الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الامل والخوف

عدنان شيرخان

2010 / 4 / 13
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


ربما يستطيع امثال احمد (55 عاما) الذي التقيته صدفة تفسير سبب عزوف نحو 40 بالمئة من الناخبين عن الذهاب الى صناديق الانتخابات الاخيرة.
فقصته تلقي اضواء على اجيال من ضحايا حكم النظام السابق الذي سرق احلى وأجمل سنوات شبابهم في الخدمة العسكرية التي خرجوا منها صفر اليدين، ثم جمدهم الحصار الاقتصادي الذي فرضه مجلس الامن ظلما على الشعب العراقي 13 عاما مرة ومؤلمة، ضاعت من اعمارهم نحو 25 عاما دون ادنى مردود اقتصادي وضمان لعوائلهم، وكانت كلمات الحمد والشكر تعبر بشكل وآخر ان النفس لايزال يصعد وينزل.
يقول احمد (نشعر اننا نستحق بعض الثناء بسبب معارضتنا العنيدة لنظام صدام، ورفضنا الانتماء الى حزب السلطة وخسرنا فرصة العمل في وظيفة حكومية، كانت السبب في حصول الاخرين على امتيازاتها كالسكن وراتب تقاعدي مضمون)، ويضيف بحسرة ( لم يعر احد لنا اي اهتمام، اختلط الحابل بالنابل، ويعتقد البعض من السياسيين الذين كانوا خارج العراق ان جميع من بقى في العراق انبطحوا باذلال امام النظام وجبروته، وأصبحوا سببا لاستمرار وجوده).
انتظرت اجيال سقوط النظام السابق عقودا طويلة، وكان احمد يظن ان يوم سقوطه سيكون نقطة فاصلة في حياته وحياة عائلته، يقول: ( بسقوط نظام صدام سقطت من يدي جميع الحجج والاعذار بمقاطعة العمل الحكومي)، ولكن امورا حدثت برأي احمد غير مفهومة وقابلة للتفسير، كالظهور السريع لمجاميع اختصت بالاستفادة من الاوضاع الجديدة والعمل مع السياسيين الذين ملأوا المشهد بسرعة مذهلة.
ومع مرور الشهور والسنين على التغيير بدأت احتمالات حصول احمد على عمل حكومي (محترم) تنخفض بشكل واضح للغاية ، وعادت مشاعر اليأس والاحباط والمرارة تملأ نفسه، ومعنوياته التي كان مبعثها سقوط النظام اخذت بالانحدار.
لم تأته فرصة العمل التي يتمناها، ودخل اثنان من ابنائه سباق التنافس معه للبحث عن عمل، يقول احمد مازحا بسخرية : ( أقراني في الدول الاوروبية يحالون على التقاعد، ومن عبث الاقدار انني لاأزال ابحث عن فرصتي الاولى في العمل الحكومي، الذي سيضمن لي راتبا تقاعديا وسقفا اعيش تحته ما تبقى من عمري).
يصر احمد انه يتجنب الحديث في السياسة، وانه يتكلم في الاقتصاد والامور العامة، وعن سبب عدم ذهابه الى صناديق الانتخابات، يقول ( انا مواطن بسيط، ولكن لي مشاعر واحاسيس، عشت حياتي مشتتا بين الخوف من المستقبل والامل والرجاء بأن يحمل التغيير شيئا مهما لي ولعائلتي ، ولو سمعت احد المرشحين يوعد امثالي صادقا بأصغر وظيفة لذهبت زحفا لانتخابه) ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة