الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاجِرْ

يحيى علوان

2010 / 4 / 14
الادب والفن


لأِبنِ الشط

للريـحِ الصفيرُ ..
لـ" الشرقِـيِّ " مُدَوَّخـاً ، تائهـاً بينَ الظُلوع ، نشيجٌ ،
ولفَحيحِ " ضيقِ الصدر "، رَيّـا ،
لضفافِ المفرداتِ ، عَطَـشُ النَجيلِ ،
للمَنسيينَ على قارعةِ الإستفهامِ غَمـزُ الشُهُبِ تَجـرَحُ جبينَ الظُلمَة ،
وللمحرومينَ حسرةٌ حَـرّى ، أضـلُّ من رسالةٍ غَفلَ العنوان ...
ولعَتمَـةِ " اللا أدري " كلَّ الفضلِ علينا ، فلولاهـا ما تُهنـا فـي مجـاهيلِ
النَبشِ عـن ضـوءِ أسئلةٍ للفرحـةِ وَلاّدةٍ ..
بهـا ، قـد نَصَّيدُ النسيانَ مـن لُفافـةِ تِبـغٍ تُجَنِّنُ الرَبْـوَ ..

* * *
لهـاجِـرَ ، أُمَّنـا ، نبـعُ الجنّـة ،
ولـ" هاجِرَ " عَطَشُ الرضيـعِ لِحلمَةٍ ... أّرَقْنَـا لهـا دِنانَ رِضـابِ الصحو ،
وعسَلَ الأحـلامِ مُحَرَّقـاً بشواظِ شَبَقِ لا يرتـوي .
رُحمـاكَ ، يـا قطـا "هاجِـرَ " ، إنتظـرْ !
رُحمـاكَ ، رُحمـاكَ ، سَتَقَتلُنـا إنْ أجْفَلتَهـا ، يا قَطاهـا !
قـدْ يَفْلِتُ مِسمارُ أمـانِ " الرمانـة " بيننا !
تَتِكُّ .. تِكْ ، تِكْ ، تِكْ .. تِكْ
...........................
فنوغِلُ إندساساً ببعضٍ ، حـدَّ الشهقةِ الُمشتهاة ..
ومِـنْ بَعـدُ ، فليأتيَ الطوفـان ..!
تَمّرَّسنا ، " من قاعِ اليأسِ ، نَستولِـدُ قِمَّـةَ الأمـلِ " ،
نَبقـى ساهرينَ ، حتـى ينـامُ الليلُ فجـراً ..
فنحـنُ مـن قبائلِ الغبارِ ، والضجيـجِ ، والثرثرةِ ،
قبـائلَ تسبحُ فـي هُـلامِ الرؤيـا ،
تَتَحسَّبُ المسـافَةَ بينَ الرمـلِ والسراب ،
لا تَتَجـرَّعُ جِـراحَ عثـراتهـا بصخـورِ " الدُنيــا " !...

* * *

و" هـاجـرُ " هـيَ ، هِـيَ ، على سِرِّ جَـدَّتِهـا سالومـي ،
لا تَمِـلُّ مِـنْ هَـذَيانِ عِطـرهـا ،
تُرَقِّصُ فِتنتَها علـى أوجـاعِ النَشوَة ،
تُجَمِّـدُ تِيـهَ المفرداتِ علـى ضِفـافِ الشِفاه ،
فَتَأسرُ ، حتـى ظـلالَ المعانـي ، لَمّا تَمُـرُّ ..

و" هـاجِرُ " ، سَمكةٌ ، تنزَلِقُ بينَ أناملِ الحُلمِ ،
عندمـا يكتملُ الحنينُ بـدراً ،
حينَ يُوشِكُ زَمَـنُ القصيدةِ أَنْ يَتَخَمَّـرَ فـي جِـرارِ الـروح ،
مَختومـةً بآيِ الشوقِ ،
* * *
و" هاجِـرُ " لا تَعتَصِمُ إلاّ بإزارِ الضبـابِ ،
تَتَكىءُ على ظِلنـا ، نُرَقرِقُ خَمرَتنـا فـي "جراديغ" الشاطيءِ ،
أَودعنـاها أَزاهيـرَ العُمـرِ ،
رحيقَ الصَبـواتِ ، مسكوباً علـى أرصِفَـةِ المحضـورِ ،
نُخفيها بينَ جُنُبـاتِ البساتينِ ، سَكْرَى بهـدأَةِ الليلِ ، المهتوكِ
بوميضِ النجـمِ وفوانيسِ " إبنة المنصور " ،
علَّنـا ، ... ثُمَّ عَلَّنـا نُذيبُ وَحشَةَ الحاضِـرِ وعذابَ ما سيأتي !
نُفَتِّتُ الحسَراتِ جـوعـاً لمَقـامٍ مبحـوحَ " التحـريرِ " ، مذبـوحَ " القـرار " ،
نقـولُ للصُبـحِ أَيـنَ ضَيّعتَ النـدى ؟!
يَرُدُّ الصـدى .. " بذاكِـرةِ العُشبِ ، أو رُبّما بدانتيلِ قميصهـا
الداخِلي ، هـاجِرَ " !

* * *

تعالَ ، يا إبنَ الشَطِّ نَنفِضُ ثلـجَ المشيخِ ،
مَمسوسينَ ، ندوسُ بأطرافِ الروحِ درابينَ الكريمـاتِ ، حتى شِريعة الشيخ عبدالله ،
نتوضأُ بمـاء الصُبَّـةِ ...
هنـاكَ ، نَشَرنـا أحلامَنـا تَجِفُّ على حصير الخوصِ ،
حيثُ الناياتُ المقهـورةُ تبكي نبوءاتِ مصائرنـا ،
مُتأسِيَةً ، تَتَلَفَّتُ المـرايا نَحوَنـا ،
نعتَصِـرُ سرابَ البـوادي ،
ونُلَملِمُ مـا نَسَته الريحُ مـن بقايـا أحـلامٍ ، فـي جـرَّةٍ ،
لا نكسِرُهـا يومَ " المِحْيَـة " !
أحـلامٌ لا تزالُ تـدُقُّ بـابَ الغفـوِ ...
آهٍ مـن الأحـلام !
مـاذا فَعَلَتْ بنـا الأحـلام ؟!
..... تُحـاوِلُ كَسرَ ظُهـورِنـا فَقَـرَةً ، إثـرَ فَقَـرَةٍ !
أَتَـدري كـمْ هـو مُمِـلٌّ ذلكَ الطـائرُ يٌغَـرِّدُ لِذُلِّه فـي قَفَصٍ ؟!
لا نـدري ، يا إبنَ الشَطِّ ، لكـنَّ ثُقـاةَ اللسانِ يقولونَ ،" لا يَجـوزُ المَجـازُ
فـوقَ الرُكـامْ !"
فإنْ كُنّـا لا نَجرؤُ علـى الكـلامِ بصيغَةِ المُتَكَلِّمِ ، فلا أَقَـلَّ منْ أَن
نقـولَ بأنَّ حـاديَ القافلـةِ ضـريرٌ ، كـاذِبٌ وإنْ صَـدَقَ .. !
أَنْ نكِفَّ عـن حِـلاقَـةِ ذقـنِ القنـاعِ كلَّ يـوم ،
وطِـلاءِ إبتسامَةٍ بالتراضي !!
أو أنْ نَفـرِدَ السِبّابَةَ والوسطى ،
أرَدنـا وطنـاً بـ" الحـلال " ، لا " المتعة " ، ولا " المِسيار "، أو " زواج السروال"!!
وطنـاً نُعاشِرُ فيه الحريـةَ ، دونَ خَـوفٍ أو وَجَـلٍ ،
وطنـاً يُقيمُ كرنفالاتٍ للحُبِّ ، والصِدقِ والإنسانْ ...
وطنـاً نُغنّي له : " عِشْ هكذا في عِلِوٍّ أَيهـا العلَمُ
فإنّا بِكَ بعدَ اللهِ نعتَصِـمُ "


لكنْ ، يا سمير ، بـي وجَـعٌ من أحـلامٍ تَتَذكّـرُنـا ، فتخجَـلُ مِنّـا ،
نحـنُ ، الذينَ شَحَذنـا سكاكينَ ذبحِنـا ، غيـرَ مـرَّةٍ ، ومـا كُنّـا إبنَ
هـاجِـرَ ، ولا إفتدانـا ربٌّ بكبشٍ !!
سَنَجُرُّ هودَجَ دَمِنـا ، أمـامَ " فُرسانٍ " رَكِبـوا كُثبـانَ الفُرَصِ ...
نستجدي أَكفـاناً لأئمـةِ " العُقـوقِ " ، لِقتلـى الأحـلام ...
ذُبِحنـا ، يا إبنَ الشطِّ ، صـادقينَ ،
ذُبحنـا مُتردّدينَ ،
وسنُذبَـحُ مُخطئين ...
لمـاذا نخسَرُ الصِـدقَ ، طالمـا المصيـرُ ، هـوَ المصيـر ؟!
لمـاذا نُقايضُ الأمسَ فـي أزِقَّـةٍ زَلِقَـةٍ ؟
فـي محافِـلِ سالومـي ، تَبيعُنـا بكمشةِ غَـزَلٍ رخيص ؟!
أو نَنتَشي بأنيـنٍ فـي موكـبٍ حزيـنْ ؟!

* * *

للخِضـرِ سَنُسرِجُ ظهـورَ المـاء ، وننتظـرْ .
عَلّـهُ ، على حصانه الأصهَبَ ، يأتينـا بـ"هـاجِـرَ" ،
تَستنفِرُ خوابينـا ،
أو قـدْ يأتـي يُعلمنـا الحكمـةَ ...
.............................
.............................
لكـنْ ، واحسرتاه ... !!
قيــلَ لنـا : " مـا زالَ هنـاكَ بنواحـي طنجـةَ ، منشغلاً عنّـا ، يُعَلِّمُ
كِليمَ الله الصَبـرَ " !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر


.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ




.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-