الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلال زنكابادي وسلطة الشعر

رسمية محيبس

2010 / 4 / 7
الادب والفن


شاعر من كردستان

جلال زنكابادي شاعر من كردستان اكتشفته مبكرا في مطلع الثمانينات حيث كان ينشر قصائده في مجلة الثقافة لصاحبها الدكتور صلاح خالص رحمه الله حيث كنت انشر قصائدي هناك وفي المجلة الوحيدة التي كانت تنعم بقدر من الحرية بعيدا عن ثقافة السلطة لذلك كانت الثقافة بالنسبة لنا اشبه بالحلم لانها تعتبر من صحف المعارضة في نظام دكتاتوري لا وجود فيه لغير صحافة الحزب الواحد فكانت الثقافة نافذة حرة ننشر فيها قصائدنا بعيدا عن تعنت رؤساء تحرير الصحف الثقافية التي تديرها شخصيات ثقافية اكثر دكتاتورية من السلطة نفسها وحين توقفت مجلة الثقافة بامر من رئيس النظام لم اعد اقرأ لجلال زنكابادي او لطيف هلمت او بدل رفو المزوري وغيرهم من الادباء الكرد وقد سألت كثيرا عن جلال بعض الشعراءالقادمين منlكردستان ولم احض بجواب شاف
لذلك ظل الشاعر بالنسبة لي اشبه بالقارة المجهولة لا قدرة لي على اكتشافها وقد بقي الشاعر بعيدا عن الاضواء حتى بعد سقوط النظام وبروز طبقة ثقافية كبيرة لكن احدا لم يهتم او يسأل عن هذا الشاعر الشامخ شموخ جبال كردستان والذي لا قدرة لغير سلطة الشعر ان تجعله ينظوي تحت لوائها
واليوم وبالرغم من احساسه بالمرارة في عهد الحرية والانفتاح لم يجد جلال زنكابادي الا ان يواصل مشروعه الابداعي الكبير بعيدا عن الاضواء
وحين جائتني رسالة من جلال زنكابادي ظننت في البدء انها لعبة من لعب النت التي يمارسها مستخدمي هذا الجهاز الحضاري وما اكثرهم الا اني وجدت قصائده التي كانت رومانسية حالمة في فترة الثمانينات قد اختلفت وقد انتج الشاعر مجاميع شعرية كثيرة لكن القصيدة التي استوقفتني هي القصيدة التي القاها في مهرجان المربد الشعري السادس عام 1985وهي المرة الاولى والاخيرة التي يحضر فيها جلال مهرجان المربد وقد اهداها الى ارواح الكراسي الفارغة التي تذكرني بكرسي فان كوخ كما يقول هو
ويفتتها بجملة الجزيري
الحمد لله الذي حبا عبده الملا اكسير العشق
لا الدينار والدرهم
وقبل ان اخوض في ردود الفعل التي احدثتها هذه القصيدة في المربد لنقرأ مقاطع منها
جنون هو الفقر
جنون هو العشق
جنون هو الشعر
ونحن بالثلاثة ثريان

يتناهشنا زعيق الديسكو
مهما نرسف في الزمن الجذام
لعل شفرة الحقيقة تنهض من افق صلباني
لئلا نظل محض ديدان وهوام
يستحيل قلبانا موميائين
تخذلنا اللغة المهذارة
روحينا الغريبتين في يوتوبيا العميان
اذ الشهود صم بكم عميان
وشعارير خصيان
يقول جلال زنكابادي ان مشاركته كانت اشبه بالفخ نصبه له بعض الادباء الكرد المتعاونين مع النظام المقبور فقد قطعوا البث اثناء قراءته وهددوه بالنزول
هذه القصيدة التي يقول الشاعر الا يحق لي ان افخر بهذه القصيدة بل المجازفة المصيرية التي كادت تفقده حياته يضيف اليها بعض مقالاته التي تجسد كفاحه ضد الطاغوت العفلقي على حد تعبيره
لكن اين النقد والتقييم في نفاقستان ؟؟؟
هكذا يختتم الشاعر الذي يحس بالغبن والمرارة وهو لا يجد من يقيم تجربته الابداعية الكبيرة والمهمة وموقفه الشجاع وزالشريف الذي لم يجد الاهتمام بعد سقوط السلطة
وظل الشاعر يقبع في صومعته المنعزلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم


.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في




.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش