الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعامة :وطأة زيف .. متى تنتهي ؟

الهادي خليفي

2010 / 4 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الزعامة وهم شرير يسكن المرضى ويصدق به الجهلة ،الزعامة لا تجد لها ارضا في المجتمعات التي تشكَّل العقل فيها على اساس العلم والمنطق وهي لا تنتشر وتروج الا حيث العقل تحكمه العاطفة ويبنى على الانطباع .. الزعامة تعكس خللا في نفسية اجتماعية عامة يجد له تجلٍّ في عدم التوازن لدى المتزعم و"المزعوم"( المفعول به=المصدق بالزعامة) على حد سواء.المتزعم اومن يُدعى زعيما لا يعدو ان يكون حالة من اثنتين فإما انسان تجاوزت عنده الثقة بالنفس حدودها القصوى .وكل ما جاوز حده انتهى الى ضده او شخص مفتقد الى تلك الثقة اتاحت له مصادفات تاريخية او ظروف ما فرصة الامساك بالسلطة فيعمل على استغلالها الى الحد الذي يغطي بها عن نقاط ضعفه ..بعض المتزعمين كان يدعي أن العناية الالاهية هي من ارسله لانقاذ امته فانتهي بها بممارساته الرعناء الى هزيمة واذلال تاريخيين ..
مهما استندت الزعامة الى دين او جنس او ايديولوجيا فانها لا تتجاوز حقيقة كونها خرافات العصر اذا جاز ان لكل عصر خرافاته ..اما المزعوم الخاضع للزعامة فهو فاشل ، غريق ينتظر المخلص وعلى استعداد ان يصدق اوهاما تغازل احلامه اكثر من استعداده لتصديق واقع مرٍّ يعيشه او ممكن لا يرتقي الى انتظاراته ..
أسوء ما في ظاهرة الزعامة اتفاق جميع المصابين بدائها حول امر واحد :اهمال الانسان وامتهان ذاته بدعاوى شتّى نشر الدين او حمايته،توحيد الامة،تحرير الوطن،اعلاء القومية ،حفظ الامن ،تحقيق التنمية،مكافحة الارهاب...وتحت كل العناوين وفي كل الصور يُنفق الانسان ويُهدر كأتفه ما يكون من اجل غاية تنتصب فوقه وتحيله اداة تستعمل لبلوغها ..نتيجة آلية تنتج عن هذه النظرة العمودية إلى الإنسان تتجسّد في تغييب كامل للشعب كفاعل وكصاحب ارادة وحق في تقرير مصيره كما يراه ويعبر عنه ..انه لامر طبيعي في حضور ذات الزعيم شبه الاهية ذات تستذكر ابطال الميثيولوجيا الاغريقية القديمة وتستحضرها في نسخ جديدة ..
تستحدث الزعامة اذ تحدث في التاريخ طبقة اجتماعية جديدة في البناء المجتمعي تتكون من افراد يحيطون بذات الزعيم من الانتهازيين والمتزلفين ومستغلي الفرص واللامبالين بماسي الاخرين طبقة همها رضا الزعيم ..وملء الجيوب.
يتزامن مع مرحلة الزعامة تحول في قيم المجتمع ومعاييره الاخلاقية ولا يذكر التاريخ زعامة سياسية خلت فترتها من تفشي ظاهرة الوشاية وتحولها لدى الفرد من قيمة مرفوضة الى واجب وطني او على اقل تقدير لا يعاب ممارسها وظاهرة اللامبالاة وان يظهر الانسان لتامين سلامته غير ما يبطن ...
واذا كانت هذه بعض اثار الايمان بالزعامات فان استئصال هذا الوباء المميت لطاقات الامم والمخدر للشعوب يتطلب منا - كابناء منطقة فاض تاريخها بالزعماء فاغرق ابناءها في معاناة لم تنته بعد -الاستثمار في انماء العقل وتحريره من انماط واصول ثقافية بالية ومتحجرة تسهل انبثاق فطر الزعامات السّام والارتقاء به الى فهم العالم وفق مناهج العلم ودعوة الفرد الى الثقة بالنفس دون افراط للتأسيس لمواطنة تحترم الانسان وتؤمن بانسانية الحاكم وامكان خطئه ومحاسبته كالبشر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في