الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
2010 / 8 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/3d00ebfa-5fd4-453e-92db-605c02f4da82.jpg)
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين
في نهاية القرن 19 عاشت الفيزياء أزمة خانقة نتيجة الإكتشافات الجديدة في مجال العلوم الطبيعة المتسمة بصفة الثورة الفيزيائية التي دحضت استنتاجات الفيزياء الميكانيكية ، و أصبحت الماركسية محط انتقادات الفيزيائيين الجدد بعد انبهارهم بثورة الراديوم على الميكانيكا محاولين دحض أطروحات إنجلس حول المادية ، و ذلك بمقارنة الإكتشافات الحديثة في الفيزياء مع مضامين كتاب "ضد دوهرينغ" خاصة مقولته "لا حركة بدون مادة" و " الحركة هي شكل وجود المادة"، ساعين إلى الوصول إلى نفي المادة بقولهم ب"زوال المادة" مقابل "بقاء الطاقة" ، من أجل "التهكم على روح المادية الدياليكتيكية" كما يقول لينين (المادية و المذهب النقدي التجريبي، الفصل الخامس : الثورة الحديثة في علم الطبيعيات و المثالية الفلسفية ، ص 292). و عكس ادعاءات الفيزيائيين المعاصرين فقد أعطت الثورة الحديثة في الفيزياء لاستنتاجات إنجلس العلمية بعدا أدق و أصح لقوله :
"عند كل اكتشاف يشكل عهدا حتى في ميدان تاريخ الطبيعة ... ينبغي حتما على المادية أن تغيير شكلها"(لودفينغ فيورباخ ، ص 16 من الطبعة الألمانية).
مما سبق يتضح أن على الماركسية أن تغير شكلها و أن نعيد النظر في استنتاجات ماركس و إنجلس و لينين و ستالين ، لكن بأية صفة يمكن تطبيق مقولة إنجلس حول "تغيير الشكل" ذلك ما أجاب عنه لينين في قوله :
"و نحن لا نلوم البتة الماخيين على إعادة النظر هذه . بل نلومهم على أسلوبهم التحريفي الصرف . و مفاده خيانة كنه المادية تحت ستار نقد شكلها".(نفس المرجع ص 293).
و محاولة البورجوازية دحض مقولة إنجلس الجبارة حول المادة ليس من باب تغيير الشكل إنما من أجل تحريفها و هذا ما يجب مقاومته ، و قد قام لينين بهذا العمل بتطبيقه للدياليكتيك الماركسي على مستوى المعرفة مدافعا عن أطروحة إنجلس القائلة :
"... الحركة غير ممكنة بدون المادة"(ضد دوهرينغ ، ص 50).
و أوضح لينين وجود مدارس مختلفة بين الفزيائيين المعاصرين و صلة مدرسة من هذه المدارس بانبعاث المثالية الفلسفية ، و بين كنه الخلافات بين المدارس المختلفة التي تكونت بعد الطفرة النوعية في مجال العلوم الطبيعية و خاصة الفيزياء.
لقد أعلن الفيزيائيون عن أزمة العلوم الفيزيائية و التي تجلت في دحض استنتاجات الفيزياء الكلاسيكية ، و اتجه انتقاد الفلاسفة نحو الفيزياء في انتقادهم للعلوم الطبيعية محاولين ضبط مكامن هذه الأزمة و جوهرها ، و قبل ذلك كان الفيزيائيون يؤمنون بالتفسير الميكانيكي للطبيعة و نمت بينهم النزعة الميكانيكية لفهم العالم الموضوعي ، و لم يختلفوا إلا في أساليب التفسير الميكانيكي و أصبح لكل عالم ميوله الخاص بعد الإختلاف الحاصل حول جوهر تفسير المادة.
فيما قبل كانت الميكانيكا هي الأسلوب الأوحد الذي يمكن اتباعه للوصول إلى تحديد ميتافيزيقا المادة ، حتى أضحت تظريات الفيزياء الميكانيكية عبارة عن أنطولوجيا ، و هذه النظرة كانت ميكانيكية صرفة إذ يعتقد الوضعيون أنه يمكن الوصول إلى ميتافيزياء المادة باتباع خطوات الفيزياء الميكانيكية ، الشيء الذي يعتبر خوجا عن التجربة التي يؤمنون بها و بالتالي ما فوق التجربة ، و يرى الفيزيائيون الوضعيون أن أزمة الفيزياء مؤقتة محاولين الإعتماد على روح الفيزياء المعاصرة لفهم العالم لكن بشكل ميتافيزيقي ، بإعطاء الأولوية للروح على العقل و يقول آبل ري :
" الحركة الإيمانية و اللاعقلية في السنوات الأخيرة من القرن 19 " تسعى "إلى الإعتماد على الروح العام للفيزياء المعاصرة". كتاب : نظرية الفيزياء عند الفيزيائيين المعاصرين ، باريس 1907 .
إن الوضعيين يجهلون كنه المادية التي وضعها ماركس و إنجلس و التي اعتمدها لينين في دحض لنظرياتهم الخاطئة حول المادة ، و هم يعتمدون خلاصات هيوم حول المعرفة و علاقاتها بالإحساسات و يقعون في ورطة المثالية الذاتية ، مما يجعلهم يعتبرون المادية عقيدة و خارجة عن حدود التجربة بالخلط بين المادية الميكانيكية و المادية الميتافيزيقية ، الشيء الذي يجعلهم لا يستطيعون بيان الفرق بين الحقيقة المطلقة و الحقيقة النسبية التي قال عنها لينين :
"يستطيع التفكير البشري بحكم طبيعته أن يعطينا و هو يعطينا الحقيقة المطلقة التي تتكون من مجمل الحقائق النسبية.و كل درجة في تطور العلم تضيف ذرات جديدة إلى مجمل الحقيقة المطلقة هذا ، و لكن حدود حقيقة كل موضوعة علمية هي حدود نسبية لأنها تتسع تارة و تضيق طورا من جراء نمو المعرفة اللاحق."نفس المرجع السابق ، ص 151ـ152 .
و جوهر أزمة الفيزياء المعاصرة في نظر لينين هو أن الفيزياء الميكانيكية اعتبرت نظرياتها "معرفة فعلية للعالم المادي" ، أي أنها :"انعكاس للواقع الموضوعي" الذي أكدته نظرية "الشيء في ذاته" عند إنجلس باعتبار أفكارنا صور للمادة في أذهاننا ، و أن المادة موجودة دون إرادتنا و الأشياء التي نسخرها بفضل المعرفة أي "الشيء من أجلنا" موجودة قبل اكتشافها.
أما الفيزياء المعاصرة فقد حولت نظرة الفيزيائيين إلى العالم الموضوعي و برز تيار جديد "لا يرى في النظرية سوى رموز و علامات و إشارات لأجل النشاط العلمي ، أي أنه ينكر وجود الواقع الموضوعي ، المستقل عن وعينا و الذي يعكسه وعينا"، لينين ، نفس المرجع ص 298ـ299.
و هكذا يستخلص لينين أن الفيزياء الكلاسيكية قد تبنت نظرية عرفانية مادية بشكل عفوي إلا أن أزمة الفيزياء المعاصرة قد حولت هذه النظرية إلى مثالية لا عرفانية ، و هذا الإنقلاب في التفكير لدى الفيزيائيين المعاصرين نتيجة أزمة الفيزياء المعاصرة نتج عن عدم استيعابهم للدياليكتيك الماركسي ، و بالتالي سقوطهم في أخطاء علمية فادحة تجلت بالأساس في قولهم ب"المادة زالت" لجهلهم بالدياليكتيك الماركسي الذي طوره لينين على مستوى المعرفة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف يتصدر الاستطلا
![](https://i4.ytimg.com/vi/dLlCL5Z6kOM/default.jpg)
.. فرنسا: هل يمنع حزب التجمع الوطني مزدوجي الجنسيات من الولوج إ
![](https://i4.ytimg.com/vi/MD2LpVgwjCI/default.jpg)
.. هل يعتمد ماكرون استراتيجية تشوية اليسار في الدورة الأولة للت
![](https://i4.ytimg.com/vi/WONkvHCG81U/default.jpg)
.. مظاهرات بتل أبيب والقيسارية ضد نتنياهو هي الأضخم منذ بدء الح
![](https://i4.ytimg.com/vi/5XAbOi3PQxA/default.jpg)
.. الناصرية 1 حزيران 2024 - مشاركات الحضور - ندوة سياسية لمنظم
![](https://i4.ytimg.com/vi/BdqSSRSCcZ8/default.jpg)