الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغزال الشارد

نورس محمد قدور

2010 / 4 / 8
الادب والفن


شخصيات القصة:
1. الملك(الأسد)
2. الغزال المسن الجريح
3. الغزال الشارد (ولد الغزال الجريح)
4. الغزال الصغير الأبيض (الضحية)

شكله جميل ذو شعر ناعم ومسبل وعينان ثاقبتان فهو قوي ويهابه الكثير، وذو سرعة عالية، في الحقيقة هو يستحق التسمية التي تطلق عليه، إنه الملك... هكذا هم ينادونه! ولم لا؟ لكن...
وذات يوم كان هناك غزالاً فتياً شاردا، قلقاً، حزيناً، ماذا يفعل لأبيه المسن الذي جرح إثر مطاردة ذلك الملك لهم منذ سنواتِ غير بعيدة. مازال الغزال الجريح يذكُر ذلك اليوم الذي لن ينسى، حينما اختطف الملكُ غزالاً صغيراً أبيضاً من تلك الجماعة وقطّعه أمام أمه فسالت دماه على ذلك التراب الذي ترعرع عليه و نما به عيشه وعشبه، و سالت دموع أمّ ذلك الغزال الأبيض أنهاراً وبحاراً حتى غسلت الدماء التي على الأرض، لكن لا يوجد قوة تمحوها من ذاكرتها إلا النسيان، ولن تنسى ما دام الأسد يحكم غابتها.
منظرٌ مازال يُرهب ويُكدر صفو الجميع، ويزيد ألم وجرح من عاشوا ذلك الحدث.
فالحزن يتبع الحزن وذلك الغزال الفتي يلازمه الشرود والقلق على أبيه، إلى أن عاد ذلك الملك لتلك الجماعة ثانيةً، فهي الأقرب منه والأضعف! وطارد غزالنا الشارد (ابن ذلك الغزال المسن الجريح)، واستمر بملاحقته إلى أن أبعده خارج تلك البقعة بعيداً حتى لا يَعَرف طريقاً للرجوع، كما يفعل مع كل الغزلان الفتية، لكي يتسنى له أن ينقضّ على الغزلان المسنة فيكون بذلك ضمِن كبر سنها ووحدتها من غير سند، لكن الريم كانت حبلى فوضعت اثنين وهذا ما خفف عنها وعن الجريح حزنهما على فقد غزالهما الشارد .
فقد أصبح الغزال الشارد شريداً أيضاً وعاش في مكانه الجديد لا يعرف ولا يألف أحد وبقي في ذاكرته وعالمه الذي خلّفه وراءه هناك منطوياً - كما طوي ذلك الكتاب الذي سُطرت به أعمال الأُسود- مسجونا لا يرى صيفاً ولا شتاءً، إلى أن أتى أحدٌ (غزالٌ شريدٌ آخر) يواسي قلبه المعذب، وقد حَكَم عليه أيضاً أسده الذي كان أخاً لذلك الملك ومجاوراً له في الغابة، فهو يتعلم القسوة والجبروت وأساليب المطاردة والافتراس من ذلك الملك، فحكم عليه بالنفي خارج الغابة مدى الحياة!!!
فحزن غزالنا الشارد عليه حزنا كاد أن ينسيه السؤال عن جماعته وأبيه الجريح وهل التئم جرحه؟ فكيف لجرح أن يلتئم والجارح مستمر بجراحه وعذابه- فأخبره أن جريحك زاد ألمه وتثاقلت حركته وهو يتمنى رؤيتك.
أراد غزالنا الشارد الرجوع إلى الغابة لرؤية أبيه لكنه لم يستطع لأن الأسد ذو شخصية حازمة فربما لن يسمح له بالدخول إلا مقطّعاً، فجلس غزالنا الشارد في غربته وتشريده وسط حيرةِ وألمِ وعذاب، يتأمل اليوم وما قبله وما بعده، يتذكر الماضي الأليم الذي أبعده ويستعجل المستقبل البعيد الذي يقربه وينجيه ويعلي شأنه والواقع المرير الذي يتوسطهما. فغفي من شدة تعبه وتفكيره وقد رأى حلما غريباً يصعب تفسيره وفك ألغازه ورموزه، فقام من غفوته كئيباً وجلس في مكانه ولم يترك إلى أن جاءه عند شروق اليوم التالي من يخبره بأن زلزالاً قوياً أصاب تلك المنطقة فالحيوانات كلها فزعت وهربت إلا الأسود اغترت بقوتها ، وأنه لا يوجد قوة تزلزلها، فضلا عن أنها تشبثت بمملكاتها، فأصابها ما يتمناه كل عدو لعدوه وقعت الممالك على ملوكها، .....وعادت الغزلان إلى أحضان أبويها وقرّت عيونهم بذلك اليوم وأصبحت الغابة مملكة للغزلان وجنة لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة