الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يشكل الحكومة

ايمان محسن جاسم

2010 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


رغم إن الشعب العراقي أنتخب ممثليه في البرلمان وكان يأمل في تشكيل حكومة عراقية وطنية تمثل الشعب العراقي وخياراته التي أفرزتها معطيات الانتخابات,الا إننا وجدنا جولات إقليمية عديدة لأطراف عراقية عنوانها المعلن للإعلام ( تبادل العلاقات الثنائية ) رغم إن هذه العلاقات وتنظيمها من اختصاص الحكومة العراقية, لكن الغرض من هذه الزيارات هو التباحث في شأن تشكيل الحكومة العراقية القادمة , وهذا ما يستغربه المواطن العراقي الذي عانى كثيرا من تدخل دول عديدة في الشأن العراقي مما يؤثر سلبا على مجمل الأوضاع الأمنية والاقتصادية وحتى الثقافية في البلد , ووجدنا بأن الكثير من قادة البلاد توجهوا في رحلات إلى دول عديدة بوقت واحد تاركين البلد يعيش فوضى أمنية وهذا ما يجعل المواطن العراقي يتساءل من يشكل الحكومة العراقية ؟؟ وفق الدستور العراقي نجد إن البرلمان هو السلطة التشريعية الأعلى في البلاد وهو الذي يمنح الحكومة الثقة ويسحبها منها . أما في الواقع فإننا نجد بان دول الجوار والمنطقة هي من تشكل هذه الحكومة أو تحاول على أقل تقدير إيجاد منافذ للعبور منها بغية تغيير مسارات السياسة العراقية القادمة بموجب مصالح هذه الدول وليست وفق ثوابت ومصالح العراق وشعبه وهذه الجولات توحي بذلك وهي رسائل صريحة يفهمها الشعب العراقي , وهذا الشعب بات متمرسا في الشأن السياسي ويستطيع استقراء الوضع بموجب معطيات عديدة تأتي في مقدمتها معطيات الوضع الأمني الذي تردى كثيرا في الآونة الأخيرة وهو يعكس بالتأكيد الفجوة الكبيرة بين القوى السياسية الساعية لتشكيل حكومة , فكلما ازداد الوضع الأمني سؤ تأكد للمواطن العراقي بان حدة الخلافات السياسية تشتد على هذا المنصب أو ذاك وهذه الوزارة السيادية أو تلك وفي النهاية المواطن هو من يدفع فاتورة الخلافات وتدخلات الدول الإقليمية , وما نود أن نطرحه اليوم يتمثل بأننا يجب أن نعي حقيقة مهمة بأن دول الجوار العراقي لا يمكن أن تتفق في ابسط الأمور وشعارها الدائم (( اتفقنا أن لا نتفق) ولدينا من الأدلة الكثير وليس ببعيد علينا قمة سرت الأخيرة , يضاف إلى ذلك المواقف المتباينة للدول العربية إزاء الكثير من القضايا الجوهرية في المنطقة وفي مقدمتها بالتأكيد مسألة الديمقراطية ومدى إيمانها بها كنظام بديل للشمولية التي تسيطر على النظم السياسية في المنطقة بل إن الكثير منها لم يكن مؤيدا للعملية السياسية في العراق ولا زال يطالب بعودة (البعث للسلطة ) ويأوي الكثير من رموز البعث الفاشي بل ومنح بعضهم الجنسية والحماية وبالتالي فإن هذه الأنظمة لا يمكن أن تفكر بمصالح الشعب العراقي بل تسعى جاهدة لعرقلة مسيرة الديمقراطية في البلد , ناهيك عن نقاط التقاطع الفكرية والأيدلوجية معها فيما يخص التعددية الحزبية في العراق والنظام السياسي القائم على التداول السلمي وفصل السلطات واحترام خيارات الناخب العراقي . نقولها بصراحة بأن المواطن العراقي قلق جدا من إمكانية ولادة حكومة عراقية مشوهه تتقاذفها رغبات دول الجوار التي تحاول أن تجعل من العراق ساحة مواجهة دائمة بينها وبين الغرب ممثلا بأمريكا من جهة ومن جهة ثانية أن تجعل من الساحة العراقية حلبة لتصفية حساباتها مع القاعدة ولكن بدماء عراقية . من هنا نتمنى من قادة البلاد أن يكونوا بمستوى المسؤولية ألتي منحناهم إياها وأن يسعوا لتشكيل حكومة عراقية قوية وطنية وأن بغداد وأربيل والسليمانية والنجف والبصرة وبقية مدننا العراقية هي المكان الوحيد للتشاور والتباحث بغية تشكيل حكومة ولا يمكن لمدن أخرى خارج حدود الوطن أن تكون بديلا للعراق والعراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاغرابه
شمران الحيران ( 2010 / 4 / 10 - 22:15 )
الذي يستغرب من صناعة حكومه خارج العراق لايمكن ان يكون متابع معني بالشأن العراقي كون دول جوار العراق وخصوصا ايران تملك نصف في السلطه ونصف اخر بالمعارضه وهذا تجلى من اول يوم سقوط الدكتاتوريه..والدليل الذي يدعم ذلك هو التصريحات الاخيره للسيد الاديب الذي اعتبر كل المهرولين لدول الجوار هم من اصحاب المشاريع المشبوهه متناسيا دوره هو الاخر كان اول من افتتح مارثون السباق الاقليمي لينال بركةالمرشد تحرزا من عيون الحاسدين....مع التحيه والاحترام

اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه