الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم عندما القصيدة نثرا / 37

عبد العظيم فنجان

2010 / 4 / 11
الادب والفن


التمثال ..



وصل الغرباءُ ، مثل موجة جراد محمولة بهواجس القمح ، ونقلوا عاداتهم ، تماثيلهم ودياناتهم ، ثم تفرقوا في البلدة : مشاة ، عراة ، وعلى الخيول ، فنهبوا العين من الكحل ، البساتين من الشجرة ، الانهار من الماء ، والنور من المصابيح ..

لم أحزن وبقيتُ رابط الجأش ، أنظرُ إليهم ، وهم يشعلون النار في الأسواق والبيوت ، لكن دموعي سالت بغزارة ، فجأة ، حين رأيتهم قد تجرأوا ، وطردوا تمثالي الكبير إلى خارج المعبد ، فسحله الشعبُ بالحبال ، شعب سومر : شعبي سحله بالحبال ، وطاف به الأولاد في الشوارع ، بين الهتافات والصفير..

لأنني إله حقيقي ، إله رحيم ومُنتخب ، لن اعاقبهم بالطوفان ، بالحصار أو بالأمراض ، ولأنهم اكتسبوا مناعة ضد كراماتي وخرافاتي : سأكتفي مؤقتا بهذا الخروج المُذل من حياتهم ، وأتوارى في الأزقة ، بحثا عن أجزاء تمثالي هنا وهناك ، وعندما أجمعه سأقدم له القرابين والأضحية ، عسى أن ينجز انتقامي من ناكري الجميل اولئك .

سأحج إليه كثيرا ، وفي كل مرة سأتفقده ، أدور من حوله ، مرددا التعاويذ والأدعية : سأعطّر ثيابه ، أرشُّ البخور ، وأشعلُ الشموع ، ثم أتسلقُ هامته العالية ، وصولا إلى رأسه شبه المحطم ، بغية أن انظفَ شَعره ، الذي طال ، من القمل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ويبقى التمثال
محمد نوري قادر ( 2010 / 4 / 12 - 05:58 )
رائعة جدا ,رائعة بمفردات غنية بالوصف ومشاعر رقيقة
تطرق الابواب من اوسع ابوابه ..هؤلاء الغرباء ملئوا كل
الازقة ولم تزل ترتجف خائفة من الجراد فقد سرق كل شيء,
لكن التمثال يبقى كما عرفته .......

تحياتي

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عصام أشهر لاعب فايرووركس: اتحسدت بسبب فرحي ومادف


.. وفاة الممثل الكندي الشهير دونالد ساذرلاند عن عمر يناهز 88 عا




.. الفنانة اللبنانية العالمية ميريام فارس تشعل أجواء كازينو لبن


.. سألنا الناس في مصر: ما رأيك في تصريحات الفنان بسام كوسا حول




.. -خانه التعبير-.. الناقد الفني أسامة ألفا يدافع عن تصريحات ال