الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 15
الادب والفن




قد لا يكون خافياً على الكثير من متابعي المسرح والمطلعين على تاريخه .
إن المسرح نشأ من الحركة ومن الطقوس الراقصة التي تتغنى بأعياد الإله دينوسيس اله الخمر عند اليونان القديمة، وتطور هذا المسرح مثلما تطورت أنماط التفكير والحياة والسياسة وغير ذلك من مظاهر الحياة.
نحاول دائماً العودة الى الماضي لنستقي منه العبِر والتجارب للإفادة منها في الحاضر .
ما المقصود بـ ( الدراما الراقصة) هذه التسمية الحديثة اصطلاحا القديمة على المستوى التطبيقي كما اشرنا سابقاً ، أحاول الوصول الى مفهوم واضح لهذا المصطلح فهو يقسم الى قسمين:
الأول: هو الدراما وهي كما يعرفها أرسطو قصة ممسرحة لها بداية ووسط ونهاية.
الثاني: هو الرقص والمقصود به الحركة التعبيرية على الخشبة والتي تكون متضمنة لفكرة ما يحاول الراقص التعبير عنها بلغته الخاصة وهي لغة الجسد.
أصبح الأمر أكثر وضوحاً ، لنناقش الآن العمل المسرحي.
(بعد الطوفان2003) وهو من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان طلعت السماوي.. والذي عرض على قاعة المسرح الوطني في بغداد.
ماذا أراد المخرج أن يقول :
كانت سينوغرافيا العرض عبارة عن ثلاثة صلبان وتحت كل صليب تجمعت وجوه عدة وفوق كل صليب نسج العنكبوت بيتاً . كل هذه العلامات هي إشارات واضحة نجح المخرج في إيصالها الى المتلقي للدلالة على وجود مقابر جماعية مهجورة وجاءت الحركة في هذا المشهد متوافقة مع البيئة وكذلك الزي الأسود في إشارة واضحة على الحزن والألم، ولم تكن هناك حاجة لإظهار الصور الوثائقية على الجدران لأن البيئة كانت واضحة بشكل كبير.
أما المشاهد التي جاءت خالية من أي فكرة تعبيرية فقد كانت الحركات التي يأتي بها الممثل (الراقص)
خالية من التعبير عن معانٍ كثيرة مطلوب إيضاحها في سياق العرض والا لماذا سمي بـ الدراما الراقصة إذا كان خاليا من الدراما ويتكئ بشكل كامل على الرقص الخالي من المعنى ، لا يمكن الاعتماد في أي عرض درامي على الصور الفوتوغرافية (الأرشيفية) للتعبير عن فعل معين من الممكن أن تكون الصور التي استخدمها المخرج في إظهار تاريخ العراق مواد مساعدة ولكنها كانت في هذا العرض عبارة عن شفرات وطلاسم لحركات لا معنى لها إلا في حالات نادرة كما اشرنا سابقاً ( في مشهد المقبرة) .
والشيء اللافت حقاً هو الجمالية العالية في اختيار الموسيقى التي كانت البطل الأول للعرض .
وفيما يخص الأزياء فقد كانت متوافقة الى حد ما وخصوصا ً في مشاهد المقبرة.
وهناك نقطة هامة جداً وهي هبوط الإيقاع في الكثير من الأحيان وكان من الممكن أن يختزل هذا العمل الى نصف الزمن الذي شغله واستغلاله في العمل بشكل مكثف على تفعيل مشهد المقبرة .
وهناك شيء جاء قبل إغلاق الستارة هو ظهور الجندي الأمريكي في ساحة العرض وكان هذا الظهور مقحما على العرض وكان الأجدر بالمخرج إظهار طاغية المقابر الجماعية للكشف عن جزء بسيط من جرائمه ضد العراق والإنسانية. ومن ثم إظهار الجندي الأمريكي الحارس الأمين للطغاة في العالم.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خالد النبوي: فيلم أهل الكهف يستحق الوقت الذي استغرقه بسبب ال


.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت




.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس