .
* جريدة الصباح الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع