الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 4 / 11
الادب والفن


نفرح.. ونتأمل.. وننظر الى المستقبل !
كل هذا جاء في لحظة واحدة.. لحظة قرأت فيها القرار الذي صدر بتحويل الفرقة القومية للتمثيل الى اسمها الجديد الفرقة الوطنية للتمثيل..لأن الوطن وكما هو معروف اشمل من كل القوميات..ولكن الصدمة سبقت التأمل..جاء النتاج الأول للفرقة الوطنية للتمثيل من خلال مسرحية
" رؤى كلكامش" من اخراج للفنان فتحي زين العابدين ..
قدم هذا العمل (كلكامش) أكثر من مرة وفي كل مرة يحاول القائمون على إخراجه الدخول من زاوية مختلفة للوصول الى جوهر هذه الشخصية، التي طالما أخافت العالم القديم بكل ما تحمل من سطوة وجبروت وقسوة، ويظهر ذلك جلياً للعيان من خلال الصفات التي وصف بها كلكامش"لم يترك كلكامش عذراء طليقة لأمها ولا ابنة المقاتل ولا خطيبة البطل" .
من هو كلكامش وما هي الغاية من استحضاره على خشبة المسرح الوطني في هذا الوقت بالتحديد.؟
سؤال كنت أتداوله مع نفسي وأنا اتجه لمشاهدة هذا العرض.
بعد انتهاء العرض لم اخرج بجواب على سؤالي وإنما خرجت بعدد كبير من الأسئلة، أحاول البحث عن أجوبتها في أماكن عدة.
هل الفرقة الوطنية للتمثيل للمحترفين.؟
لو افترضنا جدلا إنها فرقة محترفين فهل ينتمي هذا العمل الى المحترفين.؟
ان ما قام به المخرج هو مجموعة من الاستعارات نذكر من اهمها:
ان طريقة العرض الأرشيفية والتوثيقة وعرض بعض المشاهد على طريقة السينما، في محاولة منه لتقريب الحدث والعودة به الى جذره(مدينة اوروك) تقليد لما جاء به اكثر من عمل مسرحي ونذكر منها ما هو اقرب الى الذاكرة.. عرض " 2003 بعد الطوفان" اخراج طلعت السماوي.
وعرض "الاغتصاب" اخراج د. جبار خماط .مع وجود بعض الاختلافات بالتأكيد على حسب نوع العرض والمادة التوثيقية المستخدمة..ولكن الفكرة ذاتها.
سؤالي الثاني ما هو الفرق بين ان نمثل في المسرح وان نمثل في التلفزيون.؟
فقد كان التمثيل في هذا العمل متواضعاً كما هو في الدراما التلفزيونية التي تعرض حالياً، فقد كانت طرق الاداء متشابهة بدرجة كبيرة، وهناك ما استوقفني عند حدوث عملية انشطار كلكامش الى شخصيتين،فقد كان كلكامش(عمر ضياء الدين) يمثل امام كلكامش(مرتضى سعدي)على اساس انه شخصية اخرى وليس بإعتباره الشخصية نفسها.وهذا ما خلق تناقضا كبيرا في الشخصية.
ياترى اين هي قسوة كلكامش واين هو بطشه..ان ماظهر في مشهد الصراع بين كلكامش وانكيدو في لقائهما الاول . كان على المخرج ان يستثمر وجود المادة الفلمية لعمل صراع من النوع غير التقليدي لأن حركة الكاميرا وكما هو معروف اكثر حرية من الحركة على المسرح، وكان يمكن ان يكون صراعا كونيا ً كما تصفه الملحمة،لا كما جاء في العرض باردا وتقليديا كما لو كان مزاحاً .
وهناك ما استوقفني في هذا العرض هو المرور السريع والخاطف على اغلب المشاهد المهمة في الملحمة، ولا أجد سببا لهذه العجالة، حتى في أهم المشاهد دراميةً ألا وهو مشهد موت انكيدو، الذي كان يفترض به ان يكون ذروة العمل ونقطة التحول ولكنه جاء ساكنا وبارداً دون فعل يذكر، حتى الحوار الذي يعبر به كلكامش عن مدى حزنه ويقول فيه" من اجل انكيدو خلي وصاحبي ابكي وأنوح نواح الثكلى انه الفأس التي في جنبي والخنجر الذي في حزامي والمجن الذي يدرأ عني وفرحتي وبهجتي وكسوة عيدي....الخ" ماهي الغاية من حذف هذا النص الذي كان يمكن له أن يضع العرض في قمته.
كما أن شخصية الثور السماوي التي لم تؤدِ الغاية المطلوبة منها كما تصفه الملحمة التي تترك للمخرج حق الاختيار في معالجة أفعال هذه الشخصية فقد كانت طريقة المعالجة بسيطة لدرجة لم ننتبه لموت هذا الوحش .
إن الأعمال التاريخية على غرار كلكامش تحتاج الى مؤثرات تتماشى مع الحدث وما جاء في هذا العرض بدا متناسقا مع أفعاله ولكنه لم يكن مبتكرا او جديدا وإنما تقليدا لشيء موجود.
إن الموسيقى المستخدمة في هذا العمل هي الموسيقى ذاتها التي استخدمت في عرض مسرحي يحمل عنوان" طائر الزو" والذي عرض في مهرجان بابل الدولي وهو من اخراج علي طالب.
بعد كل هذا الذي قيل نعود الى سؤال ذو أهمية خاصة،أين هيّ رؤى كلكامش في هذا العرض.؟
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟