الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين

جاسم المطير

2010 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين
نبقى من جديد في حاجة ملحة إلى تفسير جديد للتفجيرات الأخيرة التي يبدو أنها إضافة خطيرة معاينة تماما لمصيبة انشغال الكتل البرلمانية الفائزة بانتخابات 7 – 3 بعملية تهدف إلى تقاسم المناصب والامتيازات بموجب عقيدتين :
(1) عقيدة الكتل الفائزة في الحصول على اكبر قدر من امتيازات السيادة .
(2) عقيدة القوى الإرهابية في إحداث اكبر حجم من القتل والظلم والتخريب .
قد يكون هذا التطابق لا منطقي ، لأنه غير موصول بيد قيادية واحدة ، لكنها بكل الحالات ليست خلطا في أوراق قوتين لاعبتين في الساحة العراقية ، اعني قوة الإرهاب وقوة العملية السياسية ، كما يعتقد أحمد الجلبي زعيم ( حزب المؤتمر الوطني ) في تصريحه الصحفي . اكتفى الجلبي بتوجيه مواساته لذوي الشهداء في العمليات الإرهابية الأخيرة من دون دور فاعل لقادة العملية السياسية يوضع سحق خلايا الإرهاب قبل قيامها بأعمالها الهمجية المستهجنة بمضاعفة قتل الناس الأبرياء .
لو توجهنا نحو إدراك المحسوس في الواقع الأمني (في الشارع) والواقع السياسي (في صالات القادة الفائزين في الانتخابات ) لوجدنا ارتدادا بمستوى الإجراءات الأمنية ونكوصها على أعقابها خلال أسبوع واحد بسبب تحجر النظرة إزاء الضرورات الملحة النشيطة والمحترسة من اجل حماية أرواح المواطنين . ولو ركزنا النظر على ظاهرة تفكك خطط وزارتي الداخلية والدفاع لوجدنا وفاقا ــ ليس مرئيا ــ بين الطرفين ( الإرهاب والحكومة ) يلحقان الأذى الكبير بمستقبل الشعب العراقي وقضيته الديمقراطية التي " اغتصبت " حسب تعبير أياد علاوي زعيم قائمة العراقية الفائزة بالرقم الأعلى من المقاعد البرلمانية.
من ناحية أولى أن ( قوى الإرهاب ) في العراق ضاق سروالها بالمفخخات فطرأ عليها أسلوب نوعي جديد في عملياتها يتميز بمفتاحين :
(1) المفتاح الأول هو التوجه لتخويف الدبلوماسية العالمية والشركات الاستثمارية ، العربية والأجنبية ، من الدخول إلى العراق عبر تفجيرات مدروسة موجهة لسفارات مصر وإيران وألمانيا واسبانيا بهدف "إقناع" الرأي العام العالمي ، الشعبي والدبلوماسي ، أن للديمقراطية العراقية وجها آخر مغايرا للسلم والاستقرار عبر (العنف الجماعي) في منطقتي الصالحية والمنصور .
(2) بينما المفتاح الثاني توجه بالقسط الأوفر من فعالياته بفتح علب تفجيرات متلاحقة متزامنة يوم 6 – 4 في مناطق شعبية كادحة حي العامل والشعلة ومنطقة علاوي الحلة . الهدف من وراءها وضع المواطن العراقي بمواجهة مباشرة مع الحكومة باعتبارها (سلطة عاجزة) عن كبح جماح (سطوة) الإرهابيين في الشوارع . كان قد سبق ذلك جريمة بشعة اقترفها إرهابيون يرتدون ملابس عسكرية رسمية بمداهمة يوم الجمعة ، الثاني من نيسان ، قرية البوصيفي جنوب من بغداد حيث قتلوا فيها 24 شخصا من خلال إطلاق الرصاص على رؤوسهم.
أما سروال الحكومة فقد ضاق بأصوات الفائزين بالانتخابات فراحت (الكتل الفائزة) لا تعرف رأس النظام الدستوري ولا أسفله . راح كل واحد من زعماء الكتل والأحزاب المتصارعة بعد فوزها الانتخابي يزين نفسه ببعض ٍ من تصريحات ، ملولة ، مكررة ، تماما مثلما يحوك الحلاقون مفردات ثرثرتهم .
من المؤسف حقا أن نرى من على شاشة الفضائيات نموذجين من المشاهد . النموذج الأول يقدم برهانا ساطعا على حقيقة أن الحكومة لا تعبأ بما يحدث في شوارع بغداد طالما المنطقة الخضراء آمنة بالدبابات والطائرات الأميركية . النموذج الثاني : إن المواطنين يدينون كل شكل من أشكال صراع الفائزين ، الذين صاروا يتعلقون بالقرار الحكومي الأمني البطيء ، الخالي من الطاقة التعبوية العسكرية ذات التوجيه ألاستخباري لمنع الإرهابيين من تنفيذ عملياتهم التدميرية .
يبدو واضحا أن (الخبرة العسكرية) غير مستخدمة .
يبدو واضحا أن إجراءات التفتيش الساذجة في الشوارع غير مثمرة ،
يبدو واضحا أيضا أن خطط وزارة الداخلية والدفاع غير مشتركة وغير متناسقة .
كل ذلك يبرهن عدم جدوى سبل مكافحة الجرائم الإرهابية ، كما يشير إلى أن التصرف الحكومي لا يحمل نفعا كاملا ، أو شاملا ، للمواطنين العراقيين ، بل أن الإجراءات الأمنية تمليها المصلحة الخاصة للحكام أنفسهم إذ صاروا يتنافسون على توسيع ميزانيات حماية أنفسهم وبيوتهم وعائلاتهم ومكاتبهم وتنقلاتهم . صاروا يستخدمون أفضل أنواع منشطات الحماية الشخصية المسلحة ، بالسيارات المدرعة وبمختلف أنواع الضمانات الأمنية .
صاروا يرغمون المواطنين على الانتظار بالشوارع لساعات طويلة كي تمر أولا مواكب المسئولين المتعالين على الشعب ، مندفعين بغريزة الحيوانات الضارية والضعيفة ، للذود عن مواقعهم الحكومية النفيسة ، والذود عن مفردات حياتهم الثمينة بما يبتكره لهم خبراء أمريكان وأجانب من تحصين ووسائل تكنولوجية بارعة .
هكذا ولدت في مجتمعنا سلسلة من القوانين ، والحمايات ، والتحالفات ، والوفاقات والمحاصصات . كلها مصلحات جديدة على اللغة ، معززة بمبررات إهمال حقوق الناس العراقيين أجمعين ، خصوصا الفقراء منهم ، إلى حد جعل المواطن الفرد ليس متكاملا مع المواطنين الآخرين ، بل متناقضا معهم . لم يعد باستطاعة أي مواطن عراقي أن يتطلع لحماية نفسه من دون مغامرة لأن الأجهزة الأمنية متكفلة بحماية نفسها وحماية مسئولي الدولة . كما أصبح من المستحيل على المواطن أن يتطلع إلى الرفاهية والنظام وحرية الحركة والتنقل والعيش الكريم .
هذا التطور السلبي ليس موضع الاستغراب لأنه من صنع 7 سنوات من الدمار الإرهابي الذي يجمعه مائة جامع مع إهمال قادة حكوميين متفرغين لنهب المال العام وتهريبه في حقائب دبلوماسية وغيرها إلى خارج الوطن .
السؤال بعد هذا : هل هناك من الفائزين الجدد والقدامى من يضع نصب عينيه الضغوط الاجتماعية ودور الجهاز الأمني المتخلف في فقدان الثقة الجماعية ..؟ هل من المحتمل أن يبتعد الفائزون عن الصراع والمنافسة من اجل المناصب والمكاسب ..؟
هل بإمكان الفائزين أن يتنازلوا ، بعضهم أمام البعض ، لينصرفوا جميعا للتخطيط والبناء والأعمار وتوفير الكرامة والأمان ..؟
هل يستطيع مسعود البارزاني وعمار الحكيم وجلال الطالباني وأياد علاوي ونوري المالكي وإبراهيم الجعفري وهمام حمودي وفيلق بدر والتيار الصدري وغيرهم من أصحاب الرفاهية والمسئولية أن يحددوا نقطة الانطلاق الجديدة برؤية باحثة ومكتشفة لتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن أسس واعتبارات المحاصصة المتداخلة التي تتيح عودة العراق إلى وراء ..؟هل هناك نور في أفق هذه الأيام يفسح المجال لمسعى جديد ، لنظر جديد ، يفضيان إلى اختيار أفضل الطرق والمسالك لبناء العراق الجديد ..
تلك هي الحقيقة المركزية الناتجة عن الفوضى العراقية الخلاقة ، فهل تقودنا إلى مجتمع تعددي متآلف أم متصادم ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلابوش دنيا
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 4 / 8 - 06:13 )
الصديق جاسم المطير
لا مغازلة لبحر دماء كادحي العراق وهم ومنذ سبع سنوات يذبحون ..هل دماء الفقراء رخيصة الى هذا الحد ..لاحظ الجرائم الاخيرة اين وقعت
-مطعم شعبي في علاوي الحلة
2.حي العامل
3. الشعلة والشرطة الرابعة
هذه مناطق للفقراء والجياع
المسؤول الاول والاخير هو الاحتلال الذي جلب معه قوى سياسية
ليست لها خبرة وكفاءة ونزاهه وشرف واخلاص ومهنية
من هو المالكي والحكيم وعلاوي والمطلك والهاشمي والجعفري والصدر وشيخ وثاب والالوسي والعليان...مجموعة من اللصوص والقتلة ومازاد الطين بلة تصريحات ابو داود عن قانون الانتخابات
بلابوش دنيا..الحزب الشيوعي جلس على وسادة الخدر السياسي..وكما قال صديقنا يوم امس قاسم السيد... ان الوضع الطبيعي للحزب الشيوعي العراقي ان يبقى منتظرا لبعض الوقت لحين انجلاء الوضع وان يتوقف عن المشاركة في العملية السياسية لكي يتستطيع ان يربك القوى التي ادعت انها حاملة لواء المقاومة للاحتلال زورا وبهتانا فليس هناك قوى سياسية في تاريخ العراق لها من الارث النضالي في مقاومة الاستعمار كالحزب الشيوعي العراقي وكان في استطاعته ان يستثمر هذا التاريخ ليقود نضال الجماهير الرافضة ...

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات