الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهايات عربية

معتز حيسو

2010 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هل صحيحٌ أن نهايات الأشياء تتحدد قبل بدايتها، أم هكذا أصبحت القضايا في واقعنا العربي الرسمي. الذي ترتسم فيه النهايات في بدايات موءودة إن شئنا القول الدقيق، أو عقيمة إذا أردنا التلطيف.

أن يتحول الخصاء الرمزي إلى واقع حياتي متعيّن فهذه هي المأساة بعينها. عروش حكامنا فاغرة فاها على أبنائها( كما يحبون هم تسمية المواطنين). وينتشون سكارى على أجسادهم الممزقة أحلامها.

فقبل أن يبدأوا في ( سرت ) كانت النهايات مرسومة، لم نصمت أو نصمد أمام التلفاز، لأن الشعارات وحدها هي الباقية( حتى هذه باتت زائفة).

تخلصنا من وهم المراهنة على انتظار الجديد. لماذا ؟؟ لأن قممنا العربية عرّش عليها وهم الشعارات .... والعنكبوت أطبق على منافذها.

أحلامنا سدت منافذها على أبوابها، لأن نتائجها موصومة بأختام الهزائم والانكسارات، وومضات الكاميرات لم تعد تخفي خلفها ما جلَّ وعظم من هول الخلافات والتناقضات. فإذا كنا محكومون بالأمل، فأملنا بذاتنا ولن يخرج عنها.

الشعب السوداني يئن تحت هول معاناته وانقساماته ونزاعاته المفتوحة على المجهول والخراب. اليمن السعيد( التعيس في حقيقة الأمر) لا حول ولا قوة، تستنزفه صراعاته الداخلية،والتدخل في شؤونه الداخلية مفتوح لمن يستطيع أو يشتهي. ولا من مجيب لنداء الضعفاء المحرومين من أبناءه.

فلسطين : لا أحد يدري كيف سيؤول حال أهليها، فالمفاوضات تبدأ لتنتهي على واقع جديد من ازدياد التوسع الاستيطاني،والتجريف والتهويد والتهجير والقتل ... فمن نلوم، أعداءنا أم ضعفنا وتعلّق حكامنا والقادة الفلسطينيين بسراب المفاوضات....؟

إذا أردنا يمكننا أن نقول بأن واقعنا العربي متشابه لحد التماهي أو التطابق، اقتصاداتنا في تراجع يصل لحد الانهيار، مجتمعاتنا تعاني الوهن والتفسخ والتحلل.. حكامنا منقسمون على ذاتهم وما بينهم، يجمعهم فقط الصور التذكارية وقمع شعوبهم، لأن عهد المصالحات ولى وأصبح من نسج الخيال.

فعلى ماذا يكون الاتفاق بينهم، والكل منقسم على تناقض، بين أحلام المقاومة ووهم التطبيع والمساومات المفتوحة على المجهول، محيطنا الإقليمي يغزونا من بوابة ضعفنا وفرقتنا لدرجة بات جوارنا الإقليمي حلم نهضتنا الموهومة.. التي لن تأتي .

فإذا كان المواطن العربي مطية لارتقاء العروش، فماذا تبقى من أحلامنا التي يتوجها الظلام والمجهول.

( سرت) بداياتها كانت نهايات لأوهام مبعثرة متناثرة، لقد أشرعت الأبواب على المجهول، أحلام الفلسطينيين إلى زوال، والعراق إلى جحيم التناقض والصراعات الداخلية، لبنان يجب أن يبقى بضعفه وتناقضاته يسير إلى نهاياته اللامحدودة. المواطن السوري بالوهم والأمل بالله يعيش.....

ماذا قدم الحكام العرب لمجتمعاتهم في سرت( قلنا ونعيد) الفقر العربي في ازدياد، التفكك لا يحده إلا السراب، الإذلال حدث ولا حرج، الفساد لا يوجد بارقة أمل لتجاوزه أو زحزحته عن عروشه المذهبة المزركشة، القمع والظلم...

إذا كانت قوة الدول تُستمد من قوة مجتمعاتها وتماسكها، ومن المواطن الذي يتمتع بحقوق المواطنة... فإن دولنا لا مثيل لها، لأن قوتها مستمدها من إضعاف وتمزيق مجتمعاتها، فحكامها متوجون على عروشهم بفقر مواطنيهم وتهميشهم واحتوائهم ....

لذلك نقول بأن ( سرت) انتهت إلى لا شيء. أو خلصت إلى فراغ مجهول القرار. أو انتهت قبل أن تبدأ. فلا الوحدة العربية أو المشروع القومي العربي، أو التعاون والتنسيق التضامن، أو الدفاع العربي المشترك ظل هدفاً عربياً مشتركاً، بل أصبح في الذاكرة المنسية و الخطابات. هموم المجتمع والوطن والمواطن هي الغائب الأبرز، فقط السلام الاستراتيجي والتسويات الهزيلة والحوارات المفتوحة المباشرة وغير المباشرة، والمساومات المفضوحة أهدافها ومساراتها مفتوحة لآجال لا يعلمها إلا الله. وما على المواطن العربي إلا الرضوخ ويداه مبسوطتان للسماء، علّ الأيام المقبلة تحمل له وهماً لبشائر جديدة.

************************************************************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حجر النرد خاننا
حالم ( 2010 / 4 / 9 - 21:15 )
حجر النرد استقر 22 مرة على نتيجة واحدة وما زال ..

اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران