الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيادة الرئيس شكرا ولكن

عزام يونس الحملاوى

2010 / 4 / 10
القضية الفلسطينية


انتهت اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضية رفيق الحسيني, وسلمت التقرير والتوصيات إلى السيد الرئيس فى5-4-2010, وحملت اللجنة توفيق الطيراوى المسؤولية الكاملة حول فضيحة الحسيني ,ورفضت جميع المبررات التي قدمها الطيراوى خلال التحقيق معه، واعتبرت أن ماقام به الطيراوى كان تجاوزا ومخالفا للقانون، وأوصت بإقالته من جميع مناصبه الأمنية. وأكد الرئيس على التزامه التام بتنفيذ توصيات اللجنة, واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من تجاوز القانون0 وبناء على ذلك, أمر الرئيس ابو مازن بإعفاء كل من الطيراوى ورفيق الحسيني من جميع المهام الموكلة إليهم ,وأدان الأساليب القذرة التي تستخدم في التجسس على المواطنين, ووعد باتخاذ كافة الإجراءات الرادعة لمحاسبة هؤلاء المرتزقة, وأعطى تعليماته لوزير الداخلية بحظر أي انتهاك للحريات الشخصية, وبحرق كافة التسجيلات المصورة الموجودة لدى المخابرات والوقائي لكافة الشخصيات والمواطنين بمختلف انتماءاتهم, وخاصة الجنسية منها, وتشكيل لجنة للإشراف على إتلاف التسجيلات0
سيادة الرئيس شكرا, يعلم الشعب إن هذه القرارات ,تدخل ضمن الإجراءات الرادعة لمحاسبة الفاسدين الذين لوثوا سمعة الشعب الفلسطيني وقضيته, وقدموا خدمات مجانية للأعداء في تشويه قضيتنا, والتشكيك في سمعة سلطتنا ومؤسساتنا ومشروعنا الوطني, فليس بأمثال هؤلاء الفاسدون يتحقق حلم شعبنا في الحرية والاستقلال, فليذهبوا إلى الجحيم0
إن كل ماقمت به ياريس لحماية شعبك من بعض الدخلاء والفاسدين, نقدره لك عاليا ونفتخر بذلك ,لأنك ستمنع انتهاك الحريات الشخصية وخصوصية الإنسان الفلسطيني وكرامته ، لكن ألا ترى إن هذا القرار مازال ناقصا ولم يكتمل بعد؟؟؟؟؟؟؟؟0
سيادة الرئيس إن شهادتك للحسيني بالبراءة والأداء المتميز, وعدم إشارة تقرير اللجنة إلى ما يدل على استغلال موقعه لتحقيق منافع شخصيةأوالابتزاز, فهل هذا يتفق مع المشهد الذي شاهده الناس جميعا ؟؟إن المشهد وضح مدى انزلاق احد قيادات الشعب الفلسطيني بموقعه الحساس إلى موقع الرذيلة, بما يتنافى مع قيمنا وأخلاقنا وديننا, إنسان رآه الشعب وهو عار في مكان ومشهد سئ, فماذا كان يفعل؟؟ الم يكن في ذلك المكان بحكم مكانته الوظيفية مستغلا إياها بهذا الشكل المقزز بغض النظر إن كانت مؤامرة أم لا؟؟؟
السيد الرئيس ,إن الشخصيات الفلسطينية عندما تكون في موقف مثل موقف الحسيني فلا تعتبر هذه حرية شخصية, لأنها تمثل وتعمل في مؤسسات دولة وأماكن حساسة, لها خصوصيتها وحرمتها وأمانتها وأسرارها, مثل الرئاسة التى تمثلها أنت, وأنت تمثل الشعب الذي انتخبك عن حب وطواعية, فهذا إساءة لك ولنا ولقضيتنا الوطنية0 هذا أمر لايعقل أن يقع به مسئول في حجم الحسيني آو غيره, واعتباره خطأ شخصي,أو من ضمن حياته الشخصية , بل كان يجب أن يقدم للمحاكمة ليدفع ثمن مافعله, وليعرف هو وأمثاله يانه يوجد قانون سيحاسب بموجبه اى فاسد يعبث بسمعة هذا الشعب وقضيته, وانه لافرق بين وزير وغفير والكل سواسية عند الخطأ أمام القانون0إن من خان الأمانة التى اؤتمن عليها, وخان وطنه, وعائلته المناضلة وشوه سمعتها من اجل نزوة لايستحق التقدير, لان هذا سيشجع الفاسدين ,والحكم في النهاية الجلوس في البيت مع التقدير والاحترام وكافة الامتيازات0
سيادة الرئيس أما الطيراوى, فهل يعقل أن شخصا مثله اؤتمن على حماية شعبه وقضيته وإسراره, أن يتصرف بهذه الطريقة المذلة لشعبنا؟؟ أم أن سياسة الإسقاط والابتزاز والتسجيلات التى تمس الشرف هي سياسة الأجهزة الأمنية؟؟ وهل لديه اشياءاخطر من ذلك؟؟ ولماذا يقدم على مثل هذه الأعمال الخطيرة؟؟ إن هذه القلة الفاسدة التى لاتمثل إلا نفسها, أساءت إلى سمعة الأجهزة الأمنية ,التى تشكل أحد أهم مظاهر سيادة الدولة المستقلة، والتي عملت على حماية المشروع الوطني, والأرض والشعب ,وانجازاته ومؤسساته ومصالحه, وكانت ولازالت العين الساهرة على أمن وأمان المواطنين، لذلك يا سيادة الرئيس, لايجب إطلاقا إعفاء الطيراوى وأمثاله من الوقائي وباقي الأجهزة الأمنية بالجلوس في بيوتهم, بل يجب أن يقدموا إلى محكمة عسكرية لينال المذنب منهم عقابه وجزاؤه, وليكون عبرة وعظة لغيره, لان أمثال هؤلاء لايمكن أن يعتمد عليهم, ولا تبنى بهم الأوطان أو تحرر 0
سيادة الرئيس شكرا على قرارك الصائب بحرق الأشرطة والأقراص المدمجة, لكن هذا يتطلب أيضا لجنة تحقيق مع كل من شارك في عمليات الإسقاط والتجسس عل أبناء شعبك حتى يتم حصرها, والتأكد بعدم تهريب نسخ منها لاستغلالها وقت الحاجة وتنشر على الملأ ,ونعود إلى نفس المشكلة0ان شعبك الفلسطيني المظلوم والصامد, جراء الوضع السياسي المتأزم من الغطرسة الصهيونية, لا يطلب المعجزات , وكل ما يطلبه أن يامن على وضعه الداخلي في الأمور المتاحة فقط, فشعبك يعلم الصعوبات والمشاكل التى تواجهها, ولكنه يرى أن من حقه أن يرى استقراراً أمنيا داخليا على الأقل ,وعدم خوف من هذه الأجهزة الامنية0
ياريس أعتقد أننا بحاجةالى مراجعة للقوانين الداخلية ,ويجب أن تكون قائمة على قيمنا وأخلاقنا وديننا ,وقبل ذلك علينا مراجعة ضمائرنا جميعا ,ونضع مخافة الله أمام أعيننا في معاملة الشعب , وإلا سنفقد ما تبقى من كرامتنا ,وما يوصلنا إلى حقوقنا0
سيادة الرئيس الشعب أمانة في عنقك ,وأنت قادر على حمايته, وهو ويستحق منك ذلك لأنه قدم وضحى وعانى, فسر والى الأمام وعلى بركة الله ,والشعب سيكون نصيرك ولن يخذلك 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة