الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و الحزن اقدس

ناهد سلام

2010 / 4 / 7
حقوق الانسان


في حالة الفرح اغرق وسط الزحام والمحبين والمعجبين ، الذين تروقهم كلماتي ونكاتي وحتى قسمات وجهي ونظرات عيوني ، يعني حب الحياة والفرح يكون سمة الجلسة ، واذا ما انعكس الحال وتبدل مزاجي بت ثقيلة وعلي العودة لسابق عهدي والا !!!
لا بالطبع لن يتركني اصدقائي وانما سيتجنبوني تلك الفترة ويتفحصون على استيحاء ان لا زلت بحاله اليأس و الحزن او عدت لسابق عهدي .

المميز في الامر انني لن اعود لسابق عهدي بالضرورة ، من لم يحتمل اوقات حزني ويشاركني فيها ، لن ادعوه لاوقات الفرح ، الحزن اغلى واقدس من الفرح والسعادة رغم كثرته ، والمسألة تفوق اعرف الصديق وقت الضيق ، الامر منوط بمدى المشاركة الوجدانية ، ومدى قبول الانسان لرفيقه في كل احواله حتى وان طال زمن حزنه ونحيبه ، في كل الاحوال قد اكون مستقله ولا احتاج مساعدة من نوع ملموس لكني قد احتاج الحضن الدافي لابكي .

الغريب انه في علاقتنا الانسانية لا نوفر هذا الحضن ، الاحضان مرفوضة والدموع مرفوضة والمشاركة ايضا ، مسموح فقط التعزية والقاء اللوم ، والدعوة للعودة الى سابق العهد في اسرع وقت وهو المستحيل .

شخصية الانسان متغيرة متبدلة بحكم التجارب ، بعض علماء النفس يقولون ان الشخصية تتغير كل خمس سنوات والبعض يقول ان اهم سنوات بناء الشخصية هي سنواته الاولى في الحياة ، وبغض النظر عن هذا وذاك ، فالتجارب الاقسى تترك فينا الاثر الاكبر ، وقد تُغير من توجهاتنا ، وقد تقلب حياتنا راسا على عقب .

لماذا نرسم صورة للانسان المقابل لنا بشكل ما ونرفض ان يُغيرها ؟ لماذا ننكر عليه مشاعر الحزن ؟ لماذا نحدده بوقت ليحزن او يفرح ونقولب مشاعره ؟ لماذا لا نُقدم الحضن له متى احتاجه وليس متى كنا مستعدين وبمزاج لتقديمه ؟ لماذا نحن انانيون حتى مع من نحب ؟

اجيب عن كل تلك التساؤلات قبل طرحها للقراء : الانانية هي الجواب .
احبائي الذين كانوا معي في كل مواقف حياتي وانا سعيدة بهم اشكركم لوجودكم في حياتي في سنتي الجديدة وطبعا عددهم لا يزيد عن 1 وطبعا ع البك انا طول ما عايشة ، واحبائي الذين حاولوا تأطيري استميحكم عذرا فلست ممن اصلح لاطار واحبكم ايضا رغم كثرتكم قلبي يتسع لكم ، اما الذين حضروا بغتة كرائحة القهوة العربية وكانوا معطائين كموسم الزيتون في بيت جالا ، فلهم انحني .
كل عام والانسان انسان
سلام





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - دره جميله
ادم عربي ( 2010 / 4 / 7 - 21:30 )
الكاتبه ناهد المحترمه
اوافقك الراي ان الفرح والحزن متلازمان وايضا الحزن اقدس وقدسيته تاتي انك عندما تكون فرحا فانت تدخل البهجه والسرور الى قلب الاخرين اي تكون معطاءا اما في حالة الحزن فانت تريد من يعطيك الصدق والحنان والمشاعر النبيله التي تصل الى القدسيه
لامست انانيتنا نعم نحن انانيون
نحن نرفض التغيير
لا نرى الانسات كما هو وانما نراه كما نريد له ان نراه جمبع هذه الظواهر هي من نتاج تقولب ادمغتنا وبرمجتها في اتجاة واحد

2 - الله الله يا ناهد
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 4 / 7 - 21:46 )
لله درك ايتها الدرة النفيسة المتمردة
فوالله ان مقالك جاء على الوجع تماما فلقد كنت اتحاور وصديقي عن هذا الموضوع قبل سويعات قليلة وقد اعجبني طرحه بقوله : ان الحزن نوع من انواع ديمومة الحياة وهو يعطي للحياة رونقا ويعطي للصداقة معنا حقيقيا .... وقد اضاف صديقي الفيلسوف ( هو فيلسوف بحق كونه قد درس الفلسفة واحتاز على درجة الكتوراة بها ) : انني لا اغضب حينما يداهمني الحزن لظرف ما حتى ولو بدوت حزينا لأنني حينها اقدر معنى الفرح
لا ادري يا ناهد فلقد اثرت كلماتك بي بطريقة او باخرى مثلما اثر بي صديقي الفيلسوف منذ لحظات
لك دوما يا ناهد د ( بدون مجاملة بحق ) اعجابي واحترامي ومودتي

3 - قارئة الفجر
شامل عبد العزيز ( 2010 / 4 / 7 - 22:03 )
تحياتي وتقديري - لمسة حزينة ولكنها رائعة ؟ نعم لا بد من الذي يقف أن يكون على طول الخط أي عليه أن لا يختار ويكون أناني و لا أن يكون إنتقائي - نظرة صائبة أتمنى لكِ المزيد
مع التحية

4 - عزيزتي ناهد
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 4 / 8 - 10:46 )
أظن أن الانسان يتغير مع كل طلعة نهار وليس كل خمس سنوات , كل تجربة يمر بها الانسان تغير ولو شعرة بسيطة في شخصيته , في قناعاته وأفكاره , ومعها تتبدل نفسيته أيضاً , نعم المشاركة الوجدانية في فترات الحزن ضرورية لكنها ضرورية أيضاً في لحظات الفرح لأننا نحن الذين نعطي الأشياء معانيها . و كل ( يوم ) والانسان انسان

5 - اؤيد كل آرائك ناهد الرائعة
Suzan ( 2010 / 4 / 8 - 11:52 )
عزيزتي الغالية ناهد كل ما قلتيه صحيح وانا معك مئة بالمئة ودائما اكرر ان الذي يعرفني وقت فرحي ويتركني وقت حزني لا يشرفني معرفته من اصله
والانسان هو دائما حصيلة تجاربه وبالتاكيد يتغير دائما وحسب نتائج تجاربه والذي لا يتغير هو الحجر والانسان عبارة عن مشاعر واحاسيس وقلب فلا يمكن ان يبقى كل شيء على حالة وهو كل يوم في تجارب مختلفة
كل الشكر على المقالة الحلوة
سوزان

6 - الحزن مطلوب ولكن
يوسف المصري ( 2010 / 4 / 9 - 14:46 )
العزيزة ناهد
هل مطلوب منا ان نستسلم للحزن و هل يمكننا تحويل الحزن الى فرح
قدرتنا على عدم الاستسلام للحزن هو الذى يقودنا الى ان نحول حالة الحزن الى فرح احيانا
المهم المحاولة وعدم الاستسلام
ملحوظة
يجب عليك شكر جميع اصدقائك الذين ذكرتيهم بمقالك مهما كان تصرف كل منهم .... والا كيف يكونوا اصدقاء
فيجب ان تكونى معطاءة دوما حتى وسط الحزن
تحياتى لكل الزملاء والمعلقين وخصوصا الزميل محمد الحلو
شكر

7 - شكر للاصدقاء
ناهد ( 2010 / 4 / 9 - 15:22 )
شكر لكل الاصدقاء والقراء سواء علقوا او صوتوا ، كلماتكم لها الاثر الكبير في نفسي ، الذي يفوق في اثره واهميته صفحات الحوار.
سلام

اخر الافلام

.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال

.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على




.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة


.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء




.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي