الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد والصدريون في اللعبة الجديدة

ئارام باله ته ي

2010 / 4 / 8
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



انتهت فصول المسرحية التي أعدت في ايران من قبل (مقتدى الصدر) وبعض المختصين في اخراج المسرحيات للجمهورالعراقي ، فبزغ نجم بطل جديد قديم بعد افوله لسنوات عدة .
احتفظ الصدريون بالكرة في ملعبهم وأوهموا الاخرين بأنها في ملعب الجماهير ، ليضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد ، من خلال انتخابات مدروسة بعناية . لكن من يؤمن بنتائج انتخابات سطحية بدائية ، والجدل لازال محتدم حول شرعية انتخابات جرت تحت انظار مراقبين دوليين ومحليين وبوجود أجهزة متطورة ؟ ! .
لم يصطدم الصدريون مباشرة بخصومهم ، وهذه نقطة تسجل لهم ، لكنهم صفوا حسابات قديمة من خلال هذا الأستفتاء . لقد أبعدوا المالكي نهائيا من تولي ولاية جديدة ، عقابا له على قسوته وحزمه مع جيش المهدي ، وتحجيما لشعبيته المتنامية باطراد خشية سحب بساط البيت الشيعي من تحت أقدامهم ، حيث لايخفى تقدم المالكي على اعرق بيتين من بيوتات الشيعة في العراق ، بيت ال الصدر وبيت ال الحكيم . وفي هذه الأجواء كان لابد لمقتدى أن يزيح ابن عمه (جعفرالصدر) من منافسته على عمادة بيت الصدر ، والأستئثار بتركة العائلة المعنوية ورأس مالها الرمزي . وكان مخرج المسرحية غير عطوف بمرشح المجلس الأعلى الأسلامي (د. عادل عبدالمهدي) لدوافع عديدة لاندرك اي منها تمثل لديه الأولوية . هل بسبب ماضي الدكتور عبدالمهدي الغيرالأسلامي فكريا؟. أم بسبب علاقاته المتميزة مع فرنسا خصوصا وبقية دوائر صنع القرار الغربي بصورة عامة ، وهذا ما لايروق لايران ؟ أو أن ذلك يخضع لمعادلة التنافس التقليدي الموجود بين ال الحكيم وال الصدر على زعامة الشيعة ( الأسلاميين ) في العراق ؟ أو لجملة هذه الأسباب المذكورة مجتمعة ؟ . في هذه الأثناء ، اذا كان الصدريون بين خياري الجعفري وعلاوي ، فلن يختاروا الأخير، لكونه رجل سياسة علماني وقائمته مدججة بالسنة ، بالاضافة الى قرب علاوي وعلاقاته المميزة مع أمريكا التي لازال الصدريون لايخفون العداء لها سواء من قناعة ذاتية او بغمزات ايرانية ، وهذا ما لن يجعل حبل الود بين الطرفين متماسكا لأمد طويل . ناهيك عن أن علاوي قوي بكتلته وثقله السياسي في المشهد العراقي . في حين أن تولية الجعفري الضعيف نسبيا زمام السلطة بواسطة وبقوة الصدريين سيجلعه مرغما على تأدية فروض الطاعة والولاء للقائد الشاب مقتدى وعدم مخالفته والانصياع لرغباته ، أي ان الجعفري سيكون مكبلا بشروطهم ويحكم تحت منتهم . وهذا عمليا يعني امتلاك الصدريين لمفاتيح القرار السياسي ليطبقوا من خلال ذلك أجندتهم الخاصة دون أن يتعرضوا لنقمة الناخب اذا فشلت الحكومة في تحسين الداء الخدمي واستتباب الأمن . انهم يريدون رئيس وزراء بالنيابة .
اذا أصر الصدريون على ترشيح ( الجعفري ) ، فان بوادر أزمة جديدة ستؤجج ، العملية السياسية المتعثرة أصلا في غنى عنها . اذ من الصعب أن يتنازل ( علاوي ) الحائز على 91 مقعد ، والمالكي صاحب ال 89 مقعد ، لشخص لم يفز تياره سوى بمقعد واحد داخل (الأئتلاف الوطني ) ، وهذا قد يترك غصة في صدر المجلس الأعلى أيضا وهم الذين فازوا بأعلى نسبة أصوات داخل ائتلافهم الا أن النظام الانتخابي وعدم انضباطهم لناخبيهم وقواعدهم جعلهم يفقدون كل مافقدوه من مقاعد لمصلحة الصدرييين .

لوا نظرنا الى مرشح الصدريين من جبال كوردستان ، فلا يستبعد وجود (فيتو) كوردي على الجعفري الذي لم يكن على ود تام معهم أثناء فترة ولايته الوزارية القصيرة ، الأمر الذي أبعده من تولية رئاسة الوزراء فيما بعد . وربما هذا مادفعه كرد فعل الى التناغم مع طرح ( الهاشمي ) بضرورة أن يكون رئيس الجمهورية عربيا . لقد أسقط الكورد الجعفري من قبل فهل يقبلون به الان ؟ .
كان الكورد فيما مضى صناع رأس هرم السلطة التنفيذية في بغداد ، والان يحاول الصدريون مزاحمتهم على هذا الدور ، الأنكى من ذلك أنه بقدر حماس الكورد للفدرالية ، يرفضها الصدريون . هل هذا من شأنه خلق صراع بين الكورد والصدريين ؟ ومعروف عن الكورد تصلبهم في المواقف ، في الوقت الذي ترى فيه الصدريين رجال دين أكثر من رجال سياسة . في ظل هذه التناقضات فان السبيل الى فك شفرة تعقيدات اللعبة الساسية في العراق ليس بالأمر الهين ، والضريبة لايدفعها الا المواطن العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصدريون يعرقلون تشكيل الحكومة
لانا احمد ( 2010 / 4 / 8 - 15:27 )
على القوى السياسية العراقية البارزة وفي مقدمتهم الكورد الحذر من الصدريين.. والعمل على احتواءهم بكل الوسائل.. بعدما اثبتت الايام صعوبة نضوجهم السياسي.. وفقدانهم العقلية البرغماتية.. وانصياعهم لزعامات (سطحية .. مثيرة للتساؤلات)..


2 - الصدريون يعرقلون الحكومة
لانا احمد ( 2010 / 4 / 8 - 15:32 )
الشارع العراقي .. والكورد.. وباقي القوى السياسية.. .. مرهونين (بـ 44) صدريا بالائتلاف الوطني حاليا.... وهذا يجعل مصير الشعب العراقي مهدد بخطر كارثي.. لذلك الاسراع بالاندماج بين القوائم الرئيسية.. يفك القيود المخيفة عن كاهل العراقيين.. والمتمثلة هذه القيود بالصدريين وفوضويتهم وخطورة خلفياتهم..


3 - مهزلة مقتدى الصدر
abu lara ( 2010 / 4 / 8 - 16:26 )
استاذ ارام المحترم
بالفعل تطرح مواضيع مهمة .مقتدى الصدر الرجل الذي لا يصلح سوى ان يؤجر محل و يضع بها الالعاب الالكترونية (اتاري) و يعمل مع الاطفال . الان يصبح طرف بالسياسة العراقية .يا سبحان الله .. اتمنى للعراق الامن و الامان و ان يبعد العراق من شر كل شرير
مع التحية
ابو لارا

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة