الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء الأبرياء...بين المرسل والمستلم

نصيف جاسم حسين

2010 / 4 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


بالاضافة الى الأسى الطاغي على كل من رأى المشاهد المروعة لعشرات الضحايا الذين استهدفهم الارهاب، فان مثل هذه الجرائم تثير أكثر من مجرد الاستياء والغضب الى ماهو أبعد خاصة وان بعضها استهدف بيوت مواطنين عاديين لا ذنب لهم الا حسن ظنهم بالأخر وشعورهم بالأمان كونهم (لا من جماعة زيد ولا من جماعة عمر).
وقد أثارت هذه الجرائم جملة من الأسئلة، ارتبطت في ذهني بطريقة ما، مما يفضي الى استنتاج ترابطها فعليا على أرض الواقع، ويمكن أن تصاغ هذه الاسئلة بالطريقة التالية، مبتدءا بالحدث الأقدم فالأحدث عل القاريء يجد في ما أقول شيء مما لم استطع اكتشافه لقلة حيلتي أو " لكثرة حيلت(هم)":
• أعترض مجلس محافظة نينوى قبل أشهر على الحكومة المركزية في بغداد لأنها قامت بنقل عدد من السجناء المطلوبين على ذمة جرائم ارهابية من الموصل الى بغداد لاستكمال اجراءات التحقيق معهم، عادا ذلك انتهاكا لسلطاته، علما انه قد حدثت أربع عمليات هروب(معلنة) لمجرمين مدانين بعمليات إرهابية من سجون الموصل أمام مرأى ومسمع الحكومة المحلية هناك ، وكانت ثمة عمليات أخرى لم تنجح منها محاولة تهريب المجرم المدان (شقير) في زمن حكومة د.ابراهيم الجعفري ، الذي أرسل له قوة خاصة من بغداد بعد ان فشلت كل المحاولات الأخرى لاقناع المسؤولين هناك بنقله الى بغداد، والسؤال هو:لماذا حدث هذا العدد الكبير من مرات الهروب من سجون الموصل؟ والسؤال الثاني: ماهي نتائج التحقيقات المتعلقة بحالات الهروب تلك؟ وهل تمت محاسبة أحد من المسؤولين على جرائم تهريب المجرمين تلك؟
• كانت اخر عملية هروب لمجرمين مدانين بالارهاب قد حدثت في سجن الغزلاني قبل أكثر من أسبوع، كان قد هرب خلالها أكثر من 20 مجرما، لم يتم القاء القبض على أحد منهم لحد الأن ولم تتم محاسبة أحد على هذه الجريمة ايضا، والسؤال هو: لماذا؟ ومن المسؤول؟ الا يؤشر ذلك تورط جهات متنفذة في عمليات الهروب الجماعية من سجون الموصل؟
• نشطت العمليات الارهابية بعد هروب المجموعة الأخيرة من سجن الغزلاني، ربما كانت مجرد مصادفة، لكن الواقع ان ذلك ما حدث فعلا، وفي كل الأحوال تؤشر العمليات الارهابية الأخيرة ان مرتكبيها، أشخاص قد احترفوا القتل لمجرد القتل، قد تم استخدامهم من قبل جهات سياسية معينة لأهداف سياسية معينة، خاصة وان الصراع على السلطة قد برر للبعض القتل للحصول على المغانم المطلوبة في السابق. والسؤال هو: هل سيبقى الشعب العراقي يعاني القتل والتدميرعند كل انتخابات؟
• كان التساهل والتسامح والعفو(عما سلف)، أحدى أهم العوامل التي أدت الى اسقاط الزعيم عبدالكريم قاسم، حيث كان أغلب من شارك في انقلاب 8 شباط مدانون ابتداءا من عبد السلام عارف وانتهاءا بصدام حسين، فهل سيكون العراق لقمة سائغة لبعض المجرمين كما حدث في 8 شباط حين تمت سرقة الدولة العراقية بكاملها من قبل مجموعة من المدانين؟
• استهدفت العمليات الإرهابية الأخيرة أول ما استهدفت السفارات الأجنبية في العراق لإيصال رسالة إلى كل دول العالم إن سلامة مواطنيهم في العراق غير مضمونة، وهي رسالة سياسية لا أظن إن المنفذ (شخصيا) يهمه إيصالها إلى الأطراف المعنية، والسؤال هو : ما هي الجهة السياسية التي تقف وراء هذه العمليات؟ وهل تستطيع الحكومة معاقبتها إذا ما ثبت تورط جهة ما بها؟ أتمنى أن لا يخضع الموضوع للمساومات شأنه شأن كل جرائم القتل وتفخيخ السيارات التي قام بها بعض "السياسيين" الذين تمت مكافئتهم من قبل الأمريكان في السابق بجعلهم "أعضاء برلمان" مثل المجرم المدان محمد الدايني وغيره ممن استعذبوا الدم العراقي ممن يخططون لسرقة الدولة العراقية مجددا وهذه المرة بطريقة أكثر دموية وأوسع خداعا من مجرد رفع صور الزعيم عبد الكريم قاسم من قبل المتآمرين عليه فوق دباباتهم،ليسمح لهم الناس بالمرورفي 8 شباط 1963. فهل سنسمح للقتلة ب"المرور" هذه المرة أيضا؟
• استهدفت بعض العمليات الأخرى بيوت المواطنين العاديين، فقد قام الارهابيون بتفخيخ بيوت المواطنين ونسفها بمن فيها، فما الذي يريد أن يقوله الإرهابيون أومن وراءهم من ذلك؟ هل يريدون القول ان لا سلام لأي كان الا بقبول وجودهم على رأس السلطة وممارسة القتل البطيء كما فعل صدام من قبل؟ هل هؤلاء هم أنفسهم اولئك المجرمون الذين قتلوا مئات الاف العراقيين زمن البعث؟ هل هم من اتسم زمنهم بالقتل وسفك الدماء وبالحروب والكوارث طوال 40 عاما؟ هل هم أنفسهم من عرضوا رشوة الولايات المتحدة بمبلغ 500 ملياردولار، (كما قال عدي صدام حسين بلقاء تلفزيوني قبل الحرب مباشرة)، هل هم أنفسهم من سلموا البلد وأنفسهم للأمريكان دون قتال يذكر؟ أسئلة كثيرة، أعرف اجابة بعضها مما تقشعر لها الأبدان، لكن ثمة سؤال كبير اخر، كم كنا طيبوا القلب والنيات حد السذاجة، حين صدقنا الحلم؟ كم كان الموت مخاتلا ومنافقا وسخيا؟ كم مرة نموت لكي نحيا حياة واحدة، أو ربما ساعة واحدة صادقة؟ كم كان (الآخرون) منافقون حين أعلنوا باسمنا عراقيتهم؟ وكم كنا أسخياء في منحهم إياها؟
هي أسئلة تبحث عن مجيب، وأعرف أن لا مجيب لها، فقد أخرست السن البعض قوانين اللعبة، وما تتطلبه "الشراكة" و"المحاصصة"وعدم "المساءلة" واللا "عدالة" و"المصالحة"، و"انا لله ...."ِِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ