الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق مسرحاً للأحداث !

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 12
الادب والفن



نسمع كثيرا في نشرات الاخبار ومنذ سنوات ليست بالقليلة بأن العراق بات مسرحاً لأهم الاحداث في العالم وعلى مختلف الاصعدة والمجالات منها السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي والخدمي ومجالات اخر لاتعد ولاتحصى ، واصبح معروفا بأن العراق هو "السوبر ستار" في نشرات الاخبار العربية والعالمية وقد لاحظ المراقبون عدم خلو الساحات العراقية من الازمات المتعاقبة وما ان تنتهي واحدة حتى تولد اخرى جديدة فهناك (ازمة المعتقلين وازمة الكهرباء والماء والخدمات والفساد الاداري والمالي والمحاصصات التي لاتريد ان تنتهي وازمة المهجرين وازمة الثقافة العراقية عامة والمسرح العراقي على وجه الخصوص ....الخ ) من ازمات انهكت المواطن العراقي، على الرغم من الكلام المتداول حول تحسن الوضع الامني في البلاد.
نعود الى مسرح الاحداث الذي هو موضوعنا الرئيسي فعلى الرغم من كثرة مسارح الاحداث على طول البلاد وعرضها الا ان المسرحيين في العراق يعانون من شحة المسارح وخلو البلد من المرافق الفنية التي يعبر فيها الفنان المسرحي عن ابداعاته الفنية ، من جهة اخرى وفي زحمة الاحداث تتكاثر الاخبار عن قيام وزارة الثقافة العراقية بتأجير المسرح الحقيقي الوحيد والفريد للمسرحيين واقصد بهذا بناية (المسرح الوطني) ومعنى هذا الكلام ان الساحة المسرحية العراقية سوف تغلق ابوابها الى اجل غير مسمى حتى تفتتح مؤسسة السينما والمسرح ابوابا لمسرح للاحداث ولكن من النوع الذي (يهز الوسط) من اجل الحصول على ايرادات لأستمرار ديمومة هذه الدائرة العتيدة .
ومن جهة اخرى سوف تغلق الكثير من الابواب بوجه ثقافة فنية ورصينة لتنشر بديلا عنها ثقافة السخرية من الحدث من دون ان تسعى الى طرح معالجات جادة له ، ولأن المسرح ليس ترفاً اجتماعيا وإنما هو فكر ووعي وأفق جمالي فإن الحاجة مازالت قائمة على تطويره وبث الحياة فيه وإعادة المسارح التي دمرتها الحروب او تلك التي اقتطعتها المنطقة الخضراء لتكون من حصة السياسة والسياسيين وبعيدة ومحرمة عن المسرح والمسرحيين وهي تشكل شريانهم الحي والنابض فماذا نفعل بمسرحيين بلا خشبة مسرح ، وإذا استمر قرار القائمين على الثقافة في هذا البلد الذي دائما مانسمع انه بلاد الحضارات والثقافات فستكون نهاية مؤلمة لكل من عمل في المسرح من مخرجين وممثلين ومؤلفين وتقنيين وجمهور حريص على تلقي الثقافة والابداع .. ومن المؤكد ان الحزن الذي يعصر قلوب المسرحيين الشباب سيكون بسيطاً اذا ماقورن بالحزن والالم الذي يعتصر قلوب رواد المسرح العراقي لأن قسماً كبيراًمنهم قضى حياته في سبيل تطوير المسرح العراقي وهم كثرة نأمل ان تكون لهم كلمتهم امام القائمين على وزارة الثقافة لرفض هذا المشروع أياً كانت تسميته ومهما كان هدفه ، لأنه في نهاية المطاف سوف يكون عنصراً فاعلاً في القضاء على ماسمي ولعقود طويلة تاريخ المسرح العراقي واكيد انه سيقضى على كل رموزه ( حقي الشبلي ، ابراهيم جلال، اسعد عبد الرزاق، سامي عبد الحميد، فاضل خليل، قاسم محمد،عقيل مهدي، صلاح القصب،وآخرون ) وهم باقة جميلة ومنوعة تزين المسرح العراقي وتنير الطريق امام المسرحيين الشباب، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا اذا خلت الساحة المسرحية العراقية من مسرح للاحداث الفنية فهل نكتفي بمسارح للاحداث الدموية ونبتعد عن الثقافة والفن؟ والتي هي في حقيقية الامر صارت تشكل امرا منتناقضاً وغير مناسب مع الواقع العراقي اذا ما قورنت مع مسارح الاحداث المهمة التي صار يعرفها القاصي والداني من فساد ومفسدين وعابثين بمقدرات هذا الشعب والمستغلين لجرحه ، والذي صار واضحاً ان نزيفه لن يتوقف في الوقت القريب لأننا كلما اغلقنا جرحا في جسده طعن طعنة اخرى تكون اشد وامضى من التي سبقتها، ترى هل وراء محاولة تأجير المسرح اسباب سياسية ؟ ان مايدفعنا لهذا القول هو تساؤل آخر هو هل تحتاج الحكومة العراقية الى ايرادات المسرح لكي تسد العجز المالي في وزاراتها على الرغم من اننا نسمع عن وجود ايرادات وفيرة للنفط كما نسمع كل يوم عن وجود فساد مالي واداري في مرفق من مرافق الدولة ، فمن المؤكد ان هؤلاء المفسدين في اموال الدولة يجدون مايسرقونه ومعنى هذا انه لايوجد عجز مالي ..اذن الغاية سياسية واكيد انها لن تكون في مصلحة المسرحيين لأن عملية العودة الى المسرح الاستهلاكي او التجاري او الجماهيري كما يحب للبعض ان يسميه انما تشكل عودة للقبح على خشبة المسرح مقابل طرد للجمال الذي هو اساس للمسرح الرصين والجاد لذلك بات من المهم والضروري الانتباه الى هذه الظاهرة التي تسعى بواحد من معانيها سواء كان بقصد او بغير قصد الى قتل المسرح العراقي في عقر داره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف