الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان

تميم منصور

2010 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



خمسون مواطناً من دولة جورجيا احدى جمهوريات الأتحاد السوفياتي
سابقاً ، لا ينتمون للمله اليهودية ، جاءوا الى اسرائيل قبل اسبوعين وهم يحملون على ظهورهم حقائب السياحة ، ولكن بقدرة قادر تحولوا الى لاجئين سياسين بدعم ومساعدة نفر من مرشدي السياحة الاسرائيلين .
اعترفت صحيفة ( يديعوت احرنوت ) في عددها الصادر في العاشر من الشهر الحالي ان هذا التحول لم يأت من فراغ ، بل جاء بفضل ما قام به سماسرة من الوكالة اليهودية ، قلب الصهيونية النابض بالعنصرية من عملية الكنس وغسل لادمغة هؤلاء السياح ، فقد اوهموهم بالحياة الوردية في بلاد السمن والعسل والحليب ، وما عليهم الا التوجه لدائرة الهجرة في القدس وابلاغها بانهم يطلبون حق اللجوء السياسي في دولة العدالة والديمقراطية ، لان الشرطة الجورجية تلاحقهم مع ان هذا كذب وافتراء .
اضافت الصحيفة المذكورة بان فريق السياحة الجورجي المذكور اذهل الاسرائيلين بسبب المستوى الثقافي الرفيع الذي يتمتع به اعضاءه ، حيث يوجد بينهم الاطباء والمهندسون والخبراء في علوم الالكترونيكا ، هذا هو السبب الذي جعل الوكالة اليهودية ودائرة الهجرة ايقاعهم في شراكها كي يصبحوا مواطنين اسرائيلين بعد ثلاث سنوات ، يتم بعدها تهويدهم او تهويد اولادهم .
هذه هي احدى الارحام التي استخدمتها الحركة الصهيونية لولادة مواطنين كاملين وبالغين يتم فيما بعد صهرهم بالدولة الصهيونية ، بمثل هذه الطريقة وغيرها يتم استدراج ما عرفوا بالسود العبريين (הכושים העבריים ) حتى اليوم لا احد يعرف ما هي علاقتهم باليهودية بشقيها القومي والديني .
بهذه الطريقة وغيرها اصطاد سماسرة الوكالة اليهودية ودوائر الهجرة عشرات الالوف من قبائل الفلاشا الاثيوبية ، بادعاء ان بعض عاداتهم قريبة من عادات اليهود ، قدموا الى اسرائيل وهم لا يعرفون أي شيء عن اليهود واليهودية ، ومنهم من كان يشارك المسلمين من عرب 48 في صلواتهم قبل ان يتم تاميم عقولهم وارادتهم .
استغلت الحركة الصهيونية انهيار الكتلة الشيوعية في اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي وقامت بارسال سماسرتها الى هذه الدول لتهجير ما يمكن تهجيرهم الى اسرائيل، مع ان اكثر من نصفهم لا ينتمون الى اليهودية، لكن دوائر الهجرة اليهودية استغلت حالات الفقر والفوضى والبطالة والفساد التي خلفتها الانظمة الشيوعية المنهارة ، فغالبيتهم اصبحوا مواطنين دون أي اعتبارلانتمائهم الديني ، هذا العدد الكبير قلب المبنى الديمغرافي في الدولة ورفع منسوب المستوى الاكاديمي فيها .
اليوم تتربص الحركة الصهيونية ببعض القبائل التي تقطن في الهند بادعاء انهم قريبون من الديانة اليهودية في بعض عادتهم وقد وصل الى البلاد المئات منهم حتى الآن .
السبب الذي يقف وراء هذه الهجرة الحمى الصهيونية في خداع وجر هذا الخليط غير المتجانس من بني البشر كي يصبحوا مواطنين اسرائيلين ، يعود الى ايجاد المبررات للاستمرار في الملاحقة والبطش بالمواطنين العرب الفلسطينين ورفض عودتهم الى وطنهم وزعزعة حالة الاستقرار لدى الفلسطينين المتواجدين في وطنهم من عرب 48 وسكان الضفة الغربية وقطاع غزة ، سياسة الترهيب الاسرائيلية مستمرة وكلما شعرت ان العرب اكثر وهناً وتنازلاً ازدادت شراستها لدرجة انه لم يعد أي مواطن فلسطيني آمن فوق ارضه وداخل بيته .
كل يوم يجد المواطن الفلسطيني نفسه امام جبهة جديدة ومواجهة جديدة من قبل حكومة نتنياهو وما سبقها من حكومات ، مثلا بعد ان نفذت الحكومة المذكورة اعتداءاتها على الحرم القدسي الشريف باقامة الكنيس اليهودي والسماح لعلوج المستوطنين تدنيس حرماته قامت بفتح جبهة جديدة في حي الشيخ جراح داخل مدينة القدس وفي قرية سلوان القريبة من المدينة المقدسة .
قبل ان يفيق الفلسطينيون من هذه الضربة وهذا الاعتداء سارعت حكومة نتنياهو من جديد بفتح جبهة جديدة شاملة ضد كل الفلسطينين في الضفة الغربية، بهدف استنزاف قدراتهم وقواهم تحت وطاة هذه الجبهة يلوحون بطرد الفلسطينين ، هكذا فعلت العصابات الصهيونية سنة 1948، في حين فان حكومة اليمين الحالية تحضن وتستوعب وتحث على قدوم الغرباء والاستيطان في وطن لا علاقة لهم به ، عدا عن فتح المجال للمتسللين من افريقيا وتايلند .
امام سياسة اصطياد ما يمكن اصطياده من بني البشر اصدرت الحكومة المذكورة قانونا مخالفاً لكل الشرائع الاخلاقية والانسانية يهدد وجود حوالي 90 الف فلسطيني في وطنهم، ولولا ادراك هذه الحكومة انها فوق القانون وان احدا لم يردعها لما فعلت ذلك ،هي مطمئنة ان علاقاتها مع الانظمة العربية المهترئة لم تتزعزع .
تدرك ان النفط والغاز المصري سوف يستمران بالتدفق الى آلتها العسكرية وباسعار بخسة ، وان مصر مبارك وحكومة نظيف سوف تبقى بالنسبة لاسرائيل عمقا سياحياً وامنياُ واقتصادياً ، اسرائيل تعرف ان الانسان العربي محتل فيه مناطق احتلها الرعب ومناطق احتلها الجوع ومناطق احتلها الياس .
اسرائيل تعرف ان مقومات الامة العربية هي اللغة والتاريخ والدين والخوف وان العربي الذي لا يخاف تكون عروبته مشبوهة ، تعرف ان الغرب وضع الانسان العربي امام ثلاثة خيارات ، الحذاء العسكري ، العصا ، ثم العمامة والمسبحة ، وهي تعرف ايضاً ان العرب يرعدون ولا يمطرون ، ويدخلون الحروب ولا يخرجون وان ضرب السياط لا يؤثر في جلودهم وانهم اصبحوا كالسمك الذي وضع في الافريز .
ما دامت تعرف هذا البؤس العربي فلماذا لا نتوقع المزيد من العربدة والغطرسة والتوسع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|