الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام و كشف عورة الفاسدين

نوري جاسم المياحي

2010 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لامني احد القراء عندما اتهمت في مقالي الاخير الدور الامريكي البريطاني بسبب محرقة الهولوكست العراقية خلال السنوات السبعة العجاف الماضية مدعيا ان العراقيين هم سبب المحرقة وليس الامريكان .. قد يكون راي القاريء مصيب وفيه بعض الحقيقة وليس كلها .. اذا اعتبرنا الوسائل والايادي المستخدمة في المحرقة هي عراقية ذات جذور وجنسيات بريطانية وامريكية .. والمحتل هو من اتاح الفرصة وهيأ الظروف لهم .. ومن الموضوعية الواقعية والتاريخية ان نحدد الجناة بحق شعبنا المظلوم بالتضامن والتكافل وهم النظام الدكتاتوري الفاشي .. وقوات الاحتلال .. وعملاء الاحتلال الذين اتوا معه .. وجوقة النصابين والحرامية والفاسدين من عراقيي الداخل الذين استغلوا الفرصة للعبث بكل المقدسات والثوابت الوطنية العراقية ...
اليوم وبعد سبع سنوات من غياب الدولة المدنية .. لابد ان نقف وقفة تمعن موضوعية .. الاحتلال ازاح نظام دكتاتوري شمولي .. واستبدله بنظام الفوضى البناءة ..حيث لاأمن .. لاعدالة .. وغياب ملحوظ لدولة القانون .. واهم مأساة عاشها العراقيون .. ظاهرة الفساد الاداري والمالي والاجتماعي ,, والاخلاقي .. والقيمي .. حتى ان البعض يصف الفساد بفساد السمك ..عندما يذكر ان الفساد وصل الى ذيل السمكة .. وامل من القاريء ان يفهم المغزى من هذا التشبيه ..
من الانصاف ان لانبخس الاحتلال من بعض الايجابيات والحسنات و نذكر اهم ما حققه الاحتلال .. توفير الفرصة لبناء النظام الديمقراطي الحقيقي .. ولكن تجار السياسة اضاعوا هذه الفرصة الثمينة وافرغوها من محتواها الرائع .. بسب تربيتهم المعادية لكل نهج ديمقراطي .. وهذا ليس ذنب الاحتلال وانما ذنب تجار السياسة من رجال الدين وغيرهم .. ودول الجوار التي تخشى نشوء نظام ديمقراطي في العراق يهدد انظمتهم الرجعية والقمعية .. اما الميزة الثانية التي يجب ان نشكر الاحتلال عليها .. هي فتح باب حرية الاعلام والكلام التي حرم منها العراقيون لمدة45 سنة .. اليوم وبعد غياب الاجهزة الرقابية الحكومية والاهلية .. برز الاعلام كلاعب رئيسي على الساحة العراقية .. كمراقب يكشف عورات الفساد الاداري والمالي الذي طغى واستشرى ...
الاعلام المرئي او المسموع او المقري .. يمكن تقسيمه الى ثلاث ولاءات .. الاعلام الموالي للاحتلال وهو الاعلام الذي يدافع عن المحتل حتى لو قتل كل الشعب العراقي .. ويطلق عليه تسمية التحرير .. وان قتل مليون عراقي فهذا ثمن التحرير كما يدعي .. ويدافع عن المحاصصة البغيضة التي دمرت وحدة الشعب ومزقته .. ويصورها كانها هي الحل الانسب لمصيبة العراقيين .. اما نهب اموال الشعب وثرواته الوطنية .. فهذا يصفونه بالاستثمار وتجارة السوق الحر .. والشعب يموت من الجوع و شركات النفط الكبرى يجب ان تتخم من الثروة التي وهبنا الله اياها ..ولاحق لنا في الاستفادة منها .. الشركات تستولي على اللب ونحن يجب ان نقبل بالقشور .. ياللمهزلة الشهرستانية والعاصمية ... وهناك الكثير من المواقف يروجون لها وكانها الحقيقة المقدسة بحكم عمالتهم للاجنبي .. علما ان معظمهم يحمل جنسية البلاد التي احتلتنا ..
.. الاعلام المعادي للاحتلال .. ينطبق عليه الوصف القائل ( حق يراد به باطل لانه ليس عراقي خالص 100% ) ..كلنا نعرف وحتى بوش اعترف بذلك .. أن مقاومة المحتل واجب شرعي واخلاقي ووطني مفروض على كل عراقي شريف يحب العراق وينتمي اليه .. ويحرص على استقلاله .. ولكن والتجربة على الارض عرت وكشفت عورة الكثير ممن يدعون انهم يمثلون المقاومة الوطنية .. فتبنوا شعارات ومواقف تخدم اعداء الشعب العراقي من دول الجوار .. واصبحوا كغيرهم ممن جاء مع الاحتلال .. الذين اسميهم تجار السياسة والعمالة .. اما هؤلاء فاسميهم تجار المقاومة .. الذين يقامون المحتل من وراء الحدود وثرائهم وثرواتهم لاتقل عن ثراء القادمين مع المحتل .. المقاوم الحقيقي هو من بقي بين اهله وشعبه .. وضحى بحياته وماله وعائلته فداء للوطن .. المقاوم الحقيقي هو من يستهدف المحتل .. وشركاته الامنية .. وعملاءه .. لا من يستهدف البنى التحتية وتفجير الابرياء بالشوارع وتهديم الدور على رؤوس ساكنيها .. او يثير الفتنة الطائفية والقتل على الهوية .. او يستهدف شرطي او جندي بسيط بلا ذنب او جريرة .. سوى ان يريد ان يعيش عائلته عن طريق هذا المسلك .. وقادتهم يسرحون ويمرحون سفرات وايفادات واللفط والشفط على قدم وساق ..
... الاعلام الثالث هو الذي يتبنى الافكار العراقية الوطنية الصادقة .. وبصراحة اقولها لاتوجد مؤسسة اعلامية غير مسيسة لهذا الطرف او ذاك .. ولكن هناك اعلاميون احرار شرفاء يحاولون استثمار الفرص المتاحة لهم لنقل هموم المواطن .. وفضح الفساد المستشري في الاجهزة الحكومية .. ومن هنا نجد ان هؤلاء الاعلاميون الشرفاء مستهدفين من قبل المجرمين والخونة والفاسدين ومن اوائل العراقين الذين دفعوا حياتهم ثمنا لحرية الكلمة .. الى درجة اصبح العراقي النزيه عملة صعبة في عراق اليوم بينما كان المرتشي والفاسد شواذ ومنبوذين في المجتمع العراقي .. اي ان القيم العراقية قد انقلبت رأسا على عقب خلال العقود الخمسة الماضية .. وهنا تكمن خطورة هذا التحول في مفاهيم النزاهة والوطنية .. في المجتمع العراقي مما يتطلب اعادة النظر في النظام التربوي ..وابتداءا من مرحلة الحضانة .. ففي السابق كان للمؤسسة الدينية سواء الاسلامية او المسيحية دورا مشهودا .. ولكن تحول هذه المؤسسات الى مؤسسات تبشيرية دينية او طائفية بدلا من بناء الطفل العراقي على القيم الصحيحة المعاصرة .. قد اضر كثيرا بالسلوك الفردي والجمعي للمواطن العراقي .. اليوم نجد الاحزاب الدينية قاطبة ومن خلال دعاتهم وافكارهم المتعصبة في اجترار الاحداث التاريخية قد سلبوا من الطفل حق الحياة في الثقافة والتعليم المعاصرين .. انهم يستغلون الطفل او الشاب او المرأة لبناء هياكلهم السياسية التي تخدم طموحاتهم الشخصية فقط .. اما التربية الوطنية وادامة الحس الوطني فقد علقوه على الرف .. لان فاقد الشيء لايعطيه .. اليوم رجل الامن لكي يحارب القتلة نجده يتحول الى قاتل .. ومن يحاول محاربة الارهاب بالفهوم الامريكي يتحول الى ارهابي دون ان ينتبه .. وهل ننتظر من الفاسد والمرتشي أن يعلمنا النزاهة والامانة ؟؟
من خلال متابعتي للفضائيات والاعلام والاعلاميين تكونت لدي الافكار التي ادرجتها اعلاه .. وساتطرق الى دور فضائية معينة والي تساهم في كشف المستور من خزي وعار المسؤولين الفاسدين الذين لاتهمهم الا جيوبهم وطموحاتهم الشخصية مستغلين كل الواجهات بما فيها واجهة الدين الحنيف والذي بريء منهم بالدنيا والاخرة .. الفضائية المقصودة هي فضائية الحرة – عراق .. الامريكية .. وبالرغم من اهدافها الاعلامية لخدمة الاحتلال والترويج له وتبييض صورته امام العالم .. ولكن مراسيليها ومقدمي البرامج الحوارية من الشباب العراقي المحب لوطنه .. والذي يتألم لالامه .. والذي يعيش الحدث بالصورة والصوت وينقلها سواء للحكومة الامريكية او الشعب العراقي .. لجديرة بالتقدير والاحترام .. فقد عرضت تقارير مصورة حقيقية لمراسليها في محافظات القطر المختلفة .. فضحت قصور واهمال المسؤلين في هذه المحافظات .. والغريب الذي لفت انتباهي هي مسارعة المسؤولين لمعالجة القضية المطروحة وباسرع من البرق .. الكثير من الفضائيات تعرض الكثير من الويلات والمعاناة التي يعيشها المواطن ولكن لا احد من المسؤليين يعيرها انتباها ... وهذا لايعني انني اقلل من الدور الانساني الذي يلعبه مراسلي الفضائيات الاخرى او كوادرها من العراقيين .. اما بالنسبة لفضائية الحرة –عراق .. اناشد كل العاملين فيها من احرارالعراق بالمزيد من هذه التقارير ليعرف المسؤول ان هناك من يفضحه وينقل الصورة ويعرضها امام الشعب المظلوم ..
ولكي اقرب الصورة الى القاريء .. فقد عرضت هذه الفضائية شريط مصور لسكان المزابل وهم يعيشون في بيوت التنك وفي محافظة بغداد العاصمة وفي القرن الواحد والعشرين وبعد سبع سنوات من الاحتلال وبعد ان صرفت مئات المليارات من الدولارات !!!!! ..وفي اليوم الثاني لعرض الفيلم .. خرج المحافظ على الشاشة يطالب هؤلاء المساكين بمراجعته في المحافظة ليصرف لهم كرافانات للعيش فيها .. ولو انني لا أمتلك المعلومات الذقيقة حول هذا الموضوع .. هل تحقق وعده او لا ؟؟؟ ولكنني واثق .. انه لم يتحقق بسبب عشرات الالوف من العوائل التي تعيش في بيوت التنك .. والمحافظ كما اعتقد لايمتلك مثل هذه الامكانية .. لان كل كرفان يكلف عشرة ملايين دينار على الاقل !!!
وعرض فلم مصور لتلاميذ قرية العباسية التابعة لمحافظة النجف وهم يدرسون في مدرسة ( المقاتل العربي ) وصفوفهم من الخيم .. وحسب الاصول .. سارعت تربية النجف لسوق التبريرات التي لاتقنع الحمار .. وحسب الاصول .. صرفت كرفانات .. لاستخدامه كصفوف ..هذا مما يؤكد لي ان صاحب معمل الكرفانات ( ايده بالدهن ومقرب من احد المسؤولين الكبار لان سوك الكرفانات ماشي ) .. وهذا يذكرني بصاحب معمل الصبات الكونكريتية والتي استخدمت بشكل ازعج كل عراقي شريف لاقامة اسيجة الفصل الطائفي .. (والذي لا اعرف اسمه) ولكن بالتأكيد اصبح ملتي ملياردير وبالدولار مو بالدينار العراقي .. وهل هو عراقي لو من حملة الجنسية الامريكية ؟؟؟؟ الله واعلم ..
الحالات التي عرضت كثيرة لاتعد ولاتحصى .. ولكن اخرها عرض فلم مصور لقرية في محافظة الديوانية .. لاهاليها وهم يعيشون في القرون الوسطى .. لاماء .. لاكهرباء .. لامدرسة .. لامستوصف .. والغريب المستهجن والممقوت ان يقوم محافظ الديوانية ومجموعة كبيره من مريديه بزيارة اعلامية دعائية للقرية وتفقد احوالها .. وكانها اثرية اكتشفت بالصدفة .. والاغرب من هذا انه يشكر فريق الحرة لاثارة الموضوع وكأنه عايشهو جماعته بالمريخ ؟؟؟.. لطرحهم الموضوع في الاعلام .. يا للاسف .. تعليق الامل على مثل هؤلاء المسؤوليين لايمكن ..وهذا غيض من فيض ..
انا في الوقت الذي اثمن دور هؤلاء المراسلين الشرفاء والذين ينقلون الصورة الحية لما يعانيه فقراء العراق .. اناشد ادارة الفضائية والعاملين فيها ان يكثروا من هذه التقارير مادام المسؤول يركض ويسارع لمعالجة السلبيات .. وحتى لو بالكلام .. واناشدهم بارسال مراسليهم .. لزيارة المعتقلات والسجون والمنسين الا من رحمة الله .. لزيارة المستشفيات والمرضى .. لزيارة القرى والارياف .. لزيارة عوائل المعتقلين والمفقودين .. لزيارة المحاكم وكيف يحاكم المتهمين .. وزيارة سوق الاوراق المالية وفضح الطريقة القانونية في سرقة اموال من تورط واشترى اسهم من هذه السوق الملعونة .. من امثالي .. زيارة الوزرات والاطلاع على البطالة المقنعة التي تعشعش فيها
واخيرا أوكد أن .. الاعلام والاعلاميين الاحرار هم الملاذ الوحيد لشعبنا المظلوم .. فبارك الله بكل اعلامي نذر نفسه للدفاع عن الفقراء والبؤساء ..
حفظ الله العراق واهله ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفاتة حذقة
مرتضى الكربلائي ( 2010 / 4 / 14 - 06:50 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... عودنا الحاج نوري المياحي على الالتفاتات الحذقة والملاحظات الدقيقة وقد اعجبتني هذه الالتفاتة للعلام وازيد من طلبه للمسوؤل ان يشاهد ويلم بجميع الاحداث لجميع الفظائيات وبالمناسبة هذه ان المقاول الذي اخذ على عاتقه مسؤلية الصبات الكونكريتية هو عبد الله عويز وقد اصبح اكبر مقاول في العراق واختص بالجسور والبنايات الضخمة واخذ يستثمر في دولة الامارات (الله يزيدهة عليه) واصله من محافظة الحلة الفيحاء مع العلم ان بدايته كانت بسيطة جدا والان اصبح اكبر مقاول في العراق؟؟؟؟ الحمد لله.

اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل