الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعات الصفر….التجريب – التخريب ؟

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 16
الادب والفن


المسرح فن الجمهور قبل كل شيء، هذا ما نعرفه ويعرفه كل من يتابع المسرح سواء على الصعيد العراقي أو العالمي فماذا يمكن لنا ان نبغي من مسرح لا يحقق التواصل مع جمهوره؟
مسرحية ساعات الصفر التي كتبها وأخرجها المغترب العراقي حازم كمال الدين والتي عرضت في منتدى المسرح، هذه المسرحية التي انتظرت عرضها منذ أن سمعت عن وصول حازم كمال الدين الى العراق في هذا الظرف الصعب الذي تعجز الكتابة عن إيجازه في جمل قليلة أو كثيرة.
تعرفت الى حازم كمال الدين من خلال ما كُتب عن تجربته في المسرح البلجيكي وعن محترفه "صحراء 93 " وشعرت بالفخر الكبير لوجود الفنان العراقي في المحافل الدولية.بدأت أسأل أصدقائي عن هذه التجربة محاولا الوصول الى بعض ما يفكر به المخرج وكانت جميع الآراء تؤكد على قدرته العالية في قيادة الممثل وغير ذلك من مهام المخرج المحترف.
اعتمد هذا العمل على ممثلين عراقيين، وحاول ان يرسم بهم خطوط عرضه المستمد من عدد من المصادر منها.." ألف ليلة وليلة، كلكامش،وغيرها".
في بداية العرض أعجبني كثيراً الطقس الذي حاول المخرج ان يدخل الجمهور إليه تارة بقسوة المخرج الحريص على فنه وتارة أخرى بحرفة رجل يحترم المسرح بقدر ما يحترم جمهوره.
أعجبتني كثيرا الطريقة التي إتبعها المخرج في استخدام ( الراوي- الشخصية)
فقد كان الممثل يؤدي دورين في الوقت ذاته على الرغم من التباين الواضح بين طاقات الممثلين الجسدية والادائية فقد كانت تنجح في أحيان ولكنها تخفق في أحيان أخرى.وكان للمجهود الذي بذله الممثل باسم الطيب أثراً واضحاً في محاولة الإمساك بخيوط العمل المسرحي.
بالنسبة للنص لم يكن ذو لغة عالية على الرغم من أهمية المصادر التي أستمد منها ، فقد كانت لغته متواضعة إلى حد ما، ولم يكن إيقاع العمل واضحاً بشكل يمكننا من الاستمرار معه، وكان عازف البيانو سامر عبد الأمير مبدع الإيقاع في هذا العرض لأنه كان المتحكم الوحيد بإيقاع العرض .
هنالك حسنة أخرى تحسب لهذا العمل وهو الأفعال البديلة التي كانت تظهر بين الحين والآخر لتؤكد على دور الشخصية وخصوصاً في بداية العرض بين "حميد عباس وعهود إبراهيم".
إن هذا النمط من العروض التي تتسم بالتجريب والتي تعتمد على الدلالات الحركية تكون محاطة بقدر كبير من الخطورة ، وتكمن الخطورة في عدم فهم الممثل لهذه الحركة وما هي دلالتها وبالتالي عدم القدرة على إيصال الفكرة التي يطمح إليها مخرج مثل هكذا عرض .
قد يتساءل البعض ما هي الفائدة من هكذا عروض وما هي فائدة المسرح والفنون بشكل عام، ونحن في ظرف لم نعد نسمع فيه سوى هدير الموت القادم من الجهات الأربعة نحو الإنسان والإنسانية في العراق الجريح.
ونحن نقول أن الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص وجد لتطهير الأرواح الإنسانية من كل الأدران الخبيثة والمتعفنة .لذلك نقول للمسرحيين وكافة العاملين في ساعات الصفر شكرا لجهودكم في زمن نحتاج فيه الى كل الجهود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل