الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء لا يشبه شيء و حرر امرأته

اماني نجار

2010 / 4 / 8
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


شيء لا يشبه شيء .... و حرر أمرأته!
أقوال و أفعال متناقضة اذ نجد كثير من الأشخاص و المجتمعات أقوالهم نقيض لأفعالهم ولا يشابه الشعارات التي ينادون بها و نجد في المحصلة النهائية أنه شيء لا يشبه شيء .
نحن شعوب لا نتحاور و لا نعرف ان نناقش ألا بصوت عالي أذ نحن شخصيات موتورة و شعوب الى حدا ما كئيبة و نتصور احيانا اذا فرحنى ان هذا عيب او حرام . نجد هبوط مستوى العالم الثالث و منها دولنا العربية أحد الأسباب الرئيسية هي الأم و ماذا تنشيء و ما تربي نجد هذا كان جواب لسؤال موجه للأستاذ فاروق الباز الذي يعمل في (ناسا) و حصل على جائزة كبرى ،أجاب انه الذي أنا الآن عليه بسبب أمه و ما ربته و اضاف كنا 7 ذكور، عندما كانت امي تنزل من فوق لوقت العشاء أو الغداء كنا نقف الى أن تصل و تجلس على المائدة معنا لما لها من شخصية مؤثرة .نجد أن أمه لم تجعله ان يشبه غالبية ابناء جلدته و شباب اهل بلده من الحياة الروتينية العادية التي بلا هدف محدد و مدروس .
العالم العربي ظاهرة صوتية كما قالها كاتب ما يوما في كتابه الذي كان له ضجة هذا الكتاب و يدعى (العرب ظاهرة صوتية).
فنجدهم بهذا يكثرون من الأقوال دون أفعال و يتغنون بأمجاد الماضي و لكن الفتى لا يقول من كان ابي بل من أنا . نجد ما لنا ليس لنا أذ نجد كل شيء مصنوع و مستورد من الخارج كل شيء مصنوع في الصين ،يلا سخرية القدر من نتهمهم بأخلاقهم و شرفهم اسوردنا منهم ممكن من يحل مشكلة قضايا شرف العائلة و من يصون و يحافظ على شرفنا اليس تناقض و شيء لا يشبه شيء اذ نجد غزت الأسواق العربية هذه الأيام (مناديل للمتعة الجنسية ) أو (غشاء البكارة المستورد) الذي يكلف 15 دولار .هل هو ضربة للتناقضات التي نعيش بها و لمجتمعنا الذكوري الذي غض النظر عن المشاكل التي نعاني منها و أستلم المرأة كأنه لا يوجد غيرها و كأنه تركوا الله الذي يعبدون و عبدوا المرأة على الأرض من خلال حبهم الخانق لها ،بالمقابل كيف ما الرجل الشرقي يمارس سيطرته على المرأة نجدالمرأة تريد حقوقها و لا نقول مساواة لأنه يوجد اختلاف كبير بين المرأة و الرجل فلا يمكن المساواة بينهم و ما يترتب عليه و لكن نطالب بالأنصاف للمرأة فنجد أنه اذا نريد السيطرة على الرجل الشرقي و العربي خصوصا وآذلاله ممكن استعمال نفس أدواته و سلاحه و أ سلوبه بالمرأة بتحريرها ( حرر أمرأته ) .
ممكن أن تكون هذه هي الخلطة السحرية الناجعة التي قصمت ظهر البعير من خلال مفهومنا للحرية الذي كثير من الأحيان نقول شيء و نفعل شيء آخر .
المرأة هي نقطة ضعف رجالنا و هذا واضح جليا لأنه لا يوجد من يقتل من أجل المرأة دفاعا عنها الا العربي و الشرقي و تفسيره واسع النطاق ممكن من حب التملك أو خوفا من الفضيحة و المذلة للحفاظ على السمعة كما كان قديما العرب في الجاهلية يؤدون البنت (يدفنوها و هي حية ) نجد هنا كذلك التناقض نجد نفس الشخص الذي قتل من أجلها قد يقتلها أذا أرتكبت ما يخالف و يظن أنه يجلب العار عليه .
المناديل الصينية التي ظهرت و غزت الأسواق و تم استرادها رغم انها مجهولة المصدر و لم تخضع لأختبار علمي يثبت مدى صحتها و هي ضد الشرع و العرف و التقاليد العربية ممكن ان تكون ضربة قاضية للظلم الذي يستعمل ضد المراة من اولا الطبيب الذي يستغل الوضع عندما تقصد الفتاة عيادته خائفة من الأهل و المجتمع و العار و القتل و الفضيحة و كذلك من الوضع البائس و المشين الذي توضع به الفتاة الشرقية أذا ارتكبت هذا الخطاء من العلاقات الجنسية المحذورة التي هي خارج نطاق الزواج و المصيبة الأكبر الحمل دون زواج و لكن رغم ان هذا خطاء و لكن في هذا الخطاء لم تكن وحدها به بل شاركها الرجل ايضا اذ لم تقترفه وحدها .الرجل معفي من كل شيء المسؤولية ،الفضيحة و الذل فقط امتيازه كونه ذكر و التنلقض بائن كوضوح الشمس في حالتنا المزرية هذه من نتفاخر اننا المنصفين و العادلين و ليس لنا عنصرية تجاه احد فنجد اول ما نمارس العنصرية ضده هو ضد نساءنا و بناتنا .
أني لست مع هذه المناديل و لكن ممكن من شيء سيء ان يخرج حسنا، ممكن ان تكون علامة و اشارة لنعيد النظر في الظلم الذي نمارسه ضد المرأة و أن نضعها في خانة النخاسة و نقوقع قيمتها فقط جسدها و يرسمون حدودها الجغرافية بأجزاء من جسدها فقط و كأنه هذا هو رأس مالها فقط في حين ان القيمة الحقيقية الى جانب الجمالية الأنثوية في انسانيتها ، عقلها ، تفكيرها ،وسع مداركها ثقافتها و علمها الخ .
تنسى الناس حقيقة مهمة أن المجتمع السليم لا يبنى ألا بنصفه الآخر أذا تربى بقيم أنسانية سليمة و غير حيادية و أن اخلاقيات الأنسان ليست محصورة بالأجساد أنما هي بالصفات الكريمة و الشيم النبيلة و منها و لا تخفى على أحد المصداقية ، النبل ، الكرم ،المحبة ، المشاركة و الأحترام الخ ؛نجد أن التاريخ يعيد نفسه ثانية في انه لا يتشابه من ناحية ما يملك العرب من قيم اصيلة و شهامة منذ القدم و لكن مع الآسف أين هي من أجيالنا الحديثة و من مفاهيمنا .
عبرة بسيطة والعبرة لمن يعتبر
السيد المسيح قال :"لا تدين كي لا تدان ". لنأخذ عبرة من هذا القول المبارك لا نعيش بأزدواج الشخصية و الأختلافات و المخالفات و قول شيء و فعل نقيضه فنقع في متاهة شيء لا يشبه شيء .
يا مجتمعنا العزيز لا تحكم و تدين الآخر و خصوصا لا تحكم على المرأة فقط أذا أرتكبت الخطاء و مهما كان و تحكم برجمها و قتلها و تقول هذا من لدن الله و هو أمر و له حكمة في هذا حتى لا يتجراء أخرين و يقترفوا نفس الخطاء بل لنتروى و نغفر كما فعل المسيح مع المرأة الزانية عندما أرادوا رجمها بالحجر فقال لهم المسيح:"من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ". نجد الجمع تفرق و غادر المكان لأنهم أيقنوا أنه لا يوجد من هو بلا خطيئة .
لنوسع مداركنا العقلية و الفكرية و نجعلها أكثر أنسانية و نتعلم من الكاتب الروسي الكبير (ديسوفسكي) و هو يعتبر رسول روسي في هذا الزمان من رسالته التي وجهها للأنسانية جمعاء في روايته الشهيرة (الجريمة و العقاب) أن كل المجتمع الأنساني مسؤول و مشترك في الخطاء الذي أقترفه و يقترفه أنسان واحد أذ لا يتحمل الأنسان الوزر لوحده دون المجتمع بأكمله و نفس المسؤولية و المشاركة تقع على المجتمع ككل و من له أذنان للسماع فليسمع .
لتحلق أفكارنا كالطيور عاليا و نغرد في سماء صافية لنزيل غيوم التناقض الذي نعيشه و ننشد التطابق و التشابه بين ما نقول و ما نفعل لعيش حياة أكثر أنسانية و واقعية .
ميسيساغا
أماني نجار
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و


.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات شيرين الجردي


.. لبنان دعوات لحماية الاطفال من العنف الإلكتروني




.. فرحة فيلم يحاكي واقع الفتيات الفلسطينيات بعد النكبة