الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الفلسطينية أمام الميكروفونات

عائشة الخواجا الرازم

2010 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تحولت صفحات النضال الطويلة والمتناثرة طولاً وعرضاً في أرجاء الدنيا في حياة الشعب الفلسطيني ، إلى كتاب ضخم يضم أحلام الشعب ويحولها إلى تقاسيم خاصة بتفسير النضال والدروب العسيرة الدامية ويختزلها بتفسير واحد ( امتلاك الهوية ) فأصبحت الهوية الفلسطينية بعد اثنين وستين عاماً من النزيف والتردي وفقدان الأمل بنصرة الأهل والعشيرة والأسرة النواة ، أهم حلم منتظر في حياة كل فلسطيني وأهم ما يتوج به جسد الكفاح والنضال الطويل ، لدرجة أن الدروب العريضة والطويلة المريرة للشعب الفلسطيني ، والتي عبدت حمراء قانية بعجين التضحيات الدامية والصبر الأيوبي عند رجال فلسطين وشبابها وصبيانها وسيداتها المكافحات ، ظلت تلك الدروب تتلوى رفيعة مستهدفة الوجود ، متاحة للقاصي والداني واليقظ والمغمى عليه بالتنظير للفلسطيني بحجة الحفاظ على حقوقه !!
فيقال في دروبهم ما لم يقله مالك بالخمر بحجج النصرة والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وبقيت الشعارات البراقة دون فعل أو كلمة طيبة أو كلمة حق تحت بساط كلمة حق يراد بها باطل ، وظل الشعارات بالنصرة كلامياً ، ينظر إليها بأنها راقية الأهداف على أفواه الطامعين بالشهرة وألقاب المعارضة، تطرب لها آذان العرب أوطاني دون فعل ويبجل القوم الرداحون ويقربون وينظر إليهم بأنهم أبطال سياسيون !
ولم يتأت للشعب الفلسطيني من هؤلاء الأحباب المفضلين والذين يمرعون اليوم كما مرعوا بالأمس وأمس سوى المحبة والقبلات القومية عن بعد، فسيطر الهمود أمام القهر والموت والمذابح والشتات !وبعد كل صفقة هوجاء ينام ويختفي هؤلاء الأبطال المعارضون نومة عميقة ، يتساءل بعدها المتابعون ترى أين هؤلاء الذين كانوا يردحون في الفضاء لوهلة ؟ وماذا فعلت بهم الأيام لنعثر عليهم في أحلك الليالي ، حيث يحتاج الوطن لنصرة كلمة طيبة ، ينهضون من فراشهم ويهرعون للقول بكلمة حرة سارية التعبير المفتوح ، تسري كالسم داخل إطار اسمه الشفافية بالتعبير ، يحسبه الظمآن ماءً وهو سم زعاف !!
ولقد برز الأردن رغم نكران هذه الدنيا ومن بينهم هؤلاء بمواقفه الأصيلة بخيط من نور شفاف لم يخبئ في بطنه خطة ولا ألعوبة ، لا يخبئ في جفنيه لإخوته الفلسطينيين سوى الظل في العين ، يواريه من آهة متجمدة في المقلة والصدر ، يرعاه في الأرض والعرض والهواء ويمده بالدماء لحين العودة المظفرة التي لا شك فيها ، وتلك هي النصرة التي وهبها الله لشعب يرعى أخاه حين يندر الأخوة لرعاية أخيهم الشتيت !!
ظل الأردن ولما يزل جبهة ناصعة الروح عالية العطاء والخدمة العربية الكبرى للفلسطيني ، لم تلطخها الأبواق الناكرة الواصفة للفلسطيني بالمحبوب والمقرب والغالي وبالروح وبالدم نفديك يا فلسطيني بالكلام فقط .
وظلت الهوية الأردنية للفلسطيني بين أهله الأردنيين بصيرة النظر الثاقب باتجاه الهدف دون نسيان ، باتجاه غرب النهر في كل حالاتها ، سواءً كانت برقم وطني أو بدونه ، حاملة للدم الساخن بهيبة الواثق بأنه ضيف مخلص متجذر العطاء والوفاء ، هويته يحملها ويمضي بها في طرق الفجر مع أخيه الأردني ، يعرفان ما تصبو له القلوب والأقدام وما توقعه الأكف على صدر التاريخ !!
فهوية الفلسطيني يحميها كل أردني وينميها ويرعاها! ولا يبحث الفلسطيني عن وطن يسرقه لقاء الكرم والموقف الأصيل لأخوته الأردنيين بعد اثنين وستين عاماً ولا قبل ذلك !

وما تلك الهوية إلا حالة عظيمة الشأن أمام الوقوف على مشارف الوطن القريب ، ولا تستطيع أن تمزق أي حرف منها تلك الأصابع المرتعدة على وجوه بعض المنظرين المضطربين أمام الميكروفونات وما تلك الحناجر إلا كالخناجر لا ندري بالضبط ما تريد ، فلا هي تحدد هل تريد الأردن هوية أبدية منهوبة للفلسطيني ليقال انظروا الفلسطيني يطمع بالتأبد والهيمنة ؟ أم تريد الهوية مسلوبة من الفلسطيني طاردة ممزقة لوجوده المحترم في قلوب أهل عظماء بين الأمم ؟ ليقال انظروا للأردن العرفي القمعي الناكر لحقوق الإنسان وللفلسطيني بالتحديد ؟
في الواقع أننا لم نعد نعرف ماذا تريد تلك الخناجر خلال شعاراتها المعجبة للأعداء ؟
نشاهد أصابع الصراع المزخرفة بالحرص واللوعة على حقوق الفلسطيني ، تكابر بالموت والتضحية من اجل اللقاء على فوهات الكاميرات والميكروفونات الحية لتسمي الأردن بالنظام الأردني ، وهي ترتع بحقوقها مع عيالها ومالها في قلبه !!
ولا تشرق بمائه ولا تغص بترابه ، وحقوقها مصانة فيه محفوظة ، ولكننا نعرف أنها حين ترجع إلى ما خلف الجدران ، تجد عزاءها بالتكفير عن جريمتها أنها لا تعود تستجمع قواها للنظر إلى وجوهها وكيف ارتعشت أفواهها بالأكاذيب والتناقضات والقفز من فكرة سوداء إلى ما بعدها دون ترابط ودون انسجام ، ونعرف أنها تنكر قولها المضطرب في ساعة هياج ، لا تجد الجرأة بالنظر إلى وجوهها ولا إلى كيفية تدوين الردح والكذب وخلط الحابل بالنابل من أفكار تقع على الحقيقة حيناً سريعاً ، وتقع على الباطل والبهتان أحيان كثيرة !! ولا هي متحدثة ناطقة بسطر عن حقوق الفلسطيني في أرضه المغتصبة وتحت نير القتل والاحتلال والتدمير ، ولا هي متناولة لهمجية العدو الصهيوني ضد الفلسطيني في أرضه المغتصبة ! وهذا أغرب من عالم الخيال حين يكون هؤلاء هم الأبطال ، ويكون هؤلاء هم المسموع رأيهم والمطلوبين للفضائيات العربية للتنظير والخلط والاضطراب كي لا يرسخ في ذاكرة المشاهد غير تشويه الحقيقة والمواقف المشرفة والتجريح ، وهذا في عالم الغرابة كمن يحك للعربي على جرب مستفحل مزمن .
فالأردن، هي النصيرة الراسخة في الوجدان العربي القومي الصحيح، وهذا في سطور شعورها ومواقفها تجاه أي عربي يركن إليها ، وهكذا كتب الله على الأردن ، فلا تمن ولا تحمل الجمائل وهذا واقع لا يغطى بكف الردح والكذب ، ولا يصدر من بلد هي الأردن ذاك التفسير لماذا التكريم والنصرة بالأرض والعرض والدم للشعب الفلسطيني ؟؟
ونحن نقول لهم هي الأردن ، أرض استثنائية في الجغرافيا العربية ، ويجب تقديسها وسماها الناكرون بالأردن الصغير وهي ليست كذلك ، إنها ليست الأردن الصغير كما يسمونها ،إنها بلاد العرب الأصيلة بمواقفها وتاريخها وكبرياء عطائها أمام وجوه الجميع ، فظلت فيها أرواح الفلسطينيين موازية للشجر الضارب الجذور سواسية مع التربة التي لا تموت أبداً .
وأعرف كذلك بأن الأسهم التي تروى بمقالي هذا ، ليست عالية في قراءة المتابعين ، لأن الباطل والإدعاء بالمعارضة والتشويه للحقائق في وجه وملامح الأردن هي الأعلى عند المتابعة للمقالات ، وهي كذلك الأوفى حظاً بالتقدير والاهتمام وترقية الكاتب لرتبة معارض للنظام وبطل ومفوه وصاحب بنان قوي لا يهاب في الكذب لومة لائم !!
هي الأردن تنظر إلى الفلسطيني بكامل أهلها وأرضها ومائها وروحها ، بوميض القلب العظيم ، المنطوي على جناحين من يمين ويسار باحتضان الدم والخفقان ، حيث لا يلوي القلب على لونين من دماء ولقد برز رغم نكران هذه الدنيا لمواقفه الأصيلة بخيط من نور شفاف لم يخبئ في بطنه خطة ولا ألعوبة ، لا يخبئ في جفنيه لإخوته الفلسطينيين سوى الظل في العين ، يواريه من آهة متجمدة في المقلة والصدر ، يرعاه في الأرض والعرض والهواء ويمده بالدماء لحين العودة المظفرة التي لا شك فيها مهما طال الزمان وهو ليس بطويل ، وتلك هي النصرة التي وهبها الله لشعب يرعى أخاه حين يندر الأخوة لرعاية أخيهم الشتيت !!
هذا هو قولي وقناعتي العقائدية تجاه الأردن ، منذ التزمت بنون والقلم وما يسطرون ، فالأردن تاريخياً وروحياً تجذر بالواجب والوفاء في قلب فلسطين دون الدنيا بأسرها وظل جاهزاً متأهباً لركوب راحلته المرافقة والرحيل حين يشاء البيت وأهله مغادرة الحبيب ، وكذلك تجذر الفلسطيني في قلب الأردن بالواجب والوفاء دون أطماع في البيت والزرع ، وظل متأهبا للوداع عند العودة المحققة لوطنه فلسطين واحتضان الحبيب عند دمعة مع السلامة و لن نفترق !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-