الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشكيل ام ترقيع الحكومة

جمال المظفر

2010 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



يشهد العراق حراكا غير اعتيادي لتشكيل تحالفات بين الكتل السياسية التي فازت بالانتخابات التشريعية الاخيرة كون النتائج النهائية متقاربة وليست هناك كتله حصلت على مقاعد تؤهلها لتشكيل حكومة لوحدها دون تحالف مع ثلاث كتل او اكثر ...
الساسة منهمكون في البحث عن تحالفات حتى لو كانت مهزوزة ومرحلية ، يهرولون في كل الاتجاهات ، داخليا وخارجيا ولاينامون الليل لان الوساوس تطاردهم ، كيف سيسحب البساط من تحت ارجلهم او تحتل الكراسي بين ليلة وضحاها من قبل مرشحين صعدوا عبر صناديق الاقتراع الى ناصية السلطة ، ففقدان الكراسي في العراق مشكلة ، ساسة يخافون من مؤامرات غرمائهم ولو كانت دعابات ، ما ان يطلق احدهم نكته عن انقلاب حتى يخرج الاخير ويملأ ( الفضائحيات ) زعيقا بان هناك محاولة انقلاب عسكري يدبره خصومه السياسيين وان الهدف منه تقويض العمليه السياسيه والرجوع الى المربع الاول ...
الامريكان يراقبون الحراك عن بعد ، والانكليز يبصبصون من خرم الباب ، ودول الجوار تدس انفها لتشم رائحة الطبخة ، والحواسم ينتظرون ساعة الصفر او البيان رقم واحد ليعيدوا ملحمة السلب والنهب ، فمن لم يحصل على هبره في الحواسم الاولى فبالثانيه يمكن تعويض الخسائر .. حراك سياسي مستعر على الصعيدين المحلي والاقليمي من اجل المصالح الفئوية والحزبية وتوزيع المناصب والحصول على ( الهبرة ) السياسية لا من اجل ايجاد حلول لمأساة هذا الشعب او القضاء على الازمات المستعصية ، مسؤول رايح لكردستان لاداء الحج السياسي لان الاكراد باتوا بيضة القبان ، ومسؤول طاير لايران واخر للسعودية وواحد ينسل خلسة دون علم رفاقه الى المريخ عسى ان يجد قوما ضلوا طريقهم هناك ليشكل معهم حكومة ( شراسه ) وطنية اسوة بحكوماتنا التي تتناوب اللكمات والاتهامات...
افلام دراماتيكية تشهدها الساحة العراقية ، فرقاء الامس يبحثون عن احياء تحالفات قديمة فصمتها عرى التخوين والتطاول الاعلامي ، فبعدما كانوا يتلاسنون ويتجاسرون عبر الفضائيات ويخون بعضهم البعض باتوا اليوم انعم من ( الدخن ) ومن لم يعرفهم يشعر انهم حبايب و ( سمن على عسل ) لاهؤلاء الذين ارهقونا ببلاويهم وتصريحاتهم النارية وفضائحهم التي ملأوا بها شاشات التلفزة ومانشيتات الصحف المحلية والعربية والعالمية ..
ساسة لايجمعهم الهم الوطني وانما البحث عن المناصب والمغانم والمكاسب ، يتهم بعضهم البعض بالارتماء في احضان الدولة الفلانية ، وياويلاه من الاحضان ، تلك المفردة التي لاتفارق السنة الساسة ، وليتهم يحددون لنا اي الاحضان لنطلق العنان لمخيلتنا كي تتصور تلك اللحظات ورومانسيتها ، احضان انثويه ام سياسيه ام مخابراتيه ، المهم من كان ينتقد الاخر بات اليوم يركض الى دول الجوار ( العاطفي ) لبحث تشكيل الحكومة ان لم نقل ترقيعها ، فكل جهة تركض الى الدولة التي تنتمي لها فكريا وعقائديا ويتركون شعب العراق يتفرج على فنطازياتهم ...
من فاز بالانتخابات يرى ان من حقه تشكيل الحكومة كاستحقاق انتخابي ومن خسر يرى هو الاخر ان من حقه تشكيل حكومة لانه خسر بالتزوير لابارادة الشعب ومن لم يفز باي مقعد يلقي باللوم على القائمة المفتوحة لانها فضحتهم بعد ان كانوا متوارين خلف القائمة المغلقة ووصلوا الى المناصب بقدرة الهية بعدما كانوا يتمنون الحصول على مقعد في حافلة او مقهى قبل وصولهم الدراماتيكي الى السلطة وباتوا يطالبون بحكومة شراكة كي يتسلقوا ثانية الى المناصب ، والبعض الاخر يريدها حكومة ترقيعية ، من كل جهة رقعة تضامنا مع الشعب الذي كلما رقع فتقا انفتح اخر بسبب بهلوانيات الساسة وعنترياتهم، والبعض يتمنى ان يمسك بطرف الكرسي لا امتطائه طلبا للبركة لا من اجل الجاه ..
كل القوائم تتودد لبعضها البعض بعدما كانوا يتقاتلون فيما بينهم ويزيدون الاوضاع تأزيما بتصريحاتهم النارية واتهاماتهم الانفعالية ، من كان يصف ( فلان ) بالديكتاتور بات اليوم يلصق به تهمة ( الاخ والصديق ) ومن كان يتهم ( علان ) بسوء القيادة اصبح اليوم ( القائد الحكيم ) وفلسفته في الحكم تضاهي الفلسفة السقراطوية والافلاطونية والارسطويه ومن كان يتهم ( فلتان ) بالفساد المالي والاداري بات يكنيه بـ ( الامين المؤتمن ) على صرماية الشعب وانه لم يستخدم المال العام في الدعاية الانتخابية ولم يوزع درهما منه على الحاشية ، ومن كان يلقي التهم جزافا على ( ص ) بسيطرة مستشاريه واقربائه على مقاليد السلطه تبين ان هؤلاء متطوعون ويعملون لوجه الله ولم يقبضوا فلسا واحدا عن اعمالهم الخيرية ..
الشعب يتلوى ويكابر ويضمد جراحه بنفسه والساسة منشغلون عالاخر بالمناصب وتوزيع الكراسي ، الشعب له الله والساسة لهم وعيد الله ، فمازالت عينه لاتنام ولاتغفل عن اي معصية ارتكبت بحق عباد الله فلا خوف على حقوق الايتام والارامل والمنكوبين الذين فقدوا فلذات اكبادهم بسبب الحروب العبثية للقائد الضرورة او بسبب تناحر الساسة فيما بينهم ناهيك عمن سقطوا بنيران الاحتلال الانكلوامريكي والشركات الامنية الخاصة التي تجول وتصول في بلاد الرافدين بلاد الالف نبي ووصي وولي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا