الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الشراكة .. ردة عن الديمقراطية

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 4 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



أفرزت نتائج الانتخابات جهل حقيقي لشعب عتيد ،اقتيد إلى مجاهل عصور الفرعيات( القبيلة ،المؤسسات التقليدية،بمعية أصحاب النفوذ الجهادي ـــ من يمتلك المليشيات كي يضطهد الشعب الأعزل ويكرهه على الطاعة له ولفكره المميت والفارغ من أي محتوى تقدمي ـــ أو على أقل تقدير برنامج تنويري لنهضة العراق وشعبه) ، فقد مارست قوى الارتداد التاريخي أفعالا يندى لها جبين تاريخنا المشرق،وانحرفت عن مسار نمو وازدهار المجتمع،حيث أحيت عناصر ضمان بقائها في التسلط على رقابنا،حين عمدت إلى ترسيخ حكم المكونات الفرعية ،رافضة عوامل تذويبها في نظام الدولة المدنية الحريصة على المساواة وحرية التعبير والتنظيم والتوزيع العادل للثروات،وهنا ساقت تلك العصبة الشعب العراقي إلى منطقة حرجة،وهي من دفع الناس إلى زاوية الاضطراب العقلي والنفسي،وسعت إلى هزاله الفكري المشابه لما تدعيه من أباطيل وخرافات عفا عليها الزمن،قبرت منذ أمد بعيد،فأصبحنا في قبضتها ،وأنعدم الرجاء،كونها تتدخل في حيثيات حياتنا وحتى في مماتنا،فأي خطايا ارتكبنا بحق بلدنا!! والصحيح أيضا أننا فقدنا حين صوتنا لتخلفنا المستدام عن عدم دراية ،حيث انطلت اللعبة بالقضاء على قانون تطورنا،حين شجعنا تلك المكونات ( التي يدينها قانون الارتقاء والثورة العلمية والظرف الموضوعي وحتمية انتصار الشعوب على حكامها الطغاة،وحتى الاعتماد على هويتنا الوطنية العراقية) .
نحن من سمحنا بجهلنا أن تتدخل في وحدتنا السياسية دول المحور الإقليمي،ونحن من سنبكي مستقبل وطننا،ونحن أبضا من سنعاني من ضعف بلدنا،ونحن من سنشتكي من ظلمهم، أليست تلك مفارقة عجيبة تكشف انقطاعنا عن العلوم بما فيها علم السياسة والاجتماع والاقتصاد،وهي علوم تجهلها وتتجاهلها (الأحزاب غير العلمانية ــ الأحزاب الإسلامية ــ كونها عبر تاريخها لم تنتج نظريات في السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع وحتى في التربية وعلم النفس ،وفي كافة مجالات النشاط الإنساني !! وذلك نابع من قبولها باستعباد الشعوب،والأدهى أن سدنة هياكل الوهم الفقهاء ،كانوا خدما للسلاطين والطغاة ،وهم من ذبحوا وساعدوا في تأخرنا،وما يزالون يتبعون نفس المنهج المغالط ،والمفند من قبل شعوب العالم التي نالت حريتها عبر نضالها وصراعها الطويل والمرير مع الدكتاتورية أو الشمولية وحتى الكونية ،حين ادعى بعضهم ألإلوهية ،واليوم نفتخر بأننا أميين حتى الثمالة،أو أننا أمة لا تقرأ،ولا تنتج مفكرين،وأننا تحت طائلة ساسة مزارعين ،جل همهم الفساد والتنكر لحقوق الأمة العراقية باللحاق بالأمم المتقدمة،هنا يرتكبون بعجزهم أو عن سبق إصرار،خطايا سيلعنهم التاريخ،وأيضا سيحاكمون محاكمة دكتاتور العراق المقبور.
ما جرى وما هو حاصل من تزوير إرادة العراق الحر ،يعد مؤامرة نصفه انقلاب على الديمقراطية،بل ردة تجاه الماضي الميت،وهي في الحقيقة معيار سياسي معيب ونشاز،بل مخلة بالأعراف الوطنية،فما يخطط له ،تقسيمنا إلى عراق الطوائف والأعراق،يعتبر مشروع معاكس لوحدتنا الوطنية وتصفية لهويتنا التي تعارفنا عليها (عراقيين)،فهل هناك بارقة أمل لخلاصنا من هذا النفق المرعب والقاتل لحقوقنا الوطنية؟
من نافلة القول أننا في العراق الديمقراطي نسعى إلى بلورة هويتنا وتكوين دولة مدنية عصرية الحكم فيها للدستور،لكننا نحسب الساسة وسدنة هياكل التقسيم والاعتداء على الحريات هم من يزاولون لعبة العولمة بتقسيم بلدنا،وبتابعيتهم وطاعتهم لمخططات إقليمية صاروا أحجارا على رقعة شطرنج الأعداء،وحين يفسر العلمانيون ،الذين خسروا الدعم الإقليمي ،فانهزموا لاستقامتهم ودفاعهم عن حقوق العراقيين والعراق في الانتخابات ،التي أريد لها خلق الفوضى ،وتمرير أجندات إقليمية ودولية،حتى أنها زورت،مع عدم استقلال المفوضية،والتي لم تخل من أيد قد عبثت بالتصويت الحر لصالح كبح جماح الوطنية أو عدم وصول قوى اتسمت بنهجها التعبوي مستندة على عمق العراق الحضاري،وفي جدليتها التاريخية تتطلع لإضاءة الواقع المتردي،أما وقد بان التدخل والتقسيم المرتقب،فتلك أمور نحمل الناخبين مسؤولية تقسيم العراق ،باعتبارهم ساهموا باللعبة المحاكة،فأي عذر يقدمون!! ونحمل الساسة أيضا مسؤولية تنفيذ الأجندات الإقليمية والدولية ،ونحمل أمريكا هذا التداعي ،والعمل على إجهاض القوى الشعبية والوطنية وإبقائها واعتمادها على حلفاء الأمس (كل القوى الرجعية)،وذلك ديدنهم ،ونهيب بأبناء شعبنا عدم الانجرار وراء تهافت قوى الظلام،وعقارب التاريخ،وسدنة الوهم من مساندي قهر وتعسف الطغاة على شعبنا الصابر والمبتلى بهذه الأحزاب الضعيفة والضالعة بخدمة تشظي بلدنا، والتي تسير وفق إرادات غير وطنية،وتنتهج مسالك غير حداثوية لنمو العراق ورفاهية أبنائه،فهل هناك بارقة نور يبدد هذا الظلام الحالك،أم أننا سائرون بطفيليات العصر ودينصورياته نحو المجهول ( التقسيم)،حكومة الشراكة الإقليمية،وهي بالتأكيد ردة عن النظام الديمقراطي ،الذي لا تفقه له معنى الأحزاب الإسلامية،الساعية لإقامة مبادىء الاستبداد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق وامتنان
عباس جبر ( 2010 / 4 / 6 - 15:41 )
السيد باسم الجنابي من الشخصيات المعروفة في الوسط الثقافي فهو يعمل منذ سقوط الصنم الى هذه اللحظات بجدية في البحث عن الهوية الوطنية وهو كم يبحث عن دبوس في كومة قش ، وكل من عرف الجنابي استانس بارائه على المستوى الحوار الشفاهي او على مستوى الكتابة التحريرية ، كما ان تجربته في المشاركة في الانتخابات كمرشح ليبرالي مستقل قد اثرت في غزارة وعمق افكاره نتمني له المزيد من العطاء

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير