الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن الحرية .. من قصص ضحايا الارهاب

امنة محمد باقر

2010 / 4 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


ويد الحصاد لاتحيي الزهور ... عندما تبرى بحد المنجل !

مهمة الكاتب ، اي كاتب ، وخاصة الهواة من امثالي هي ان يجمعوا ماتفرق من صور في العالم الخارجي ويرسمون بها لوحة من الكلمات ، ولوحتي هذه كان يجب ان تظهر الى حيز الوجود منذ عام 2006 سنة الدمار والدم كما يصفها احد الادباء ..
لكن الجرح تقرح ... ولم اجد له شفاءا سوى ان اتحدث عن القضية الاساسية التي اصبحت هاجسي في الكتابة ، منذ فقدي للعديد من الاصدقاء ، واخلص الاصدقاء في حوادث ارهاب 2006 ...ومثلي لايذاع له سر على حد قول الشاعر.

علماء يقتلون في الربيع الخامس والعشرين ... كانت البداية وسأظل ادور في محورها .. احكي قصة حياة انبل انسان تعرفت اليه منذ تعرفت الى عنصر بني البشر الى يومنا هذا ...

هذا الانسان هو النموذج المتكامل الذي كنت ابحث عنه في ثنايا النفس البشرية ولم اعثر عليه الا في شخصية الشاب الذي تحدثت عنه في مقالي الاخير ... شخصية .. ذكرت اسمها وتاريخ ولادتها ..

واريد اليوم ان اخط ، بأسم الوفاء ... كلمات تأخرت كثيرا ... وآن لها ان تخرج الى حيز الوجود .. عرفانا مني بالجميل .. وماجزاء الاحسان الا الاحسان ..
الاخت التي علقت بقولها " طيفك بخاطري " هي اخت الشهيد .. والمقال السابق كانت قد نشرته هي في احد المواقع ... فنقلته لكي اعرف الناس بمأسي القرن الحادي والعشرين... قرن المعلوماتية التي اتاحت لنا ان ننفس عما في صدورنا.. ولم تتح لنا لحد الان ان نحاسب حكوماتنا ..
واليوم تلح علي القصة ان اكملها ...

ان الانسان عندما يقتل في بلد كالعراق ... تكون مأساة الصراع بعد موته ، اشد قسوة من موته ... لأنك في بلد لايعطيك الحق ... وماضاع حق وراءه مطالب ... ولكن ماذا تنتظر من بلد يقع على رأس الدول الراعية للفساد الاداري .. واذا دخل الفساد الى النظام القضائي ... وضاع العدل ... وانتشر الظلم في انحاء الارض ... اذن ماذا تنتظر ؟ ماذا ننتظر بعد ..

اقولها مرار وتكرارا .. كنا اطفالا نسمع مأساة الحسين عليه السلام منذ نعومة اظفارنا ... ولانصدق ان احدا ما يقتل انسانا هو خيرة الله من خلقه ... واذا بنا نرى نفس القتلة يعودون مرة اخرى ... ولكن تحت مسميات حديثة نوعا ما .. كالارهاب مثلا ... لكنها تتضمن نفس العملية السوداء .. ان تنهي وجود غيرك.
وعندما يكون وجود غيرك منيرا مضيئا باسقا كالنخيل عاليا كالجبال مرفوعا كالسماء .. متواضعا كالارض ... تغار منه وتقتله ... وتنهي وجوده ... لأنك لاوجود لك .. هذا هو منطق اولئك الرعاع ...

همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ... يريدون من القانون الذي خدمهم في عهد طاغيتهم اللعين ان يخدمهم اليوم وكل يوم ... سابقا كانوا يقتادون الناس بالاجبار الى قعور السجون ، ولما عزت عليهم في النظام الديمقراطي ... قرروا ان يحولوا النظام الجديد الى فوضوقراطي بقوة المليشيا والسلاح ... وسموها ما تشاءون ... اسميها الارهاب فحسب .. وضرب حكم القانون عرض الحائط.

وحين يكون من يؤسس لحكم القانون وحكم الديمقراطية وتأسيس الحريات .. شاب في مقتبل العمر .. يتمتع بالوسامة واللباقة والذكاء والابداع والمبادرة وخلق الفرص وابتكار الخير بكل اشكاله ... عندئذ سيكون من المستحيل لجماعة الفوضوقراطية ان يعيشوا ... لهذا يقتلونه ...
تغص بين جوانحي الكلمات ولا استطيع ان اواصل الكتابة ... لأن كل ماقلت من خير .. قد وجد في الشاب الذي اروي سيرته اليوم .. وكل ما خلق من شر في العالم انما تركز فيمن قتلوه .. والا مامعنى ان ترى جسدا مثقوبا ب13 طلقة كلاشنكوف نافذة .. انفذ الله سموم جهنم في قلوبهم في قعر السجون .. اليوم وفي قعر جهنم يوم لايلقونه .. بل يلقون زبانيتهم ... وفي هذا عزاءنا الوحيد ... نحن من نرى الظلم من النظام القضائي والاجراءي بعد ان نراه من المجرمين والقتلة ...
يفترض ان دولة اليوم يشيع فيها حكم القانون وان يتم تعزيزه لكي يرى المظلوم عزة الدولة وهيبتها كي تعطيه حقه ، لا ان يتم القبض على المجرمين عام 2006 ولايعدمون الى يومنا هذا ، او ان يتم اخفاء الادلة ، لان الضابط الفلاني اخذ رشوة ... ان جريمة المسؤولين عن القانون هي اقبح من جريمة المجرم نفسه ... متى نقر عيون اهالي الضحايا بأعدام المجرمين من الارهابيين الذين ملأوا مقبرة النجف من جثث الابرياء عام 2006. ؟

رأيت الصبر ابعد مايرجى ... ان الخزي كل الخزي ... هو ان تعيش لتنظر الظلم ولاتستطيع دفعه .. وان تكون اول المساهمين في التغيير واول الضحايا ...
يا زمانا البس الاحرار ذلا ومهانة ؟؟؟ يازمان الموت ... ياعصر الفواتح كما قالها عريان السيد خلف ..

وانما تشبثي بالاشعار .. انها قد تحل لغزا لاتستطيع محدودية تعابيري ان تصل اليه ... واللغز الوحيد الذي لا استطيع ان افك رموزه اليوم هو ... النظام القضائي في العمارة المنكوبة ... وطريقة التعامل مع حقوق الضحايا ، ضحايا الارهاب بالتحديد .. لقد نكبت العوائل الشريفة بأبناءها وعاث ابناء الزانيات في الارض فسادا ...
انما الواجب اليوم هوان يتم التنكيل بهم والقضاء عليهم وافناءهم عن بكرة ابيهم ...

وكنت قد قلت سابقا ، ان قصصي ارويها عن مدينة منسية .. يسيطر عليها الحرامية .... ولازلت عند قولي ... حتى يعاد الحق لأصحابه ... ويتم التشهير بالجرائم الوحشية التي طالت انبل الناس الذين عرفتهم في تلك المدينة على الاطلاق ... ولا اقصد شخصا او شخصين او ثلاثة ... بل كل ضحايا الارهاب ابتداءا من عام 2004 الى يومنا هذا ... ولربما هنالك قضايا عديدة حدثت قبل 2003 ، لكن جرائم القتل بالشوارع لحملة الشهادات العليا ابتدأت بالتحديد عام 2004 ...
يقال ان احد القضاة لوى وجهه واكفهر .. عندما جاءته احدى القضايا من مكتب ضحايا الارهاب وقيل له ان المقتول الضحية قد قتل من قبل المليشيا الفلانية بلا ذنب .. اكفهر وجه القاضي ....

يا قاضي (تها) ..... اين انت من الجبار يوم الحساب حين تعرض قضية ( تها)!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مظلومية ضحايا الارهاب في العراق
امنة محمد باقر ( 2010 / 4 / 14 - 19:20 )
هذا الموضوع له بقية ، سأعرض له في اجزاء ، والتزم بتكملة القصة بالتسلسل
، لربما اسهم في التعريف بالمظلومية المضاعفة لضحايا الارهاب في العراق
هذه المقالة هي مجرد مقدمة ولم اعطي فيها كثيرا من التفاصيل


2 - شهداء العراق /ضحايا الارهاب
رافد دخيل ساجت الغزي ( 2011 / 4 / 27 - 21:08 )
السلام عليكم استاذتي الفاضله
كان مقالك واقعيا ومنصفا جدا واتمنى عليك ان تكتبي كثيرا في هذا الموضوع الذي يتجاهله المسؤول عمدا ,,سيدتي العزيزه هناك اجحاف واضح للشهداء من ضحايا الارهاب انظري يا سيدتي الى هذه الواقعه لتستنتجي جزءا من اسباب التجاهل لضحايا الارهاب(في يوم من الايام كان احد الضباط في احدى الدوائر الرسميه يجلس امام التلفاز ليرى متشفيا احداث انفجار وقع في بغداد /ساحة العروبه )فماكان من الا ان قال (حيل)فاجابه احد المنتسبين لماذا تقول هذا فرد عليه الضابط الذي هو من المجلس الاعلى (موذوله اللي جانويركصون جهالهم لصدام؟)من هذا تصوري ذلك الظلم الذي يعانيه ضحايا الارهاب من تجاهل متعمد
انظري يا استاذتي الشهداء الذين اعدمهم صدام حسين والامتيازات الذي يتمتع بهاذويهم من منح مستمره وكبيره واراضي ورواتب ومفاضله لهم بالحج المجاني والتعيين في الدوائر تاتيهم المنح الكبيره وهم جالسين في بيوتهم بواسطة رعاية مؤسسة الشهداء لهم ولحقوقهم وقارنيها بمبلغ ثلاث ملايين وسبعمائه وخمسون الف دينا مبلغ تعويض حياة عراقي لايحصل عليها ذويه الا بعد صرف نصف المبلغ وبمعامله تطول مدتها الى سنتين من المراجعات


3 - ضحايا الارهاب شهداء العراق
رافد دخيل ساجت الغزي ( 2011 / 4 / 27 - 21:10 )
http://www.facebook.com/note.php?note_id=192010790821639
اتمنى الاطلاع على الرابط اعلاه استاذتي العزيزه ودمت برعاية الله وحفظه


4 - شكرا استاذ رافد
امنة محمد باقر ( 2011 / 4 / 28 - 03:57 )
لا اعرف ... ولكن هكذا هو قدرنا الابله ... لا ادري ما اقول .. لقد سبق السيف العذل كما يقال ... وذهب اولئك الافذاذ وليس بعدهم من امل وتغص الحسرات في نفسي ... ولا ادري ماذا الوم ...وعلى ماذا نتباكى ... هل ان قيمة طالب الدكتوراه ثلاثة ملايين ؟ هل ان قيمة ضحايا الارهاب والمخففات ثلاثة ملايين للنفر الواحد ، هذه الحكومات البائسة عليها ان تستحي وتعتذر الى اكرم خلق الله علينا في العراق الا وهم الضحايا الذين فقدناهم في كل ان وزمان ، ومتى يستحي هؤلاء الحرامية ؟ لا ادري ...كلما جاءت امة لعنت اختها .. من حرامية هدام الى حرامية الديمقراطية ، والله الساتر منهم ومن شرورهم ، اسأل الله ان يفضحهم عن بكرة ابيهم ويفضح سرقاتهم وجرمهم وظلمهم مثلما فضح هدام اللعين ابن اللعين


5 - شكر
رافد دخيل ساجت الغزي ( 2011 / 4 / 29 - 19:40 )
السلام عليكم
انا يا اختي فقدت زوجتي وابنتي يوم عرفه يوم اعدام صدام
خرجت زوجتي وابنتي من البيت لشراء ملابس العيد فالبسهم استهانة نوري المالكي بارواح الناس الاكفان بدلا من ملابس العيد
يا استاذتي حين صدر الحكم على المجرم صدام تم اتخاذ رئاسة الحكومه تدبير امني الا وهو حظر التجول يومها ولكن حين تم تنفيذ الحكم لم يتخذ اي تدبير لمنع انتقام كلاب صدام من الانتقام فكان الضحيه يومها اكثر من مائة شهيد

المالكي بتجاهله وعدم شعوره بالمسؤوليه الملقاة على عاتقه دمر حياتي واضاعها في يوم وليله
فقد كان لي عائله وما اليوم!!! شكرا لك استاذتي الفاضله كنت منصفه وانت الوحيده التي كتبت في هذا المجال


6 - ضحية من ضحايا الارهاب
عباس عبدالله الجريح ( 2011 / 11 / 28 - 07:34 )
انا عباس عبدالله من الناصريه انا لم ازور الحسين اطلاقا منذ ولدت الى ان اصبح عمري 14 سنه و كنت اتمنى ان ازور الحسين لاكن الضروف لم تسمح الا ان قررت ان اذهب الى زيارة الاربعين وانا مالكني الفرح والسرور وكانت هذه اول مره في حياتي ذهبنا انا وخمسه من اصدقائي مع موكب شهيد المحراب وانا ذاهب في نيه صادقه شاهد الله وصلنا الى محافضة الحله نحن الخمسه وكنا ننتضر الموكب في موكب السجاد في الحله هناك ولحضه لم اشعر بنفسي كأني في حلم فتحت عيني لم ارى احد من اصدقائي قربي سوه اشلاء الناس من حولي متقطعه عن طريق ارهابي بواسطة حزام ناسف حملوني حالي من حال الناس الى مستشفى الحله في سياره كيه حمل رمونا في المستشفى في الممرات دون علاج على كثرت الجرحه والناس الموتا الا ان وجدوني اهلي في الساعه 12 بعد منتصف اليل والنفجار كان في الساعه الرابعه عصرا وانا لم اعرف اي شئ عن اصدقائي بعد في الصباح جميع المحافضات دزت سيارات اسعاف ماعدا الناصريه لماذا ماعرف نقلوني الى مستشفى الناصريه عن طريق سياره كيه عبريه ها ومن اثرهه صار ابرجلي كركري وصلنا الى الناصريه وبعدها نقلوني الى البصره وصلت في الساعه 12 بعد منتصف اليل

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل