الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 13
الادب والفن


ماذا نفترض ...وماذا نريد أن نقول في المسرح؟
أسئلة كثيرة ولا إجابة تفي بالوصول الى الفكرة!
علامات للتعجب وأخرى للاستفهام انطلقت نحو العرض الذي لم يمس جدران القلب ولم يترك سوى حسرات على جهد مبذولٍ في فراغ..
العرض الذي جاء تحت عنوان( تحت فوق/ فوق تحت) فكرة وكوريكراف طلعت السماوي..
جاء العرض الأخير الذي عرض في المسرح الوطني وتحت رعاية وزارة الثقافة العراقية / دائرة السينما والمسرح... ناقدا وناقما على دولة فتية تحاول أن تجترح لها طريقا في ظل الفوضى والخراب، ولكن العرض جاء ليبدد كل تلك الآمال وسنأتي على ذلك بالتفصيل:
أن السينوغرافيا التي وضعها المخرج ذات أبعاد جمالية وقد جاءت إضاءة د.جلال جميل مكملة فاعلة لهذا الجمال وفعلت الموسيقى الفعل ذاته وهي من تأليف مجموعة من الموسيقيين خلقت جوا قريباً من الغابة بعيدا عن العراق إلا في لحظات معينة. تعطي للمتلقي فسحة كبيرة للتأمل والتفكير للحظات سرعان ما نصدم بتأويلات السينوغرافيا ...
جذر لشجرة ميتة قُلب عاليها سافلها وشنق جذرها مرتين ...فهل يعتقد المخرج أننا موتى لأن الماضي قد رحل الى غير رجعة ونحن نحاول البحث عن غد مبتسم..
حبال كثيرة توزعت على جانبي المسرح لتعطي شكلا جماليا ً مثيرا للتساؤل ..
وتكتمل الحلقة بكرسي السلطة الذي تتوجه نجمة داود وتستقر فوق الجميع... وتظهر الحيوانات التي استمدها المخرج من حكايات (كليلة ودمنة) المعروفة ولكنه اخذ شكل الحكاية فقط وهي الحيوانات، ولم يتطرق الى تفاصيل الحكاية وهذا من شأنه طبعاً ...
وجاءت حركات الراقصين متناسقة بشكل جيد ينم عن تمرين مخلص ...ولكن لابد من طرح هذا السؤال؟ أين الفكرة وأين التعبير؟ الشيء الوحيد الذي وصلنا هو المشهد الذي تآلفت الحيوانات فيما بينها ..ثم جاء الصراع الذي تبين انه عبارة عن رقصة برازيلية تشبه الى حد كبير حركات لاعبي الجودو ولم ينتهي الصراع الى حد معين يجعل المتلقي ينتبه الى وجود سيد في هذه الغابة وذلك لأنهم جميعا عبيد للكرسي وما يمثله وبعبارة أوضح عبيد لنجمة داود ... كنت اعتقد حتى اللحظات الأخيرة أن الحيوانات سوف تثور وتتحد وتقوم بتحطيم الكرسي( السلطة) المفترضة وتبقى في عالم واحد..ولكن هذا لم يحصل وبقيت الشخصيات هائمة في عالم مدمر تحكمه القسوة والخراب.... وحتى في نهاية العمل كنت انتظر استخداماً فاعلا للحبال التي مثلت شكلا بصريا جميلاً ..وهذا لم يحصل أيضا.. وإنما طلع علينا المخرج بحوارات كتبت من قبل شاعر نعرف تاريخه ونحترمه... ولكنه جاء بإساءة لكل من يحاول فتح صفحة جديدة الى عالم أفضل .
كلنا نعرف أن العراق يمر بمرحلة صعبة جدا وأقل ما يحتاج إليه هو الوقوف بصدق لا بشماتة المتفرج.. من قال أن العراقي يحب الاحتلال والمحتل من أي نوع؟ ..
ولكن يبدو أن المثل الشعبي صدق هذه المرة( الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار).ومن يتحدث عن بعد يفترض به أن يقترب قليلا ليتبين الحال على حقيقته،في وقت يحتاج فيه العراق الى ضمادات .. لا الى سكاكين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت


.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع




.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف


.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس




.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام