الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنفجارات بغداد :رسالة للسياسي أمْ للمواطن العراقي ؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2010 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أيام حدث إنفجار في روسيا , فإذا ما قمنا , ولو تعسفاً , بإجراء مقارنة بين الإنفجار المذكور وما يحدث عندنا في العراق من انفجارات وأعمال عنف , لكانت المقارنة مضحكة ومبكية في آن واحد , فالإعلام العالمي . بل وكبار المسؤولين السياسيين في العالم ( المتقدم ) سارعوا وقتها , وأعربوا عن شجبهم الشديد للانفجار وما أسفر عنه من خسائر. ذاكرتي إسْتحْضرتْ الحادث المذكور وانا اشاهد بعض الفضائيات التي نقلتْ العرس الدموي لأبناء شعبنا في انفجارات بغداد الأخيرة . مأساوية المشاهد المروعة التي أحدثتها تلك الإنفجارات , حوّلتْ الصور الى لوحة فنان سريالي مجنون ولكنه يمتلك براعة نادرة في توزيع مؤثر لمساحات الدم المنتشر على اسفلت الشوارع او على زجاج بعض السيارات التي نجتْ من شظايا الانفجار حيث إصطبغ هذا الزجاج رغم تهشمه بالدم العراقي لأجساد عراقية تحكي مظلوميتها لتاريخ أختلط فيه الماضي بالحاضر ليشكّل صرخة يبقى دويّها متواصلا الى ما لا نهاية في القابل من السنين وربما من القرون . إنفجارات بغداد هذه , ولكي يستكمل فناننا السريالي المجنون توزيع الدماء العراقية على ما تبقي من خلفية فارغة من لوحته , سبقتْ – الانفجارات – ليلةٌ دامية هي الاخري , حيث تمّ قتل قرابة خمسة وعشرين شخصا في منطقة هور رجب , كل ذلك وما قبله من اعمال إجرامية , فانّ ( ضمير ) العالم ( المتمدن ) لم يهتز لجريان هذا الدم المتدفق بحجم ربما يفوق حجم الماء الذي تمنحنا إيّاه حنفيات بيوتنا !!! .وكالعادة مرّتْ هذه الانفجارات كسابقاتها , مرور الكرام على وسائل الإعلام العالمية وايضا على مسؤولي الحكومات في الغرب ( المتمدن ) ناهيك عن ( الإشقاء العرب الرسميين ) , غير انني لم اجهد نفسي في البحث عن اسباب هذا التجاهل لما حدث ويحدث من مجازر بحق شعبنا العراقي , قلت لنفسي , لعلّ مردّ هذا التجاهل من الغير , سببه أنّ إهتمامات بعض سياسيينا , هي جعل أهمّ أولوياتهم , الركض وراء مغانم سياسية , تتقاطع مع متطلبات المرحلة بكل تعقيداتها ,أو هي في احسن الاحوال ربما لا تؤتي أُكُلها في الاوان المناسب , خصوصاً وأنّ سيف الأرهاب ما أنفك يحصد سنابل رقابنا من القفا , في بيوتنا وشوارعنا واسواقنا وحتى في مطاعم الفلافل مائدة الفقراء من امثالنا.
في الواقع انا لا اقصد , قطعا , في بعض ما ذكرته , الطعن في وطنية بعض سياسيينا أبداً ,ولكني اقول بلسان مَنْ ينظر الى أجساد مواطنيه وهي تتمزق أشلاء , أنّ أعمال العنف هذه , هي بمثابة رسائل واضحة الدلالة , والمعني بها بالدرجة الاولى ,هم السياسيون العراقيون المتنفذون أكثر من سواهم , وفك شفرات هذه الرسائل يتأتّى من الإسراع بتجاوز الخلافات السياسية وتشكيل حكومة وطنية تجمع كل الاطراف العراقية لكي تقوم بوضع صخرة الوحدة الوطنية لتلقم بها فم التنّين الهائج الذي يتهدّدنا , لأنّ المواطن العراقي القى بالكرة في ساحتكم , حينما ادلى بصوته في صناديق الاقتراع , وبما ان الكرة الآن في ملعبكم ,فلا تجعلوها تطيش خارج المستطيل الاخضر فتتحول خضرته الى نجيع أحمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-