الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شامة على خد المشموم جديد الفنانة زهرة الأجنف لكل عشاق التراث

حكمت الحاج

2010 / 4 / 12
الادب والفن


تزامنا مع شهر التراث لعام 2010 في تونس، يصدر نهاية شهر نيسان ابريل الحالي الألبوم الغنائي الجديد للفنانة التونسية زُهرة الأجنف بعنوان (شامة) ويتضمن سبع أغنيات من اللون التراثي الذي عُرفت به هذه ىالفنانة على نطاق واسع، ست منها بتسجيل استوديو والسابعة بتسجيل مباشر من حفل حي.
وتأتي هذه المجموعة من الأغاني التي يتضمنها ألبوم (شامة) في السياق الفني نفسه الذي درج عليه الألبوم السابق للفنانة زُهرة الأجنف والذي كان حمل عنوان (رقراق) من جهة ترسيخه للخطوط الثلاث التي تعمل عليها الفنانة منذ سنوات متمثلة في الغناء التراثي الحضري وغناء التراث الريفي وغناء الانتاج الخاص بها، كلمات ولحناً.
واذا كان ما يفصل بين الألبومين مدة تقرب من السنوات الخمس، فإن مسافة أخرى ربما جاءت هذه المرة لتفصل ما بين (شامة) و(رقراق) ألا وهي اختلافات واضحة طالت البنية الايقاعية والتنغيم المقامي للأغنيات ومن ثم التنفيذ والتوزيع الموسيقيين في أفق العلاقة مع الأنماط الغنائية الغربية الحديثة التي تميزت الفنانة زُهرة الأجنف في تجسير الفجوات بينها والغناء العربي، فاختفى ذاك التنوع الذي سمعناه في ألبومها السابق ما بين الجاز والبوب واللاتينو والهندي والبلوز لصالح بيئة ميلودية ذات مراجع أشد محلية في ألبومها الأخير.
أولى الأغنيات والتي حمل الألبوم اسمها عنواناً له، هي (شامة) والتي جاءت بالتسجيل الحي المباشر (لايف) من حفل أقامته زُهرة الأجنف ضمن مهرجان (ديما جاز) في قسنطينة الجزائر عام 2008 صحبة فريق (فندق الجاز) مُطعماً بعازفين من تونس والجزائر وايطاليا. الأغنية من كلمات وألحان المرحوم عبد الوهاب عرفة، وكان قد كتبها وأداها في مدينة (قفصة) التونسية في ستينيات القرن الماضي. أما شامة في الأغنية فهي شامة الحقيقية في حياة الراحل عبد الوهاب عرفة، أعني ابنته التي اضطر لفراقها بعد طلاقه من أمها. وبما أنه كان لا يراها إلا في الأعياد والمناسبات فإن الأغنية كانت تتمنى أن يكون كل يوم عيداً من أجل لقاء (شامة) التي نجحت زُهرة الأجنف وايما نجاح بعد سنوات طويلة من إعادة ذكراها للحياة وإحياء صورتها المؤثرة في الخيال الشعبي عبر أدائها الرائع لهذه الأغنية التي يصعب نسيانها.
ويمكن أن نضع بسهولة أغنية (خد المشموم) وكذلك (صفات غزال) ضمن أغاني التراث الحضري لجهة (قفصة) تحديدا، مع التذكير إن صاحبة الألبوم هي أصيلة هذه المدينة العريقة في قِدَمِها وحضارتها وتاريخها، والتي تقع في الجنوب الغربي التونسي.
ومن تراث الجنوب الشرقي التونسي وتحديدا من منطقة (تطاوين) جاءت أغنية (جمل يهدر). ومن تراث الجنوب أيضا هناك في الألبوم تلك الأغنية الساحرة (اركزي ع الرمله) حيث يتناغم الايقاع ما بين شدة ولين، ووصف جمال المرأة وجاذبيتها المنعكسة على ذرات الصحراء وتحت وهج شمسها وكأنها سفينة تتهادى في عباب بحر بعيد وما هي في الحقيقة إلا سراب في سراب.
أما أغنية (زينك عجيب) فبعد تحويرات وكي لا نقول تهذيبات على كلام قديم، صاغت زُهرة الأجنف لحناً مميزا جاء بإمضائها الشخصي لكنه أصيل الى درجة ان السامع سرعان ما سيدرجه ضمن ما هو متعارف عليه من التراث المسموع.
ومن النمط التراثي الخالص ستكون أغنية بعنوان (النجع) من كلمات وألحان الفنان الشعبي أحمد بن صغير في ثاني تعامل بينهما بعد أغنية (رقراق) والتي حمل الألبوم الأول لزُهرة الأجنف اسمها عنواناً له.
ويحلو لزُهرة الأجنف، إن كان الأمر بصفتها امرأة، وإن كان بصفتها فنانة مثقفة ذات رسالة، أن تصنف أغنياتها من منظور فكري وفلسفي يتخذ من مفهوم (الجندر) أي النوع الاجتماعي، مُقترباً له. وهكذا فإن انتجات زُهرة الأجنف الغنائية هي في غالبها خطابات نسائية أو نسوية دون أن يعني ذلك حصرا عدم ورود اغنيات ولو قليلة تقدم الخطاب الرجالي في الأداء الفني ذاك المُعَبّر عنه بصوت الغزو والحروب ومآثر الصيد والطرد.
فمثلاً أغنية (زينك عجيب) تقول عنها زُهرة الأجنف إنها أغنية رجالية بينما أغلب أغاني الألبوم ترسخ الصوت النسوي، الذي اتخذ عبر الزمان ومن خلال مناسبات الأعراس، شكلا خاصا من حيث القالب الموسيقي بات يطلق عليه اسم (المحفل) كان من مميزاته الكبرى هوالأداء الجماعي إذ يذوب صوت المرأة الفرد في صوت المرأة الجماعة كنوع من الدفاع المستميت عن الحياة وبقاء النوع. وربما كان هذا يشبه نوعا ما أداء الجوقة أو الكورس في المسرح الاغريقي.
ملاحظة صغيرة لن تفوت المتلقي وهي حذف الاسم الثاني لصاحبة الالبوم والاكتفاء بزُهرة اسما وحيدا على غلاف المنتوج الفني، والسؤال ان كان هذا من ضغوط التسويق أم من مقترحات الانصياع لرغبات التجديد في عالم الفن والفنانين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -شد طلوع-... لوحة راقصة تعيدنا إلى الزمن الجميل والذكريات مع


.. بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تنظم مهرجانا دوليا للموسيقى ت




.. الكاتب في التاريخ نايف الجعويني يوضح أسباب اختلاف الروايات ا


.. محامية ومحبة للثقافة والدين.. زوجة ستارمر تخرج للضوء بعد انت




.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة