الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري على وشك ارتكاب جريمة جديدة :البروفسور عارف دليلة في حالة صحية حرجة

المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

2004 / 7 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


علمت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير أن البروفسور عارف دليلة ، الكاتب وعميد كلية الاقتصاد السابق في جامعتي دمشق وحلب ، في حالة صحية حرجة ويحتاج لعملية جراحية إنقاذية في القلب بأقصى سرعة ممكنة . ففي رسالة خاصة تلقتها " المنظمة " من أحد أقربائه ذكر أن " فرع التحقيق التابع لشعبة الأمن السياسي في وزارة الداخلية ، والكائن في منطقة الفيحاء بدمشق ، استدعى شقيقه حسن وطلب منه ممارسة الضغط عليه لإقناعه بإجراء عملية جراحية لقلبه بسبب إصابته باضطراب ونقص تروية في القلب " . وأشارت الرسالة إلى " أن الدكتور دليلة رفض إجراء العمل الجراحي رفضا قاطعا إلا وهو مطلق السراح ، احتجاجا منه على استمرار اعتقاله وعزله عن العالم في زنزانة انفرادية منذ ثلاثة أعوام تقريبا " . وقد أكد المحامي السوري أنور البني ما يؤيد مضمون هذه المعلومات ، مناشدا المنظمات العالمية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان التدخل العاجل للإفراج عنه .
البروفيسور دليلة ، المولود في قرية " بسنادا " في ريف اللاذقية العام 1943 ، كان قد اعتقل في إطار الحملة التترية التي أمر الرئيس السوري بشار الأسد بشنها نهاية صيف العام 2001 ضد نشطاء حركة " المجتمع المدني" ، التي طالت تسعة آخرين من أبرز رموزها . وقد حكمت عليه محكمة أمن الدولة شبه العسكرية بالسجن عشر سنوات بسبب محاضرة ألقاها في 2 أيلول / سبتمبر نهاية صيف ذلك العام تحت عنوان " الاقتصاد السوري ـ المشكلات والحلول " ، تناول فيها الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وعملية سرقة وتهريب الأموال العامة إلى الخارج على أيدي أفراد الزمرة الحاكمة ، والتي قدرها بأكثر من ثمانين مليار دولار ، ودور الشفافية والديمقرطية في مكافحة طاعون الفساد الذي يفتك بالدولة السورية ومؤسساتها .
والدكتور دليلة معزول عن العالم ، منذ اعتقاله ، في زنزانة انفرادية بجناح شعبة الأمن السياسي في سجن عدرا (40 كيلو مترا شمال شرق دمشق ) تحت ظروف تعبر عن مدى الانحطاط الأخلاقي والبربرية التي بلغها النظام السوري في تعامله مع معتقلي الرأي ، والحقد المرضي الأعمى الذي يكنه رأس النظام للمثقفين ودعاة الإصلاح في صفوفهم . ولا أدل على ذلك من أنه رفض نهاية العام الماضي تدخلا من أحد المفكرين العرب للسماح للدكتور دليلة بتلقي العلاج في المشفى . وهو ما كانت كشفت عنه المنظمة في حينه (انظر الرابط التالي : http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=12729 ) . وبسبب رفض الرئيس السوري هذا التدخل ، تدهور الوضع الصحي للبروفسور دليلة إلى الوضع الكارثي الذي بلغه اليوم !
يعتبر البروفيسور عارف دليلة واحدا من ألمع الباحثين الاقتصاديين العرب ، وبشكل خاص تاريخ الفكر الاقتصادي والنظريات الاقتصادية . وله العديد من المؤلفات الهامة في هذا المجال ، فضلا عن مئات الدراسات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات العربية المتخصصة . وكانت جمعية الدراسات الشرق أوسطية في أميركا الشمالية (MESA ) قد منحته جائزتها للعام 2002 تقديرا منها لأبحاثه ودراساته وتسخيره فكره لخدمة مجتمعه وحاجاته .
الزميل نزار نيوف ، الأمين العام للمنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ، وهو أحد طلاب الدكتور دليلة مطلع الثمانينيات ، قال " إن اعتقال الدكتور دليلة بسبب محاضرة ، والحكم عليه بعشر سنوات سجنا من قبل محكمة استثنائية شبه عسكرية والاعتداء عليه بالضرب من قبل أحد رموز الفساد والإفساد ( العميد عدنان محمود ، رئيس فرع المخابرات الذي اعتقله) ، ووضعه في زنزانة انفرادية منذ ذلك الحين دون أدنى مراعاة لقيمته الثقافية والأكاديمية كأستاذ لعدة أجيال ولسنه التي تجاوزت الستين ، ورفض (الرئيس) بشار الأسد تدخلا من أجل السماح بنقله إلى المشفى ، لا يمكن على الإطلاق فهمه في إطار منطق الدولة البوليسية وحسب . إذ علينا ـ من أجل فهم هذا السلوك البربري ـ أن نأخذ بعين الاعتبار النزعة الثأرية المرضية لدى رأس الطغمة الحاكمة ، وشعوره بعقدة النقص إزاء المثقفين واحتقاره كل فكر وثقافة لا ينسجمان مع الأيديولوجية الفاشية لحزبه ونظامه . وإلا كيف لنا أن نفهم إطلاقه سراح اللصوص والمهربين والإبقاء على المثقفين رهن الاعتقال أو مطاردتهم ومحاكمتهم أمام القضاء العسكري ؟ إن هذا لا يمكن أن يكون إلا وليد ذهنية وتربية تمجد اللص واللصوصية في مواجهة المثقف والثقافة " . وأضاف " إن استمرار هذا السلوك البربري معه لا يراد منه إلا اغتياله البطيء . ونحن نخشى أكثر من أي وقت مضى من جدية هذا الخطر الذي يحيق به ، ومن حقيقة أن النظام السوري في طريقه لارتكاب جريمة اغتيال سياسي على الجميع بذل كل شيء ممكن لمنع حدوثها . وسيتحمل رأس النظام ـ دون غيره ـ المسؤولية الكاملة عن حياته . فهو شخصيا من أمر باعتقاله ، وهو شخصيا من أمر بمحاكمته ، وهو شخصيا من أوصى بأن يكون حكمه الأشد بين زملائه ، وهو شخصيا من رفض السماح بنقله إلى المشفى العام الماضي . وهو على ما يبدو لم يرو غليله بعد بعمليات القتل تحت التعذيب ، التي شهدها عهده حتى الآن ، أو إطلاق النار على المتظاهرين في الشوارع ، ويريد أن يحطم الرقم القياسي لوالده في هذا المجال . ونحن نعتقد إن استقدام أسرة الدكتور دليلة لإقناعه ـ تحت وطأة الضغط العاطفي ـ بإجراء عمل جراحي ، رغم رفض تقديم أي علاج له حين لم تكن حالته على هذه الدرجة من الخطورة ، إنما يحمل في طياته خطر التصفية تحت قناع العلاج ، وتشتم منه رائحة نوايا عفنة ، خصوصا وأن سجلات جلاديه حافلة بالسوابق في هذا المجال . ولا داع للتذكير بقضية صلاح جديد وعصام أبو عجيب وغيرهما " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كولومبيا تقطع العلاقات وإسرائيل ترد: هذه مكافأة لحماس


.. الخارجية الأميركية: موسكو استخدمت أسلحة كيماوية في حربها ضد




.. تحديا لقرار الفض.. استمرار التظاهرات المؤيدة لفلسطين بجامعة


.. اعترافات صادمة لقاتل رضيعة سودانية في مصر




.. شاهد: لحظة اقتحام الشرطة لجامعة كاليفورنيا لفض اعتصام داعم ل