الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الكورد في عراق مابعد أمريكا

ئارام باله ته ي

2010 / 4 / 14
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


مرت علينا هذه الأيام الذكرى السابعة للأجتياح الأمريكي وسقوط صنم العراق . استبشر العراقيون خيرا بعد ازاحة البعث الجاثم على صدورهم لأكثر من ثلاثة عقود ، ثم مالبثت الساحة العراقية أن تحولت الى مشهد كارثي يدنى له جبين الأنسانية ، بعد تحولها الى فضاء مفتوح للقاعدة ، ومرتع لمخابرات دول الجوار .
اذا أردنا ان نصف الأمور كما هي في العراق دون نفاق أو مجاملة منذ السقوط . فاننا أمام واقع يسوده صراع شيعي – سني يهدأ أحيانا ويتفاقم أحيانا اخرى ، كما هناك توجس كوردي من العرب وبالأخص القوميين أو القومجيين ، في الوقت الذي يرى فيه هؤلاء أن الكورد قد تجاوزوا ماهو مسموح لهم ، بسبب القضايا العالقة والأرث التاريخي الغير المشجع . ان طبيعة العلاقات بين مكونات الشعب العراقي تخضع لتاريخ مثقل بسوء التفاهم واللاتجانس ، هذا التاريخ يمتد تارة لقرون مضت ويمتد تارة اخرى لعقود خلت . وفي ثنايا هذا الواقع وفي ظل الأستقطابات الموجودة على الخارطة العراقية ، استغل دول جوار العراق الوضع القائم وكل حسب مشروعها ، حيث للبعض منهم حسابات قديمة مع امريكا يسعون لأفشال مشروعها المهدد لعروشهم ، وهناك من يتدخلون بدوافع مذهبية ، وهناك من لازال يحلم باستعادة ما يعتقده تركة (الرجل المريض) . في الوقت الذي لايخفى فيه تصفية حسابات بين هذه الدول نفسها في هذا العراق المتشظي .
ان عدم ثقة العراقيين ببعضهم دفع كل فريق منهم الى أن يستظل ويستنجد باحدى الدول الأقليمية حسب تقاطعهم الايديولوجي أو البراغماتي ، باستثناء الكورد الذين ليس لهم احد في المنطقة الا ويعادونهم لأسباب تاريخية وجيوسياسية معروفة . ولكن الكورد ظاهريا كانوا الأقرب الى امريكا والغرب عشية سقوط النظام البائد ، الا أن الأحداث فيما بعد لم تؤكد على ذلك بوضوح حيث لوحظ ضبابية الموقف الأمريكي تجاه الكورد وعدم حماسهم تجاههم .
على الرغم من المزايدات الوطنية لأغلب القوى العراقية التي تبدي موقفا مؤيدا لخروج الجيش الأمريكي بعد انتهاء الاتفاقية الأمنية التي لم يبقى الكثير من امدها ، لابد من الاعتراف ان النبتة الديمقراطية في العراق لازالت طرية وتحتاج الى راع ، والا فان سيناريو الحرب الأهلية ليس ببعيد ، ناهيك عن الأنقلاب العسكري الذي لوح به البعض في مخاض نتائج الانتخابات وربما كان قريبا لولا الوجود الأمريكي .
في ظل المعطيات الموجودة ، فان الكورد هم الخاسر الأكبر من الأنسحاب الأمريكي ، اذ بالاضافة الى وجود مشاكل عميقة بينهم وبين بعض المكونات داخل العراق ، هناك الخطر الأقليمي المهدد لهم لاسيما من دول يقصفون الأراضي الكوردستانية مع وجود أمريكا ، فكيف يكون الحال بعد خروجهم من العراق ؟ ثم لايخفى عدم ارتياحهم من تجربة اقليم كوردستان . أنا لست مطمئن من الواقع وأرى مستقبلا مجهولا ، الضوء خافت في نهاية النفق . ولكن ماهو رأيكم أنتم ؟ . سنتحدث عن خيارات الكورد في مقال قادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساعة الامريكان للعراقين
نينا سالم ( 2010 / 4 / 14 - 21:15 )
الجنود الامريكان قدموا الى العراق لا لشيء سوى الاطاحة بطاغية والمساعدة في بناء العراق واعادة النظام لكن للاسف نحن قدمنا لهم القتل والعنف تصور سيدي العزيز عندما يقوم الامريكان بتوزيع الحلوى واللعب على الاطفال في سوق شعبي يقدم لهم المجرمون سيارة مفخخة تحصد ارواحهم النبيلة وارواح الاطفال الابرياء لقد قدمنا صورة قبيحة عنا للعالم اجمع الصورة مخيفة ليس للكورد فقط بل على الجميع تخيل عند رحيلهم ماذا سيفعل بنا المجرمون


2 - الكرد
ادم عربي ( 2010 / 4 / 15 - 09:30 )
لا شك ان الكرد كشعب عانا وما زال يعاني من دول الجوار , من حق الكرد العيش ككيان له لغته وثقافته وحريته, خصوصا ان مشكلة الكرد كبيره فهي مقسمه بين ثلاث دول لا يستهان بها, مشلة الكرد عبر التاريخ انهم استغلوا من قبل دور الجوار اشنع استغلال, استغلوا زمن الشاه ضد البكر في الحرب المشهوره التي ادت الى اعطاء شط العرب لايران (اتفاقية الجزائر 1975) ولم يحصل الاكراد على شيء يذكر حينها حكم ذاتي هزيل
من وجة نظري الشخصيه اقليم كردستان غني نفطيا اعتقد من صالح الامريكان حعل هذا الاقليم منفصل عن العراق رغم كل المعوقات الاقليميه الكبيره لهذا المشروع
مع تمنياتي للكرد بمستقبل زاهر


3 - الحرية لا تتجزأ
جورج حداد ( 2010 / 4 / 15 - 12:17 )
لا بد من تقديم الشكر للاستاذ آرام على هذا التحليل الجريء والواعي، الذي يضع الاصبع على الجرح تماما. فالمحتلون الاميركيون اتوا الى العراق ليس لنشر الدمقراطية، ولا لمساعدة الشعب الكردي المظلوم، بل لتحقيق مصالحهم الامبريالية؛
ان قرار الحرب والسلم؛ والتنمية والفقر؛ والاستقرار الاقليمي والفوضى؛ وانعاش الدكتاتوريات ودعمها او مواجهتها وتقويضها هذه القرارات المصيرية لا زالت الى الان ـ للاسف ـ بيد الامبريالية وشريكتها الصهيونية العالمية.
ما الذي كان يمنع الانجليز المنتصرين في الحرب العالمية الثانية من دعم جمهورية مهاباد؟ ولكنهم دعموا الشاه وعلقوا حبل المشنقة للمناضل قاضي محمد!!!ـ
وما الذي كان يمنع الاميركان المنتصرين على نظام صدام حسين من فرض حالة طوارئ لبضعة ايام لمنع اللصوص من سرقة ونهب بغداد؟ (على الاقل هذا)؛ ولكنهم هم الذين خططوا لزرع الفوضى الكاملة في بغداد والعراق لاجل تدميره التدريجي؛
واذا كان المحتلون الاميركان يدلـّلون القيادات السياسية والعشائرية الكردية الان، فلكي يبيعونها غدا للقيادات الطائفية والعشائرية العربية، ولكي يذبحون غدا الشعب الكردي بيد العربي الجاهل؛


4 - kurdstan
hamid majid ( 2011 / 6 / 8 - 17:13 )
وانا اؤيد ماذهبت اليه ،واضيف نحن غير متجانسين ليسس فقط مع الدوله العراقيه ودول الجواربل حتى انفسنا سواء الحزبيين الرئيسين او احزاب المعارضه وهناك فجوة كبيره قد حصلت بعد احداث ١٧-٢
في نسيج المجتمع الكردي مما يزيد الطيين بله ولايعلم الا الله ماذا يخبئ الغد للكرد بعد الانسحاب الامريكي !

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة