الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد أم اتحادات ؟

عبد جاسم الساعدي

2010 / 4 / 10
الادب والفن


تثير انتخابات الاتحاد العام للأدباء في العراق التي جرت في 3 / 4 / 2010 أسئلة مهمة في السلوك والممارسة والعلاقات الثقافية بين الأدباء ومستويات الحوار وإمكانات استيعاب التعدد والاختلاف ، وكذلك ، العلاقة ما بين الثقافي والسياسي والحزبي أيضاً.
كشفت الانتخابات المستور وأزاحت اللثام عن تراكمات ثقيلة من الهيمنة والصوت الواحد والإغراق في " المركزية " و " الشللية " والعلاقات المنفعية، بما يعني إقصاء الآخر وتهميش مراكز الاتحاد في المحافظات من دون مسوغ قانوني .
وعبرت حملات القوائم الانتخابية وساعات المؤتمر في مداخلات نقدية صاخبة، تعرضت بجرأة ووضوح الى ما سميت " تقارير " ثقافية وإدارية ومالية، لا تتسم بأدنى الشروط المطلوبة من الناحية القانونية والفنية والثقافية ولا تناسب إجراءات مؤتمر بهذا الحجم والحضور والتنوع والأهمية المتوخاة منه في ظلّ عراق يعاني من التمزقات والصراعات السياسية والتدخلات الاجنبية والاقليمية. رافقت خطوات الإعداد للمؤتمر بدقة من خلال التحضيرات والحركات المحمومة لكسب الاصوات والسيطرة على مقاليد الاتحاد، فاتضح لي غياب المشروع الثقافي بتفاصيل رؤيته وجدواه النقدي وحضوره في ظلّ العنف والانقسامات الطائفية والسياسية ومضاعفات الازمة الاجتماعية والاقتصادية. فظهرت ثلاث قوائم انتخابية، تتمثل الأولى بقائمة من أعضاء الاتحاد السابقين، والثانية مثلما أطلق عليها بالقائمة " الاسلامية " والثالثة بين هذه وتلك .
والانتخابات بحدّ ذاتها تتصل بالصوت الواحد وليست القائمة، بحسب النظام الداخلي الذي شرعه حزب البعث العام 1980، وبقي جاثماً على الاتحاد والثقافة العراقية من الناحية القانونية، ولم تبادر الهيأة السابقة للاتحاد لتغييره .
وتؤخذ على القائمة الأولى وبالأدلة، أنها لم تكن معنية بالثقافة الديمقراطية ممارسة وحضوراً واستيعاباً للاختلاف والتعدد، لأنها أكتفت ببضعة أسماء لا غير عند الظهور في يوميات الاتحاد والإيفاد والسفر الى دول العالم، وخالفت ابسط الشروط الادارية التي ينصّ عليها النظام الداخلي في منح العضوية والموازنة المالية وتوزيع المسؤوليات والانتظام في المراقبة والتقارير وتصديقها في محاضر اجتماعات المجلس المركزي والمكتب التنفيذي. كما أنها فقدت أهليتها القانونية ، اعتبارا من تموز 2006، بعد انتخابات الدورة الأولى وبحسب التكليف الوزاري للجنة التحضيرية قبل ثلاثة أشهر، كان ينبغي أن تتولى اللجنة المذكورة أعمال الاتحاد، وتعّد الهيأة السابقة خارج النشاط والإعداد للانتخابات، الا أنه لم يحدث شيْ من هذا، وبقيت الاسماء المذكورة تتصرف في الانفاق المالي وتنظيم سجلات الناخبين ومنح العضوية أيضاً، وكان لابدّ أن تضع اللجنة التحضيرية والمشرفون على الانتخابات أيديهم على الكشوفات المالية، الا أنّ هؤلاء جميعاً كما يبدو آثروا السلامة على إثارة الأسئلة القانونية وهم يعرفون تفاصيلها وأشكال الخروقات الادارية والمالية ومما يؤكد غياب البعد الثقافي والنقدي لدى القائمة الاولى، انها نشرت قائمة بأسماء مرشحين للانتخابات، وصفتهم بأنهم "مشبوهون " لا ينبغي التصويت لهم، ففقدت بذلك شرعيتها الأخلاقية والأدبية في التحريض والتشويه، وسيكون من المفيد جداً لو حاول عدد من المرشحين في القائمة الاولى التحقق من ذلك وبيان رأيهم، لأننا نملك الأدلة والشهود على الافتراءات والتحريض، التي تدلّ على تدني مستويات الحوار وممارسة " العنف ".
تشير دلالات المؤتمر ونتائجه عبر الحملات الانتخابية والتصويت على المرشحين، وما أفرزته الانتخابات بأن الهوة عميقة بين الأدباء لانعدام الثقة وغياب الخطاب الديمقراطي، والبحث دائماً عن ظهير سياسي، وليس ثقافياً فيبدو أننا في العراق في مشروع ابداعي لأشخاص يواصلون الكتابة والنقد والحضور، لكنه غير معني بالمشروع الثقافي العراقي الذي يواجه الإهمال والتهميش ومحاولات ركوب الموجة الثقافية من خلال المنح والهبات والمكرمات الى هذا الأديب او تلك الجهة لأغراض سياسية لا غير، فالانقسام قائم يتوزع الى نواح عدة، لغضب أدباء محافظات على ممارسة الاتحاد السابق وشعورهم بهيمنة " المركز " واستحواذه وغياب الشفافية والوضوح والممارسات الديمقراطية، كما أنّ الوضع السياسي القائم في العراق يمنح الحكومات المحلية فضاءات الحركة والامتداد الى أدباء المحافظات للتخلص من الإرث الثقيل في التبعية والتهميش، ويلاحظ حال الانحسار والاعتكاف والتفكير بعقليات أكل الدهر عليها وشرب منذ بضعة عقود في خضوع الثقافي وإلزامه ليكون جزءاً تابعاً للسياسي .
لذا نجد إن بقي الوضع على حاله وتأثيرات الخطاب السياسي على الثقافة فسنشهد اتحادات متنوعة في انتماءاتها ومشاهدها الثقافية، وسيصبح في العراق اتحادات لا اتحاد واحد، والأمر تحدده لغة الخطاب الثقافي في الحوار وقبول الآخر والتعدد من دون مركزية وظهير سياسي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد زدتنا حيرة يادكتور
ابوحيدر ( 2010 / 4 / 10 - 16:39 )
طبعا انا شخصيا اعتبرك مصدر موثوق به في داخل الوطن سواء فيما يتعلق بالامور الجامعيه او امور الادب والاتحاد العتيد
نحن في الخارج نعرف ضمن مانعرف ان القوى البعثيه وامتداداتها في الخارج تناصب الاتحاد وكل الشعب العراقي العداء وتحرض الكل لقتل العراقيين باسم كاذب هو المغاومه التي اصبحنا نكرهها ككلمه بسبب مثات الالاف من ضحاياها من ابناء شعبنا المظلوم ثم اخذنا نلاحظ ان الظلاميين من اعضاء احزاب الاسلام السياسي اخذوا يتحركون بل ويسيطرون على مؤسساتحساسه للثقافة والكتاب الخ وهكذا صار لنا ثلاث جهات
ولكنك اخي دكتور عبد انت جئت وقلبت الامور على البطانه كما يقال ذكرت ثلاث استقطابات ولاواحده منها ممن يواصل التراث المتراكم من الادب العراقي الوطني والتقدمي والدمقراطي لماذا ارجوكم لاتبخلوا بالكتابه فلا يوجد منها الا النفع لتوضيح حقيقة المسرح في هذا المجال الشديد الحساسيه في الثقافه العراقيه والرجاء الكتابه بوضوح وبالاسماء هكذا يكتب الناس خصوصا في المحطات ذات الاهميه للحاضر وللمستقبل والف شكر اخي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : فرص الأهلي في الفوز بالبط


.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : لو السوبر الأفريقي مصري خ




.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف