الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايهما يتبع الاخر السياسة ام الرياضة؟

ماجد محمد مصطفى

2010 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تشغل الرياضة حيزا كبيرا في حياة الانسان لما لها من فوائد نفسية ـ ترويحية وجسدية تدفعه الى النشاط والتفاعل الايجابي مع المجتمع خاصة عبر الفعاليات والالعاب الجماعية وسيلة لتعارف والتقارب والمرح.
وحيث هي حاجة فردية يزداد الاهتمام بها بتقادم العمر ضد المرض والعجز والشيخوخة.. الا انها تأخذ منحى اخر بالنسبة للدولة ودورها في ايجاد مجتمع سليم رياضي ومتفائل من خلال خطط حكومية هادفة الى تحسين كفاءة افرادها وانعكاس توجهها الحضاري وخاصة في المحافل الرياضية الدولية تكون الرياضة فيها سفيرا فوق العادة تعكس مدى بلوغ التمدن والتحضر بتعميق اواصر الصداقات بين البلدن.
ان الرياضة مرآة تعكس مدى نجاح الدولة في توفير حياة صحية لابنائها واثبات حضورها الدولى وخاصة في الفعاليات والبطولات الدولية او استضافتها للبطولات على ارضها وتعني تخصيص اموال هائلة لاظهار توجهها السليم في الميادين المختلفة وايضا تفاعل الجمهور مع الحدث الرياضي ضمن اهداف اخرى تنشدها الدول ابرازا لما تعتقدها من سياسات ناجعة.
ان الرياضة هي تؤم السياسة غير المتماثل.. نجاحها تؤكيد لنجاحات الدولة والعكس صحيح وقد اتخذت الاتحادات الدولية الرياضية في الاون الاخيرة سياسات اكثر صرامة تجاه البلدان التي تتخذ من الرياضة وسيلة سياسية لغاياتها الخاصة على سبيل المثال وليس الحصر كتب الزعيم النازي هتلر رسالة قصيرة الى منتخب بلاده المشارك في نهائيات كأس العالم ابان حكمه وهي: النصر او الموت. ولحسن حظ المنتخب الالماني انه استطاع الظفر بالكأس العالمية ذلك العام.
ان اهمية الحد من تأثير الدكتاتوريات التي ماانفكت تتدخل في الرياضة بخلاف ما تأمل اتحادات الرياضة العالمية يبدو جليا في تطبيق الحصار الرياضي على الدول التي تخالف شروطها مثلما جرى بحق العراق حتى استطاع منتخب فلسطين بكرة القدم العام الفائت كسر الحصار المفروض بلعبه مباراتين الاول في اربيل عاصمة اقليم كوردستان والثانية في بغداد واصداء ذلك الانجاز في الاعلام العالمي والعربي كاول فريق عربي يحطم جدار الحصار الرياضي الجائر على العراق نتيجة السياسات الخاطئة لصدام وحروبه شمال ويمين وتأثيرها في تردي وتراجع الرياضة العراقية بمنع اجراء مباريات دولية داخل البلد.
حقا ان ماتصنعه الرياضة لا تستطيع السياسة تحقيقه رغم كل قنواتها الدبلوماسية وغير ذلك بل ان الدول التي تمر في مرحلة الجفاء فيما بينها تمتنع عن اجراء المباريات الرياضية وحالما تقترب في اطار تحسين علاقاتها السياسية تبادر الى اجراء المباريات الودية فيما بينها اشارة لبدء عودة العلاقات الى طبيعتها بين الجانبين.
في التاريخ الحديث ايضا بعد ان اصبحت الرياضة اكثر علمية وتطورا واثرا في تاريخ البلدن دشنت المقاطعة في بطولات دولية هامة مثلا مقاطعة الدول العربية للبطولات التي تشترك فيها اسرائيل ولو ان قناة الجزيرة الرياضية ولاول مرة في تاريخها وتاريخ الفعاليات الرياضية المشتركة قامت ببث مباراة رياضية لفريق اسرائيلي وسبب شق الوسط الرياضي والسياسي بين مؤيد وحانق على تلك المبادرة الاستفزازية او الجريئة وبحسب التوجهات والاراء.
كما قاطعت الاتحاد السوفيتي السابق الدورة الاولمبية التي اقيمت بالولايات المتحدة الامريكية ردا على مقاطعة الاخير الدورة الاولمبية التي جرت بموسكو العام 1980 مما اثرت المقاطعة على المنافسات الرياضية وانجازات الرياضية الاولمبية خضم الحرب الباردة بين الدولتين. والمعلوم ان الالعاب الاولمبية على مر تاريخها اختصت عن غيرها من البطولات بمفاهيم السلام والتعارف والمنافسة الشريفة بحلقاتها الخمس وفق رغبة مؤسسها صوب اهداف رياضية نبيلة.
وايضا كانت مباريات منتخب مصر والجزائر نحو التأهيل لكأس العالم المقبلة هذا العام عقب اخيل في تردي العلاقات السياسية بين الدولتين العربيتين ومارافقت المباريات من تصعيدات سياسية وثقافية وشعبية مؤسفة. مثلما تسبب الحروب العالمية في تأجيل اجراء البطولات الرياضية الى ما بعد الحرب وتأثير ذلك على حياة الشعوب علامة للحرب والحياة غير الطبيعية.
وبينما تهتم دول الايديوجيات المركزية بالرياضة بشكل اكثر حزما ومحاسبة لرياضيها لاظهار سلامة سياساتها الاحادية تأخذ الدول التي تنتهج سياسات الانفتاح من الرياضة غاية لاظهار متانة اقتصادها الحافز لنجاحات الرياضية.. بل ان ايرادات الرياضة لبعض الدول تشكل ميزانية مالية هائلة.. اذا حسبنا ان سعر اللاعب الواحد وصل الى قرابة 120 مليون دولار فكيف بحجم الاموال التي تأتي لدولة عبر عدد من اللاعبين المحترفين ناهيك عن الشهرة عالميا على سبيل المثال دولة البرازيل وشهرتها العالمية ومداخيلها عن الرياضة عامة وكرة القدم بالخصوص.
والسؤال الاهم الذي يطرح نفسه بقوة كيف يمكن عبر الرياضة تحقيق سلامة نهج تفوق الدولة وصحة افرادها على الصعد المحلية والعالمية؟
الاجابة المنطقية هي الاهتمام بالرياضة وخاصة لدى النشيء والاطفال في المدارس وجعلها ظاهرة حضارية يشترك فيها الجميع كبارا وصغارا نساءا وشبابا في الشوارع العامة والمساحات الخضراء وايضا عبر تأسيس مدارس رياضية خاصة واندية رياضية لمراحل عمرية مختلفة بتوفير اموال كافية وخطط استراتيجية يدعمها الاعلام عدا المشاركة واعداد مهرجانات وفعاليات رياضية سنوية ولمختلف انواع الرياضة وقبل كل ذلك ادخال مادة التربية الرياضية ضمن المناهج الدراسية كمادة يمكن الرسوب فيها والتقييم يتم عبر الامتحانات مثل الدروس الاخرى.
ان علاقة الرياضة بالسياسة تتجلى في تعاريف السياسة العديدة منها فن الممكن او انها كيفية تشخيص علل المجتمع ومعالجتها والمضي به صوب غايات النجاح والتقدم.. بينما يستشف من تعاريف الرياضة العديدة دور الدولة في الاهتمام بقابليات مواطنيها صحيا وبدنيا واشاعة اجواء الفرح والتعارف والسلام والانجاز العالي للرياضيين في مجتمع صحي رياضي يوكب العصر ويحقق النجاحات على مختلف الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية.
فالرياضة سفير سلام وتفوق وتقدم وكلها بالضرورة غايات السياسات الرشيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار