الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي يرقص مذبوحا من الالم

نوري جاسم المياحي

2010 / 4 / 9
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


المشهد السياسي يثير في نفس المواطن العادي الغضب المكبوت والحزن ولابد للقدر ان يستجيب وينفجر هذا المواطن ثورة لاتبقي ولاتذر .. ومن حيث لايدرك القادة اسياسين من اين ومتى ستنفجر هذة الثورة .. ولو كانت عندهم ذرة من العقل والحكمة والحنكة لاخذوا العبرة من ثورة الشعب القرغيزي .. فلصبر الشعوب حدود كمايذكر التاريخ .. كل مراقب للمشهد السياسي اليوم من المنصفين والمحايدين المستقلين يلمس البون الشاسع بين القيادات السياسية وواقع حال الشعب المزري .. الشعب الجائع والفقير والمريض والمسحوق يعيش في اشباه البيوت والصرائف ويعتاش على اكوام الزبالة .. نجد الساسة يعيشون في قصور صدام وفي المنطقة الخضراء وعوائلهم سعيدة امنة مطمئنة في العواصم العربية والغربية ..وغير مباليين بمشاعر المواطن المسكين الذي ركض مسرعا لصناديق الاقتراع ليعطي الشرعية لهم .. وبعد ان تأكدوا ان الكرت الاخضر اصبح بأيديهم .. تنفسوا الصعداء وبدأو التحرك ببطأ و على أقل من مهلهم .. زيارات ثنائية لبعظهم البعض .. قبلات لحي .. ضم بالاحضان .. ولائم بما لذ وطاب ..قهقهات يسمعها القاصي والداني .. وبعد الانتهاء يلبسون وجوههم الرسمية .. ويخرجون الى المصورين والاعلاميين بتصريحات .. للضحك على المواطن .. تباحثنا وتناقشنا .. وكل طرف يؤكد ان وجهات النظر متقاربة والمباحثات كانت جدية وايجابية وبناءة .. وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي يتوجه فورا للمطار ليركب الطائرة اما للشمال او عمان او زيارة العائلة في لندن او باريس او واشنطن .. المواطن المسكين يموت ويجرح في انفجار هنا او هناك .. الشرطي والجندي اول الضحايا والشهداء .. ويخرج الناطق الرسمي .. ليصرح التفجيرات الاجرامية نفذها البعثيون والصداميون وتنظيم القاعدة .. ويؤكد وجود اختراقات للاجهزة الامنية ( مسكينة هذه الاجهزة ) .. وبعد ساعات يعلن القاء القبض على المنفذين .. وعشرات من المشبوه بهم .. انا لا امتلك الادلة على تكذيب او تصديق الناطق الرسمي ..ولكن تسلسل التفجيرات وتوقيتاتها والاهداف التي تستهدف تثير الشكوك في نفسي في من وراء هذه الجرائم وبحق ابرياء شعبنا .. ولاسيما بعد ما ذكره شاهد عيان وثقة بالنسبة لي .. ومن سوء حظه ان كان موجودا من منطقة الانفجار الاخيرفي الصالحية .. ومن حسن حظه انه خرج ناجيا وحيا.. يقول انه شاهد طائرة هيليكوبتر اطلقت ثلاث صواريخ في نفس توقيت الانفجار .. وفي اتجاه اخر غير الصالحية .. فليس مستبعدا او غريبا ..على كل من شاهد الفلم الخاص بقتل مراسل رويتر الشهيد نمير ومساعده وقتل 12 عراقي وبدم بارد ونسف سيارة الانقاذ الذي عرضته كل فضائيات العالم .. مما يثير الشك في النفس ولايسبعد ان صاروخ يستهدف سيارة او دار ..ويعلن انه عبوة او سيارة مفخخة او انتحاري بحزام ناسف ولاسيما واننا نعلم ان التكنولوجيا الحديثة تمكن اصابة الهدف حتى لو كان بحجم باكيت السيكاير وبدقة متناهية .. تساؤلات عديدة تحتاج الى شجاعة عراقية وصدق وشفافية وخبرة مهنية .. للاجابة والتوضيح لعذه الاحتمالات .. بدلا من التسرع و توجيه الاتهامات العشوائية والتي تحتاج للادلة والبراهين .. والا الى متى يقتل العراقي ولا يعرف القاتل ؟؟؟؟ والمؤسف ان الامم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى .. ومخابراتهم تعرف القتلة والمجرمين ولا تحرك ساكن .. كلهم يتفرجون على سيول الدماء العراقية ولايبالون ..ولايقدمون اي شيء لحماية هذا المواطن المظلوم .. الى درجة قد يتصور الواحد انهم من وراءها !!!!!
لقد راهن العراقيون على الانتخابات الاخيرة لاحداث التغيير فخلال السنوات السبع الماضية .. كانت الاوضاع المعاشية والخدمية تتجه نحو الاسوء يوماً بعد اخر فعندما ذهب الناخب الى صندوق الاقتراع كان يأمل باحداث تغيير جوهري كما وعدوا .. ولكن المراقبين للاوضاع السياسية باتوا لا يعلقون اي امل على نتائجها والمؤشرات تكمن في عدة امور منها .. قانون الانتخابات والذي فصل على قياس الكيانات الحاكمة .. دور مفوضية الانتخابات ( اللامستقلة ) والناخب المسكين و الجاهل والمحبط الذي اجبر ان ينتخب رموز كتل وسلبت منه القدرة على انتخاب ممثليه الحقيقين وحصرت العملية في عدة رموز اهمها المالكي وعلاوي والائتلاف الوطني بقيادة الحكيم .. اما التحالف الكردستاني فكان من المعروف والمتوقع ما سيحصل عليه من مقاعد.ولايحتاج الى رموز فرموزه معروفة ..
المراقب السياسي يلاحظ ان الصراع الحالي ينحصر على تقاسم المناصب الرئاسية وبدوافع نزعة الانانية والشخصانية عند رؤوساء الكتل والنظرة الحزبية الضيقة. والولاءات لدول الجوار ومن هنا نستنتج بالرغم من مرور سنوات على السقوط نجد ان الطائفية لازالت معشعشة والتعصب القومي للاكراد سمة بارزة .. فقائمة العراقية التي حصلت على اكبر عدد من المقاعد ذات التوجه العلماني وتمثل الاكثرية فيها طائفية معينة ومعروفة وولائها للدول العربية اما في المقابل فهناك قائمة دولة القانون والتي حصلت على عدد مقارب من المقاعد للعراقية والتي تمثل الطائفة الثانية من العرب .. والنزاع بين زعيمي الكتلتين على رئاسة الوزارة غير خافي على احد وهو نزاع شخصي اكثر مما هو مبدأي .. اما الكتلة الثالثة وهي كتلة الائتلاف الوطني فقد فاز الصدريون باغلبية المقاعد فيها مما غير التوازنات فأصبحوا هم بيضة القبان بدلاً من التحالف الكردستاني .. والتحالف الاخيروللاسف الشديد ومن خلال مجلس النواب السابق كانوا يلعبون دور الثلث المعطل لكل القوانين والتشريعات التي تحال الى مجلس النواب. مما سبب في الكثير من المشاكل التي نعاني منها اليوم .. وزرع الخوف والرعب في قلوب عرب العراق وهم اكثرية الشعب
ان تأخير البت في نتائج الانتخابات والسجالات التي لا زالت الى اليوم بين الاطراف الفائزة وتأخير عقد جلسة مجلس النواب الجديد أو تشكيل الوزارة الجديدة والتهديدات المبطنة لبعض القوى السياسية التي صاحبت الانتخابات . كلها تؤثر بشكل مباشر على الملف ولا سيما تدخل وضغوط القوى الاجنبية والمؤثرة المعروفة.. والتي تريد ابقاء العراق ضعيفاً ومع الاسف نجد ان القادة السياسيون لا يدركون هذه الحقيقة المرة لانهم يفتقرون الى الحس الوطني العراقي.. فبدلاً من معالجة الوضع العراقي بينهم كعراقيين .. نراهم يتراكضون الى دول الجوار .. اليوم عادل عبد المهدي في الكويت .. العيساوي في دمشق .. الهاشمي كان في قطر وذهب للبحرين .البولاني كان في قطر وذهب الى اربيل .. وفد من التيار الصدري ذهب الى مصر وبعدها يذهب الى تركيا.. وقبل كل هذا الجميع حجوا الى طهران لنيل مباركتها ورضاها .. الساسة العراقيون يفتقرون الى القرار العراقي الخالص. بعيدا عن تأثير كل دول الجوار.. والا لن تقوم لنا قائمة كما اعتقد ..
لنناقش الجرائم الاخيرة التي ارتكبت موخراً ..
1- جريمة اغتيال (25) انسان برئ في منطقة هور رجب ومن طائفة معينة. والقيت التهمة على الاجهزة الامنية بحجة انها من الطائفة الثانية التي تختلف بالمذهب مع الطائفة الاولى ..
2- جريمة تفجير السفارات .. وهي رسالة للدول العربية ودول العالم مغزاها .. ان الامن هش و لازال مفقود واياكم والعودة لبغداد .. والهدف الجهة التي ورائها معروفة وذهب ضحيتها 40 برئ وعشرات الجرحى .
3- جريمة تفجير البيوت السكنية في مناطق كالكاظمية وغيرها من المناطق ذات الاغلبية الطائفية المعروفة وصورت هذه الجريمة وكأن من نفذها جهة تنتمي للطائفة الثانية .. وقد استشهد 49 برئ وجرح العشرات ..
الدوافع وراء هذه الجرائم اصبحت معروفة وليس من السهل توريط المواطنين فيها مرة ثانية .. ان الايادي الخفية التي تخطط وتضرب اهداف مثل هذه لها اجندتها الخاصة .. والتي تصب في اشعال الفتنة الطائفية ثانية كما فعلوا في الفتنة الاولى وان شاء الله ستخيب مخططاتهم .. وتمزيق وحدة الشعب هو الهدف الثاني .. والهدف الثالث هو تهيأة الاجواء لتقسيم العراق .. والهدف الرابع هو اقناع العراقيين والعالم ان العراق لازال بحاجة الى مساعدة وحماية قوات الاحتلال الامريكي .. وبكلمة اخرى الى بقاءها .. الهدف الخامس ابقاء العراق ضعيفا هزيلا بحاجة الى عطف الاخرين .. فهل يدرك سياسينا الاشاوس هذه الاهداف التي يريد اعداء العراق تحقيقها ؟؟؟؟ لا اعتقد ذلك . وسيعودون للمحاصصة باسم الشراكة الوطنية او الائتلاف التي دمرت البلاد والعباد .. وستذهب السنوات الاربع القادمة هباءاً كما ذهبت التي قبلها .. والله يكون في عون الفقراء والمعدمين.
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا ما نستطيع فعله
nfsa ( 2010 / 4 / 9 - 21:59 )
بعد قراءتي لهذه المقالة التي تعبر بحق عن الواقع المرير الذي يدفع فيها العراقيين دمائهم من غير ذنب ارتكبوه سوى انهم ارادوا العيش بسلام وامان.لم اجد اي تعليق على الموضوع سوى التصويت 100 بالمئة فقلت مع نفسي هل هذا كل ما نستطيع فعله؟


2 - متى نتعلم ؟؟؟
نوري المياحي ( 2010 / 4 / 9 - 23:08 )
اشكرك يا استاذ nfsa على ملاحظتك المهمة .. كل كاتتب يهمه راي القاريء بما يكتب .. فالتعليق جزء من الحوار الذي نحتاج ان نتعلم عليه وهو جدا ضروري لنا في هذه الفترة العصيبة التي نمر بها نحن العراقيون .. ويبدوا لي ان الالم اصبح عندنا اصبح سجية .. ولا نحس به .. ولا عطيك مثلا .. لو ذممت السيد السيستاني لسكوته عن مايحدث .. لعلقوابالمئات .. ولو .. مدحت البعثيين .. لاشبعوني سبا وشتيمة ..بالالاف .. وعندما اضع اصبع الاتهام على طرف ثالث غير البعثيين والقاعدة كما فعلت في مقالي هذا .. غير مهم عندهم .. الرئيس الامريكي أوباما يحزن ويشارك عوائل الضحايا لمنجم انفجر عندهم وهلك 25 امريكي قضاءا وقدرا .. وعندنا يموت الالاف ولا احد يهتم .. لان العراقي اصبح بلا قيمة تذكر.. متى نتعلم ؟؟

اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!