الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء العراقيين .. وجولات المسؤولين في دول الجوار

محمد الياسري

2010 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


محمد الياسري


في الوقت الذي يجوب فيه قادة الكتل الفائزة في الانتخابات عواصم دول الجوار تعاقباً وتتالياً لكسب الرضى والتأييد واخذ النصيحة والمشورة في شأن داخلي بحت، يتساقط العراقيون ضحايا ابشع الجرائم الارهابية عبر التاريخ دونما سبيل واضح لايقاف هذا النزيف المتصاعد.
مجموعة تذهب الى قطر والسعودية واخرى تغادر الى تركيا والامارات وسوريا وثلة ثالثة ترابض في ايران جميعها تطرح على موائد زعماء هذه الدولة وتزايد على بعضها البعض سعياً لامتلاك الكرسي السلطوي الوثير وفي ذات الوقت الذي يبيت فيه هؤلاء الساسة الصاعدون باصوات وتضحيات العراقيين في البيوت الرئاسية والفنادق الفارهة، يتعرض المواطن البسيط ، الذي ذهب واعطى صوته بتحديات لا يعرفها احد في الدنيا، لقتل منظم عبر المفخخات والاسلحة الكاتمة والقتل الجماعي المنظم دونما أن يسعى هؤلاء الساسة الى قطع زياراتهم والكف عن المداولات مع الآخرين والاحتكام الى الشعب دون غيره.
اسبوع يشهد موجة من الاستهداف البربري الدامي الذي لايعرف الرحمة لنسوة وشيوخ واطفال العراق واللذين حصلوا على اصوات هؤلاء الأبرياء يفطرون في هذه الدولة ويتعشون في الاخرى دونما ارتجاف رمش او قطرة عرق تندي جبينهم.
لا ادري لم تحول الصراع على الكرسي السلطوي الى ذبح للعراقيين واسترضاء لدول الجوار؟ هل تساءل احدنا ما علاقة تركيا وايران وسوريا وقطر ومصر والسعودية والامارات وغيرها بتشكيل حكومتنا التي يتنازع عليها الجميع ولااحد يريد ان يركن الى لغة الواقع ويعرف ان بناء العراق ليس برئاسة الوزراء فقط.
ما علاقة الصدريين بالسعوديين وهم يصرخون ليل نهار ان استهداف العراقيين بالمفخخات ينطلق من الرياض، واين مصلحة العراقيين في حكومة تباركها تركيا؟ ولمصلحة من نتفاوض مع السوريين اللذين يحمون كل قادة البعث، واذا رضى امير قطر او رئيس الامارات على تشكيل الحكومة فهل هذا يقنع الايرانيين ايضاً؟
هل يتمنى الايرانيون مثلاً وجود حكومة عراقية مبنية على اساس الشراكة الوطنية تتسم بالقوة والكفاءة ؟ الاً يناقض هذا مطامعها في العراق؟
والأهم من كل هذا ما شأن الجميع بنا ونحن نلهث وراء الآخرين ونترك شعبنا ينزف ويقتل ويفتك به بمفخخات الجيران وبتمويلهم وبدعمهم؟
الاّ يخجل الساسة ويجلسوا داخل العراق وان ارادوا في اي بيت من بيوتهم واذا لا يتوافقون على البيت فبيوت العراقيين جميعها مفتوحة امامهم ليحتكموا بينهم ويتفقوا لمرة واحدة على أن البلد وأهل البلد اسمى واشرف من كل البلاد واهم من كل مضايف الجوار.
اليس اجدر بالجميع الالتفات لما يقوله الشعب عنهم ويروا لم هذا الشعب الذي ضحى بحياته لايصالهم الى البرلمان والحكومة يعاقب بهذه الصورة البشعة ؟
ولكن هيهات من تنادي فالجميع يبحث عن مسحة بركة من دول الجوار حتى وان تناقضت افكارهم وابتعدت لكنها بالتأكيد منسجمة كل الانسجام في مسألة ذبح العراقيين وتدمير العراق وجعله مجرد عزبة خربة يتناهشها كل من دب وهب ؟
ونحن العراقيون لنا الله فلا اعظم من قدرته ولا اقدر منه على معاقبة هؤلاء وانزال رحمته بنا وسخطه عليهم.. لاملاذ لنا سوى دعوانا الى الباري عز وجل.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من مليون مسلم يقفون بجبل عرفة لأداء ركن الحج الأعظم


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة المحاصر والمدمر للشهر ال




.. ما أهم قرارات قمة مجموعة السبع في إيطاليا؟ • فرانس 24


.. فوز ساحق لألمانيا على إسكتلندا 5-1 في مباراة افتتاح كأس الأم




.. إيران.. تحديات الانتخابات الرئاسية | #الظهيرة