الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورشة كاليكولا.. محاولة للبحث عن المدهش !!

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 18
الادب والفن



الابتسامة ليست للضحك ...
والدموع لاتعبر عن الحزن...
والالآم لاتعني شيئاً اذا لم يكن ثمة من يشعر بها.
مشاعر واحاسيس متضاربة رافقتني اثناء مشاهدتي للعرض المسرحي،
(ورشة كاليكولا) من اعداد واخراج مخلد راسم ... والذي عرض على قاعة مسرح الرواد في بغداد .
ترى لماذا تقافزت الى الذهن كل تلك الاحاسيس مجتمعة؟
كلنا قرأنا عن القيصر الروماني المستبد والحالم والدكتاتور كاليكولا ولكن قراءة المخرج جاءت مغايرة لما قرأنا، دخلنا معا الى عالم الهوس والقتل، ولكن كل يحمل كاليكولا على كتفيه المثقلة باوجاع الواقع.
إن بناء العمل من حيث كونه ورشة للكشف عن هموم المخرج الذي سعى جاهداً لأيصال معظم أفكاره الى المتلقي،(النخبة) المسرحية التي جاءت تشاهد عرضاً مسرحياً مزخرفا بالموت المحيط من كل الجهات، ليضيف هذا العرض موتاً اكثر جمالاً.
لقد تمكن المخرج من التعامل مع الفضاء المسرحي بحرية وكفاءة العارف بأمور المسرح وهذا مادفعه الى السيطرة على كل مفردات العرض بما فيها الممثل الذي يعد من اهم مفردات هذا العرض، فقد تمكن الممثل من ايصال الافكار التي سعى المخرج الى تبنيها والتركيز عليها في عرضه هذا.
هذا على الرغم من وجود بعض الملاحظات التي احاول أن أوردها :
ان السلوك الذي اعتمده الممثل الذي مثل دور كاليكولا (دريد عباس) في بداية المسرحية وعلاقته بالحلقة المدورة المفرغة من محتواها ، كان ذو دلالات جمالية وفكرية واضحة ولكنها سرعان مابدأت تتكرر في ذات المشهد مما خلق نوعاً من التساؤل فلماذا التكرار في الانفعال ونحن في مستهل العمل المسرحي ومازالت عين المتلقي تحاول استكشاف المكان؟
هناك ملاحظة اخرى حول بناء الافكار التي كانت متناسقة في كثير من الاحيان ولكن في احيان اخرى جاءت متباينة القوة من حيث التعبير فعلى سبيل المثال كان المشهد الذي يصرخ فيه الممثلون (كاليكولا) كل بطريقته الخاصة إذ لم يثر الانتباه الا عن طريق اداء ممثل واحد (ياس خضير) اما باقي الاصوات فقد جاءت متكررة.
وهناك ملاحظة حول الموسيقى التي لم توظف بشكل دقيق بحيث تساهم في خلق الجو النفسي للشخصيات فكانت مكررة وغير ذي فائدة.
أما ما أثار انتباهي فهو عمل مصمم الاضاءة الجميل إذ تمكن من إضفاءالجوالمناسب والمتناسق مع الازياء التي تم إختيارها بعناية لتكون عنصرا فاعلا في هذا العرض.
ولو اردنا الحديث عن التمثيل فأننا سنجدأن توزيع الادوار يوحي من اللحظة الاولى ان المخرج على دراية كافية بطبيعة كل شخصية إبتداءً من شخصية كاليكولا التي تمكن( دريد عباس) من ادائها بشكل جيد مع بعض الاخفاقات في الصوت، وشخصية هيليكون التي قام بأدائها (مرتضى حبيب) بشكل رائع يتناسب مع ملامح هذه الشخصية ولكنه وقع في فخ الايقاع الذي كان يتحكم به عندما يؤدي الافعال ولكنه يغادره عندما ينطق بالكلمات الاولى، والشخصية النسائية الجميلة العشيقة الصامتة لكاليكولا والتي قامت بأدائها (رنا كامل)، والطريقة الجميلة التي قام المخرج بتوظيف هذه الشخصية فقد عبرت عن كل ما تريد من خلال الصمت، وكذلك الشخصيات الاخرى التي مثلت مجلس الشيوخ الروماني وكان لكل منهم اداؤه المتميز في هذا العرض.
وهناك ما ينبغي قوله خارج سلطة المخرج وهو الانبعاث الفني الجديد الذي يحاول قسم المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة ، اثارته لدى الطلبة من خلال مشاريعهم الفنية ومحاولات القسم دعم الوسط الفني بطاقات شابة على الرغم من الامكانيات المادية المتواضعة والتي تكاد تكون معدومة في هذا القسم ولكن الفن لايقف عندها، ولكنه بالتاكيد سوف يستمر،وتتميز هذه العروض بالجلسات النقدية التي تعقبها والتي قام قسم المسرح باحيائها ضمن التقليد القديم في مناقشة العمل المسرحي بسلبياته وايجابياته وصولاً الى معرفة حقيقة المسرح ومعرفة ماهية الرأي والرأي الآخر،
وهذا جلّْ ما نتمناه من اساتذتنا الافاضل في هذا الصرح الأكاديمي المعروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟