الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رب ضارة نافعة

حمدي حميد الدين

2010 / 4 / 10
الصحافة والاعلام


لا تزال الجزائر في عصر القناة التلفزيونية الواحدة ولكن بعدد من النوافذ للتمويه بأنّ هناك قنوات متعددة، ولا تزال زمر الرداءة تهيمن على قطاع السمعي البصري، وهي التي تقف في وجه تحديث الإعلام واستقدام الكفاءات العلمية والفنية وهذه الزمر الرديئة التي لا تحوز على أي مؤهّل يجعلها في تلك المواقع التي تحتكرها هي التي تختفي وراء الحرص على المصالح العليا للبلد وتدّعي الولاء للسلطة الحاكمة.
يبدو أن النظام في الجزائر لا يزال في غفلته التي كانت السبب في انفلات الأمور ذات عشرية من القرن الماضي حتى كادت الدولة تسقط في أيدي الظلاميين الإنقاذيين لولا القوى الحية في البلاد من جامعيين مستنيرين وقيادة عسكرية حداثية على الخصوص.
على النظام في الجزائر للحفاظ على الدولة الجمهورية الحداثية أن يعي أنّ هذه المهمة ليست منوطة فقط باستعمال القوى الأمنية والعسكرية، ولكن أهم أداة هي نشر المزيد من الدراسات والبحوث التي تفضح حماقات الظلاميين وتهافت طروحاتهم المصنعة في مخابر المفتين في نجد ووادي النيل وعلى الخصوص التفكير الجاد في بعث مشروع إعلامي قوي تُخْتار له نخبة حداثية باللغتين العربية والفرنسية لاستقطاب النخب الجزائرية ودحض شعوذات السلفية والاخوانجية وكل الزمر المعادية للتقدم والحداثة .
لقد وجدت فضائيات البترودولار خاصة منها تلك المتمركزة في العواصم الاستعمارية فرصتها الذهبية في تسليط أبواقها على هذا البلد الذي اجتمعت عليه غباوة حكامه ودهاء ومكر أعدائه في الداخل والخارج، هذه الفضائيات ظنت أنها أصابته في مقتل لكن كلما تابعت ما تبثه تلك المنابر الغادرة تأكدت أن للحقيقة والحق عشرات الجنود في الخفاء وان الشر يصفي بعضه بعضا.
يقوم المغرضون العملاء بجلب أولئك الذين ظنوا أنهم بين عشية وضحاها قهروا الشعب الجزائري وأهانوه وأذلوه وأنهم سيتوزعون عن قريب على مختلف المواقع في السلطة لتأسيس نظام طالباني في الجزائر فيطلون بوجوههم الكالحة ولحاهم الشعثاء الغبراء ولكن ليس لهم إلا الخيبة فقد انكشف كل شيء وبان المستور.
كان العالم العربي المضلل على الخصوص يتوهم أن ما حدث في الجزائر هو تحرير ثان من بقايا الاستعمار ومن "الجنرالات" إلى آخر تلك الأقاويل والظنون التي تسوَّق له، ولكن سقطت الأقنعة واتضح أن هؤلاء الذين "يجاهدون في شعبهم لتحريره" ما هم إلا زمر ليس لها أي مشروع وهي تفتقر إلى الحد الأدنى من المستوى الثقافي بل هي من الغوغاء التي ركبت موجة الإسلام السياسي وليس لها إلا الشتم والافتراء وبلغة ركيكة تثير الشفقة، وبذلك حق لنا أن نقول رب ضارة نافعة فشكرا للفضائيات المعادية للشعب الجزائري وللحداثة، لقد قدمت خدمة جليلة من حيث لا تدري من خلال أولئك الذين تقدمهم إلينا في كل مرة -وهم يحوقلون ويبسملون نفاقا وبهتانا- على أنهم المعارضة التي ستحررنا من "الطواغيت" وما هم في واقع الحال إلا أدعياء مفلسون، يعيشون على فتات موائد الغرب، ويستجدون بمن ظلوا يحذروننا منهم ومن كفرهم بل وأقاموا مشروعهم الخزعبلاتي على شتم ذلك الغرب والتحريض عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قوة الاسلامويين من ضعف النظام
الشهيد كسيلة ( 2010 / 4 / 11 - 18:03 )
الدولة الحداثية التي نشات بعد استقلال الجزائر عرضة للانهيار لان الهوة بين العامة والنخبة كبيرة جدا وقد استخدم الظلاميون بخبث هذه العامة واطروها واصبحت رهن اشارة من شيوخهم

ينبغي ان تنتبه الدولة الحداثية الى قطاع التعليم وان تنتزعه من براثن الظلامية وان تخرج دراسة الدكتور بن زاغو من الارشيف لتطبيقها في الميدان على يد نخبة حداثية وان لم تفعل فان الانهيار قريب والعالم ينتظر نهاية الحرب في افغانستان لفتح ساحة افغانية جديدة وقد تكون باسم جزائرستان لا قدر الله

اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت