الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 14
الادب والفن



اتسعت النظريات التي تفسر الأدب بشكل عام والمسرح بشكل خاص، إلا أن المعروف عن أهم النظريات في المسرح الحديث هي تلك التي قام بها مخرجون وممثلون وكتاب دراما.. ونذكر منهم المخرج والممثل الروسي ستانسلافسكي ، وكذلك المخرج والمؤلف المسرحي الألماني برتولد برشت وغيرهم .
أما اليوم فقد أتجه أغلب الطلبة الباحثين عن شهادات في الاختصاص المسرحي(ماجستير أو دكتوراه) إلى الكتابة والإسهاب في التنظير في جميع مفاصل العرض المسرحي.
إلا أن ما يثير الدهشة هو أن قسماً كبيراً من هؤلاء لم يعمل في الحقل المسرحي بشكل فعلي ولم يسبق له أن وقف على خشبة المسرح سواء كان ممثلاً أو مخرجاً أو تقنياً.
من أجل هذا اطرح تساؤلي هذا: ماهي الفائدة التي يبتغيها باحث في تقنيات الممثل على سبيل المثال وهو لم يسبق له التمثيل ولم يسبق له التعرف على آليات عمل الممثل على خشبة المسرح؟
وكيف يمكن لباحث أن يناقش الإخراج المسرحي بتفاصيله الكثيرة والمتشعبة وهو لا يعرف كيف يتمكن المخرج من تحريك أدواته على المسرح في تجربة فعلية؟
من المهم فعلاً وجود ثقافة نظرية لدى المخرج أو الممثل ولكن الأكثر أهمية وجود تجربة عملية لدى الباحث.
لأنه وكما هو معروف إن التنظير للمسرح جاء بعد مشاهدة العروض وليس قبلها، فقد قام أرسطو بالتنظير للمسرحيات اليونانية في كتابه فن الشعر وخصوصاً مسرحية (أوديب ملكاً) بعد عقود من الزمن على عرضها للمرة الأولى.
والأمر ذاته بالنسبة لما يسمى " المذاهب المسرحية" وهي بالأساس مذاهب جاءت إلى المسرح عن طريق الأدب، وقد قام النقاد باستعارتها لخدمة الفن المسرحي وصاروا يطلقون على العروض اليونانية بـ الكلاسيكية وأصبح الكاتب النرويجي هنريك أبسن من أهم كتاب الواقعية على الرغم من أنه لم يكتب أية مسرحية وقال عنها إن هذه المسرحية تنتمي إلى المذهب الواقعي أو الرمزي.ولكن النقاد الذين نظروا لنصوصه طبقوا عليها قواعد المذهب الواقعي فصارت تنتمي إلى الواقعية.
إن البحث هو جزء تكميلي للعملية الإبداعية ولكنه يبقى منقوصاً بدون تجارب تطبيقية.
أن هذه الظاهرة لا تقتصر على فن المسرح فقط وإنما هي تنطبق على أكثر الفنون والعلوم التي تقسم إلى جانبين احدهما عملي والآخر نظري.
لذلك نرى أن فائدة طبيب يكتب بحثاً عن الجراحة وهو لم يقم بعملية تشريح للجسد الإنساني، لا جدوى منها . والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع.
إن هناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن التمثيل والإخراج والتقنيات المسرحية الأخرى (ديكور أزياء ماكياج إضاءة) فهل هذا يعني أن أي شخص إذا ما قرأ هذه الكتب من الممكن أن يصبح ممثلاً أو مخرجاً أو مبدعا مسرحياً دون تطبيق ما قرأه في تلك الكتب على خشبة المسرح وأمام جمهور يتذوق الفن المسرحي؟
هناك بعض المنظرين على المستوى العالمي وضعوا نظرية في طريقة معينة للأداء المسرحي ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المنظر الفرنسي "أنطوان ارتو" الذي كتب كثيرا عن ما سماه بـ"مسرح القسوة" وعن طريقة أدائية تجعل الممثل أشبه ما يكون مصاباً بالطاعون، وقد اعتمد الكثير من الباحثين على طروحات ارتو النظرية، أما في الجانب العملي فقد فشل ارتو في تطبيق نظريته، عندما قام بإخراج مسرحية أراد أن يطبق فيها مبادئ مسرحه" مسرح القسوة" وهكذا بقية نظرته نظرية أفكار فقط ولم تصل إلى حيز التطبيق .
من الممكن أن نخطأ ولكن الأهم من الخطأ هو أن نتعلم من أخطائنا ومن أخطاء منهم قبلنا في المسرح والحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟